إعلان

موقع أفريقي: تقارب السودان مع قطر وتركيا يغضب السعودية

06:22 م السبت 31 مارس 2018

الرئيس السوداني عمر البشير

كتبت- رنا أسامة:

رأى موقع "افريكا انتيليجينس"، أن التقارب السوداني مع قطر وتركيا مؤشر واضح على توتر العلاقات بين الرياض والخرطوم. وقال الموقع الإفريقي في تقرير عبر موقعه الإلكتروني، اليوم السبت، إن الرئيس السوداني عمر البشير يمضي في تعزيز علاقات بلاده مع تركيا وقطر، في الوقت الذي يشعر فيه بالإحباط من ضآلة الدعم المُقدّم من قِبل حليفته السعودية.

وشهدت الأسابيع الماضية تقاربًا ملحوظًا بين الخرطوم وأنقرة والدوحة. ووقّع السودان وقطر، الأسبوع الماضي، اتفاقًا مبدئيًا لتطوير "ميناء سواكن"، يتضمن إعادة تأهيل البنى التحتية والفوقية، فضلًا عن إنشاء مراسي جديدة للسفن وجلب معدات حديثة، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا).

وأثارت الجولة الأفريقية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ديسمبر الماضي، جدلًا كبيرًا، بعدما حصلت أنقرة على مشروع إعادة إعمار وترميم آثار جزيرة سواكن السودانية التي كانت جزءًا من حصيلة الزيارة بناء على اتفاق بين البلدين.

وقال الموقع المعني بالشأن الأفريقي، إن البشير مُنشغل في الوقت الحاضر بتقوية علاقاته مع تركيا وقطر، في محاولة للتعويض عما وصفه بـ"الوعود السعودية المنكوثة". وأشار إلى أن الخرطوم قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في يناير 2016، تضامنًا مع السعودية، في مواجهة ما وصفته بـ"مخططات إيرانية"، على أمل تأمين الاستثمار السعودي في الزراعة والسدود الكهرومائية.

لكن مع اشتداد حِدة الأزمة الاقتصادية إلى نسب لم يعد بمقدور الشعب السوداني تحملها، قررت الخرطوم الارتماء في أحضان الدوحة وأنقرة، وفق التقرير. وما تزال الحركة الإسلامية الحاكمة في البلاد -المنتسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين- تنتظر رؤية الدعم السعودي على أرض الواقع، في الوقت الذي تعتقد فيه الرياض أن السودان لم يقطع علاقاته كليًا مع إيران.

وما يُزيد الطين بلّة في العلاقات بين البلدين، وفق "أفريكا انتيليجينس"، أن السعودية في الآونة الأخيرة أبعدت عشرات الآلاف من المغتربين السودانيين، على ذمة أنهم لا يملكون تصريح إقامة، في إطار حملة لتوفيق أوضاع العمالة الأجنبية.

وفي محاولة للظفر بدعم السعودية والإمارات، أقوى لاعبين في مجلس التعاون الخليجي، وافق السودان على تعزيز قواته في اليمن بـ4 آلاف من قوات الدعم السريع، ولكن الرياض تنظر إلى "قوات الجنجويد" السودانية على أنهم "مرتزقة".

إضافة إلى ذلك، ترى السعودية أن السودان لم يلتزم كليًا بقطع العلاقات مع الملالي الإيرانيين، بعد أن أنشأ جهازه الأمني بمساعدة الحرس الثوري.

كما أن الرياض غير راضية عن إبقاء البشير على علاقاته مع الدوحة وإقامة ما يوصف إعلاميًا بـ"شهر العسل الدبلوماسي" مع تركيا ، الذي أفضى إلى تسليم جزيرة سواكن إلى أنقرة مقابل وعود بالاستثمار وإعادة الإعمار والتعاون العسكري.

ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان، يُشير "أفريكا انتيليجينس" إلى أنه لم يتلقى دعما كبيرا من حلفائه الخليجيين، بل إن السعودية تباطأت في إنفاذ استثمارات ضخمة مثل اتفاقات وقعتها في نوفمبر 2015 شملت اتفاق إطاري لتمويل مشروعات سدود "كجبار والشُريك ودال" في شمال السودان واتفاقية أخرى لزراعة نحو مليون فدان تروى بالري الانسيابي من سد أعالي نهري عطبرة وستيت، شرقي البلاد، بحسب التقرير.

وتبادل المسؤولون في السودان وتركيا وقطر الزيارات الرسمية، وآخرها زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي حمل رسالة إلى البشير من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.

ويقول التقرير إن "السعودية غضبت بعدما علمت أن أمير قطر حث نظيره السوداني عمر البشير في تلك الرسالة على عدم تقديم أي تنازلات في الأزمة مع مصر، ما دفع البشير إلى زيارة مصر في 19 مارس الجاري، ولكنه حرص على عدم إثارة أي قضايا خلافية".

ويقف السودان على الحياد في الأزمة الخليجية المُستعرة منذ أكثر من 9 أشهر، بعد أن قطعت دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب. الأمر الذي تواصل الدوحة نفيه وإنكاره بشدة، وتتهم الدول الأربع بفرض حصار عليها وانتهاك سيادتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان