"دُمية طهران وبقاء الجيش الأمريكي".. ماذا قال بن سلمان عن الأسد وإيران؟
كتبت- رنا أسامة:
رأى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن بقاء الجيش الأمريكي في سوريا من شأنه أن يُعيق إيران عن توسيع نفوذها الإقليمي، مُستبعدًا إمكانية الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة.
وقال بن سلمان، في مقابلة مطولة مع مجلة "تايم" الأمريكية، الخميس: "نعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن على باقية على المدى البعيد".
واعتبر بن سلمان، 32 عامًا، أن الوجود الأمريكي داخل سوريا يُمثل المحاولة الأخيرة لكبح جِماح إيران، العدو اللدود للسعودية، من مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين. فضلًا عن أنه سيسمح لواشنطن أن يكون لها صوت مسموع في سوريا مُستقبلًا، بحسب قوله.
جسر بري للهلال الشيعي
وحذّر بن سلمان، من قيام ايران بتأسيس طريق بري من بيروت عبر سوريا والعراق إلى طهران، بمساعدة الميليشيات التي تعمل بالوكالة والحلفاء الإقليميين. وأضاف أن ما يُطلق عليه "الهلال الشيعي" من شأنه أن يمنح إيران موطئ قدم أعظم في منطقة مضطربة من خلال سلسلة من الحلفاء.
وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة بعيدة في دير الزور في شرق سوريا، حيث تُنفذ القوات الأمريكية الخاصة بالتعاون مع مُقاتلي المعارضة السورية عملياتها للقضاء على ما تبقى من مُقاتلي داعش، المُختبئين في سلسلة من البلدات على طول نهر الفرات والصحراء الممتدة على الحدود العراقية السورية. وفي هذا الشأن، يرى بن سلمان أن "سحب القوات الأمريكية من شأنه أن يخلق اضطرابات في المِنطقة".
وبحسب تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، هذا الشهر، يُعد هذا الجسر من أهم أولويات طهران، لاسيّما أن من شأنه أن يربط سوريا ولبنان مع النظام الإيراني في طهران، ما يضمن له استخدامه كمنصة تستند عليها طهران في حربها ضد إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن إيران ليست بحاجة إلى جسر بري، إذ إنها تمتلك ممرًا جويًا، لكنها يمكن أن تحقق فوائد إضافية من السيطرة على طرق النقل الأرضية إلى سوريا. وذكر أن الممر الجوي ساعدها على نقل عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية وعائلاتها إلى سوريا، خلال السنوات الماضية، للقيام بالتطهير العرقي في المناطق التي يقطنها المسلمون السنة.
تصريحات ترامب
جاءت تصريحات بن سلمان بشأن سوريا بعد ساعات من إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية قريبًا من سوريا، ومنح الدول الأخرى الفرصة للاهتمام بالأمر. وقال الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه في ولاية أوهايو: "سنغادر سوريا قريبًا جدًا وسندع الأطراف الأخرى تهتم بالأمر".
فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، أن الوزارة لا تملك معلومات حول تصريحات ترامب بشأن خطط الخروج من سوريا. وقالت ناروت، خلال مؤتمر صحفي الخميس: "لا علم لي بهذه السياسة".
وبحسب "سي إن إن" الأمريكية، يُرجّح خبراء ومحللون أن قوات سوريا الديمقراطية، (خليط بين مقاتلين عرب وأكراد) المدعومة من قبل أمريكا، ستكون أكبر المتضررين من احتمال الانسحاب هذا.
ونقلت عن المحلل ديفيد اديسنيك، رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة الدفاع من أجل الديمقراطية، قوله: "أكثر ما يبقي قوات سوريا الديمقراطية على أرض الميدان هو أن الجماعات الأخرى لا يمكن أن تمسهم"، لافتا إلى أن الجماعات الأخرى تخشى الانتقام الأمريكي إن حاولوا مهاجمة مواقع هذه المجموعة المدعومة من واشنطن.
"دُمية إيران"
وبينما أوشك الأسد، المدعوم عسكريًا من سوريا وإيران، من هزيمة المعارضة الغسلامية المُسلّحة التي سيطرت على مناطق كبيرة في سوريا منذ بدء الثورة في 2011، قال بن سلمان إنه "من غير المُحتمل أن يتم الإطاحة به من السلطة، لكنه يأمل ألا يكون دُمية في أيادي طهران".
وأضاف بن سلمان لـ"تايم" الأمريكية: "بشار باق. لكن أعتقد أن مصالح الأسد ليست في جعل الإيرانيين يفعلون ما يحلو لهم".
وفي مطلع مارس الجاري، وصف المُرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الأسد بأنه "قائد ومقاوم كبير"، مُعتبرًا أنه "ظل رابط الجأش ثابت القدم وهو أمر مهم جدا لأي شعب". وقال خامنئي، خلال استقباله وزير الأوقاف السوري محمد عبدالستار السيد، إن سوريا "هي اليوم في الخط الأمامي، لذا من واجبنا جميعا دعم صمودها".
فيديو قد يعجبك: