إعلان

بالصور- قصة أول عربية وسعودية تغوص في أعماق القطب الشمالي

02:25 م السبت 31 مارس 2018

مريم حامد فردوس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

"أستعد للغوص في القطب الجنوبي في أبريل المقبل، كأول امرأة في العالم تغوص في القطبين المتجمدين، وأول عربي يقوم بالمهمة"، هكذا استهلّت المُغامرة السعودية، مريم حامد فردوس، حديثها مع قناة العربية.

أجرت فردوس، التي تعمل طبيبة أخصائية وبائيات في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، أول رحلة لها إلى القطب الشمالي عام 2015، لتدخل التاريخ كأول امرأة عربية تغوص تحت جليد القطب الشمالي، وأول سعودية تغوص في أعماق المحيط القطبي الشمالي، وثالث امرأة تتمكن من ذلك بعد امرأتين روسيتين.

1

وقالت فردوس، في حديث لقناة العربية، إن رحلتها إلى القطب الشمالي استغرقت 45 يومًا، منها 5 أيام عاشتها في القطب الشمالي؛ حيث بدأ سير رحلتها بالطائرة من جدة إلى موسكو مرورًا بباريس لمدة 10 ساعات، ثم رحلة جوية أخرى من موسكو إلى مورمانسك في أقصى شمال روسيا لمدة 5 ساعات. وبعد ذلك كان هناك خط سير بري عبر الغابات الروسية إلى ولاية كاريليا على الحدود الروسية الفنلندية، مقر موقع التدريب النهائي.

وتابعت: "بعد الانتهاء من الفترة التدريبية أخذنا رحلة برية من روسيا إلى ترومسو في النرويج، مرورًا بالأراضي الفنلندية في رحلة دامت 18 ساعة بالسيارة، ثم رحلة جوية من ترومسو إلى أرخبيل (سفالبارد سبيتسبيرجن)، ومنها رحلة جوية عبر طائرة من الطراز الحربي AN-74 التي تستطيع الطيران في الأجواء القطبية القارسة، وهبطنا في مخيم قاعدة بيرنيو الروسي في القطب الشمالي عند درجة 89 شمالًا".

2

وأكملت: "وأخيرًا تم نقلنا بواسطة هليكوبتر من مخيم بيرنيو إلى مقر الغوص في القطب الشمالي عند درجة 90 شمالًا".

وفي حديث أجرته مع صحيفة سبق المحلية، العام الماضي، كشفت الطبيبة السعودية أنها اتجهت لرياضة الغوص منذ عام 2008، "كهواية أقضي فيها على الطاقة السلبية الناتجة عن ضغط الدراسة، إذ كنت أمارسها في أيام العطل الأسبوعية"، بحسب قولها.

وبيّنت أن الغواص الجيد عليه أن يتحلى بالعديد من الصفات كالصبر والانتباه ودقة الملاحظة، والالتزام بقوانين السلامة، وأخيرًا حب الاكتشاف.

3

وعزت اختيارها الغوص في القطب الشمالي إلى سببين، أولهما أنها رغبتها في إثبات أن المستحيل قد يصبح حقيقة وأن المرأة بصفة عامة والمرأة السعودية على وجه الخصوص لديها ما يكفي من الإرادة كي تصل لما تحلم وتسعى إليه. والسبب الثاني أنها أرادت تسليط الضوء على ظاهرة الاحتباس الحراري وانهيار القطب الشمالي.

وعند سؤالها عن نمط العيش في القطب الشمالي، كشفت أن الأكل يقتصر على "مكملات غذائية على شكل بودرة يضاف إليها الماء الساخن، فيتكون محلول صالح للتغذية، إضافة إلى ألواح الشوكولاتة والمكسرات لإعطاء الجسم مزيدًا من الطاقة"، على حد وصفها.

4

وكشفت الطبيبة المغامرة أنها غاصت على عمق 30 قدمًا، واصفة المشهد تحت الجليد بأنه فاتن جدًا: "أعجبني منظر تكونات الجليد التي تراكمت منذ عقود من الزمان، كما أن الغوص داخل الأنفاق الجليدية تحت تلك الطبقات إحدى العجائب التي أسرتني".

وأضافت: "كم تمنيت لو أني غصت في عمق أكثر من 35 قدما حتى أتمكن من مشاهدة الكائنات البحرية المختلفة، لكن الأحوال الجوية لم تساعدنا، فمدى وضوح الرؤية كان معدوما لشدة التيار في المحيط".

5

وأوضحت أن رحلة القطب الشمالي تُكلّف الفرد الواحد 200 ألف دولار أمريكي، وأن طاقم عمل الرحلة مُكوّن من 4 أفراد.

وحول ما إذا كانت تستطيع العيش هناك لمدة عام ردت فردوس: "مستحيل.. وعكليًا لا يمكن أي شخص البقاء لعام هناك، فنحن نتكلم عن طبقات من الجليد العائم فوق مياه المحيط المتجمد الذي سرعان ما تذوب مع قدوم فصل الصيف".

وأشارت إلى أن البعض قد يسألها ما فائدة خوض هذه المغامرة فتبين له أن التجارب أياً كانت لها انعكاسات على الشخصية وأن هذا النوع من التجارب دائماً ما تصحبه فوائد، أهمها أن التخطيط الجيد أمر ضروري ومهم لكل أمور الحياة.

6

ولفتت إلى أنها تود اختيار أسلوب حياة مختلف عن المعتاد ويألفه البشر، قائلة: "هذا النوع من المغامرات يعد تحدياً للذات، وسبباً في زيادة معدل الأدرينالين في الجسم، عدا عن تكوين رباط وثيق مع الطبيعة التي بعدنا عنها في حياة المدينة".

ولم تخفِ فردوس أنها في لحظة من اللحظات انتابتها مشاعر خوف، لكن ثقة أهلها ودعمهم المتواصل لها كان سببًا في تبديد تلك المشاعر السلبية وسبباً في تحقيق إنجازها.

7

ونوّهت إلى أنها طيلة العشر سنوات السابقة، اختبرت الغوص في مناطق مختلفة داخل السعودية وخارجها؛ أما غوص المناطق الباردة فقد كانت هذه أول مرة تقوم بها، "و‎كان طموحي -وما زال- أن أبرهن للعالم أجمع أن المرأة بشكل عام والسعودية بشكل خاص، قادرة على تحقيق ما تحلم به وتسعى إليه، بعزيمتها وقوة إرادتها، متجاوزة بذلك كل التحديات والصعاب"، وفق قولها.

ووجّهت نصيحة إلى كل من يخطر على باله خوض نفس هذه التجربة بأن "الأمر يحتاج دراسة وإطلاع وقراءة وتطوير قدرات ومهارات للتكيف مع الطبيعة، على حد قولها، إضافة إلى الاستعداد الذهني والنفسي والجسدي".

واختتمت حديثها بالقول: "الغوص للنساء موجود في السعودية منذ عقود، ولكن نظرة المجتمع لم تتقبل وجوده، فأنا قد تدربت على يد مدربة سعودية، وحاليًا مع اختلاف نظرة المجتمع ودعم هيئة الرياضة متمثلة في الأميرة ريما بنت بندر. أرى أن للمرأة السعودية مكانًا في جميع الرياضات وفي جميع المسابقات".

8

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان