الغوطة الشرقية .. الأسد يتقدم والمجتمع الدولي يفشل في إنقاذ السوريين
كتبت – إيمان محمود:
لم تكد فرحة أهالي غوطة دمشق الشرقية تتم بعد الإعلان عن وصول أول شحنة مساعدات إنسانية تصل إلى المنطقة السورية المُحاصرة، منذ أكثر من أسبوعين، إذ انتشرت الأنباء بعد سويعات قليلة بعودة الشاحنات دون إفراغ حمولات الإمدادات التي خاطرت لإيصالها في أثناء القصف الذي لم ينقطع رغم الهُدنة المفروضة في المنطقة.
دخلت القافلة الإنسانية، ظهر الاثنين، الغوطة الشرقية المُحاصرة والتي باتت ثلث مساحتها تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن انتزعتها القوات الحكومية في الساعات الأولى من صباح الأمس، من أيدي الفصائل المسلحة المعارضة التي تسيطر عليها منذ عام 2012.
وأطلقت الحكومة السورية في 18 فبراير الماضي، هجومًا لاستعادة الغوطة أدى إلى مقتل أكثر من 720 مدنيًا منذ ذلك الحين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما وجهت الأمم المتحدة نداءات متكررة لإيصال المساعدات إلى هذه المنطقة التي يعيش فيها حوالي 400 ألف شخص في ظل حصار مُحكم منذ عام 2013.
كارثة إنسانية
وأكدت وكالة أنباء رويترز أن الحكومة السورية لم تسمح لقافلة المساعدات المؤلفة من 46 شاحنة بالدخول إلى الغوطة إلا بعد مصادرة حوالي 70 في المائة من محتوياتها، إذ قال مسؤول في الأمم المتحدة، إن النظام منع إدخال حقائب الإسعافات أولية واللوازم الجراحية.
وأضاف المسؤول عبر البريد الإلكتروني: "رفض الأمن كل حقائب الإسعافات الأولية واللوازم الجراحية والغسيل الكلوي والإنسولين"، مضيفًا أن نحو 70 في المئة من الإمدادات التي نقلت من مخازن منظمة الصحة العالمية إلى شاحناتها استبعدت خلال عملية التفتيش.
وفي أعقاب دخول القافلة إلى الغوطة؛ طلبت الحكومة السورية منها مغادرة المنطقة قبل أن تتمكن من إفراغ حمولتها بالكامل، إذ تبقى تسع شاحنات لم تُفرغ حمولتها، بعدما تلقى فريق الأمم المتحدة، في تمام الساعة السابعة، برقية تأمره بالمغادرة، بحسب ما نقله موقع "المدن" اللبناني عن المتحدث باسم الدفاع المدني سراج محمود.
كما كتب ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا سجاد مالك على موقع تويتر "أن قافلة المساعدات تغادر دوما الآن بعد نحو تسع ساعات. أوصلنا مساعدات بقدر المستطاع وسط القصف"، مضيفاً "المدنيون عالقون في وضع مأسوي".
وأوضحت ليندا توم المتحدثة باسم مكتب تنسيق شؤون الإنسانية أنه جرى إبلاغ الأمم المتحدة وشركائها هذا الصباح بأنه لم يُسمح بتحميل كثير من المواد الصحية التي كان من المفترض إرسالها إلى دوما، كما لم يُسمح باستبدالها بمواد حيوية أخرى، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
واعتراضًا على استمرار العنف؛ أعلن الصليب الأحمر الدولي، الثلاثاء، تعليق مهامه الإنسانية في منطقة الغوطة، فيما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إنهم يعتزمون إرسال قافلة أخرى يوم الخميس المقبل، داعيًا إلى إضافة المواد الطبية التي صادرتها الحكومة السورية إلى القافلة الثانية.
غارات متواصلة
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، بمقتل نحو 44 مدنيًا في قصف نفذته قوات النظام السوري في الساعات الأولى من صباح اليوم، على الغوطة، وأضاف أن حصيلة القتلى تواصل الارتفاع نتيجة استمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، بعدما كان المرصد وثق صباحًا مقتل 14 مدنيًا، وأسفر القصف أيضًا عن إصابة أكثر من 120 آخرين بجروح.
ومع انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض وسقوط آخرين بشكل شبه يومي، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء حملة القصف إلى أكثر من 720 مدنيًا، بينهم نحو 170 طفلاً.
وإلى جانب الحملة الجوية، بدأت قوات الحكومة السورية التي تلقى تعزيزات عسكرية هجومًا بريًا ازدادت وتيرته تدريجًا، وتركز على الجبهة الشرقية.
وأفاد المرصد السوري بأن "قوات النظام استعادت أراضي زراعية جديدة وتستمر بالتقدم من الناحية الشرقية"، مشيرًا إلى أنها تبعد حاليًا كيلومترين فقط من مدينة دوما، وتستمر المعارك على الجبهة الشرقية.
وتهدف العملية العسكرية، وفق مراقبين، لتقسيم الغوطة الشرقية إلى جزأين شمالي حيث تقع مدينة دوما، وجنوبي حيث مدينة حمورية، وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في الغوطة نحو مائة كيلومتر مربع وتشكل نحو ثلث المساحة الكلية للغوطة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
ورغم تحذيرات ونداءات دولية عديدة لوقف القتال الدائر في الغوطة الشرقية وإجلاء المدنيين، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد توعد، الأحد، بمواصلة هجومه على آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق.
وقبل نحو أسبوع، أعلنت روسيا هدنة لـ5 ساعات يوميا بشكل أحادي، لكن الاشتباكات تواصلت خلال تلك الساعات ووصفتها دول غربية بأنها غير كافية.
فيديو قد يعجبك: