لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"إيكونوميست": أزمة فنزويلا اختبار لالتزام أمريكا اللاتينية بالديمقراطية

09:57 م الثلاثاء 06 مارس 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

سلطت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، في تقريرها اليوم، الضوء على تدهور الديمقراطيات في أمريكا الجنوبية، وخاصة دولة فنزويلا، وقالت: "في عام 1994، عُقد أول لقاء لدول الأمريكيتين بميامي بعد دعوة الرئيس الأمريكي حينئذ بيل كلينتون، والذي أراد الاحتفال بالتزام جميع الدول الـ 34 في المنطقة بالديمقراطية والتجارة الحرة، ما عدا كوبا، الدولة الأخيرة، والتي لم يتم دعوتها".

في القمة السابعة ببنما في 2015، ساد التضامن الإقليمي، وتم دعوة كوبا بعد إصرار من دول أمريكا اللاتينية، وجلس الرئيس الكوبي راؤول كاسترو مع باراك أوباما، ليختم بذلك حالة التوتر السياسي.

وتابعت المجلة، الشهر الماضي، شهدت العلاقات الدبلوماسية انتكاسة للوراء، عندما أعلنت حكومة بيرو، التي تستضيف القمة الثامنة المقرر انعقادها يومي 13 و14 أبريل، إلغاء دعوة فنزويلا، ومنع رئيسها نيكولاس مادورو من الدخول.

وكان تصرف بيرو - حسب المجلة - لصالح "مجموعة ليما" - وهي هيئة متعددة الأطراف أنشئت بعد إعلان ليما في 8 أغسطس 2017 في ليما من أجل مخرج سلمي لأزمة فنزويلا - ورفضت مجموعة ليما قرار مادورو بالإعلان عن الانتخابات الرئاسية في 22 أبريل، وتجعل أمريكا اللاتينية من الدفاع عن الديمقراطية أولوية مرة أخرى، ولكن هل بإمكانها الاستمرار في فعل ذلك؟

وتساءلت المجلة، إذا كان معيار المشاركة في قمة الدول الأمريكية هو الالتزام بالديمقراطية، فلماذا لم يتم استثناء دول أخرى من المشاركة في قمة هذا العام، فكوبا ونيكارجوا وكذلك هندوراس لا يجب أن يشاركوا أيضًا، خاصة بعد انتهاء فترات الرئاسة فيهم بطرق مشكوك فيها، فرئيس هندوراس، خوان أورلاندو هرنانديز - وهو رئيس محافظ مؤيد للولايات المتحدة - فاز بولاية ثانية في انتخابات يزعم كلًا من المعارضة والمراقبون الخارجيون أنها مزورة، وقد أعطى مشرعو حزبه الخاص لأنفسهم تفويضًا خاصًا بسرقة المال العام، مما أدى لنزع فتيل بعثة مكافحة الفساد تحت رعاية منظمة الدول الأمريكية.

ولكن - بحسب المجلة - لم يكن التزوير الانتخابي في هندوراس واضحًا مثل الشمس، لذلك يجب تحذير هرنانديز وليس استبعاده، أما فنزويلا فتبقى الحالة الأكثر وخصوصًا في أمريكا اللاتينية على التراجع الديمقراطي، فتراجعها إلى الفوضى الاقتصادية والبؤس الإنساني وصعود الديكتاتورية بها له خطورة لم يسبق لها مثيل.

وتقول المجلة، أوقف نظام مادورو نشر العديد من الإحصاءات، وأظهر استطلاع رأي نشر الشهر الماضي بواسطة ثلاث جامعات انتشار سوء التغذية بشكل كبير: فنسبة 87% من الذين شملهم الاستطلاع كانوا فقراء، و61% منهم فقراء بشكل مدقع، وهذا أكثر بكثير من مثيله في دول أمريكا اللاتينية حيث يبلغ معدل الفقر 31%، ويقدر الإحصاء أن ما يقرب من 815 ألف فنزويلي هاجروا منذ 2012 - أغلبهم في العامين الماضيين - ووصولهم إلى دول مجاورة في أمريكا الجنوبية يضغط على المنطقة لتتصرف.

وأوضحت المجلة الطرق التي يتبعها مادورو في توطيد ديكتاتوريته، فقالت: "استطاع الرئيس الفنزويلي إضعاف المعارضة من خلال الحبس، ومنع قادتها من السفر، والتخويف بطرق أخرى من ضمنها التعذيب الجسدي للنشطاء المعارضين، ويستمر في هذا بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية، وأعلنت المعارضة مقاطعتها للانتخابات التي تقام الشهر القادم، بعد رفض الحكومة تهيئة الظروف من أجل انتخابات نزيهة وحرة.

وقال رئيس بنما، خوان كارلوس فاريلا، إن كثيرًا من دول أمريكا اللاتينية لن تعترف بشرعية الانتخابات".

ووافقت منظمة الدول الأمريكية - التي تجمع كل الدول باستثناء كوبا - في فبراير الماضي، على مشروع قرار مشابه لما أقرته "مجموعة ليما" - القرار الخاص برفض إعلان مادورو عن انتخابات رئاسية - ولكن كان ذلك بأغلبية ضئيلة، فالنظام الفنزويلي ما زال يحتفظ بحلفاء له والذين قد يقاطعون قمة ليما تضامنًا معه.

سيزار جافيريا، الأمين العام السابق لمنظمة الدول الأمريكية، قال: "ما هي فرص أن تؤدي الأفعال التي يرتكبها جيران فنزويلا لنتائج ملموسة؟ كاراكاس تعيش لحظة فارقة الآن، ويجب أن يتوسط الجميع لحل الأزمة، أمريكا اللاتينية، الولايات المتحدة، وأوروبا أيضًا، ويجب أن تكون الأولوية إقامة انتخابات حرة ونزيهة، وإذا فشل ذلك يجب على دول المنطقة أن تزيد من الضغط.

يجب على دول أمريكا اللاتينية أن تتبع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في منع زيارات زعماء النظام، وكذلك في والاستيلاء على أموالهم التي نهبوها من الدولة، وكذلك المطالبة بتوحد المعارضة المنقسمة إلى فصائل، وراء قيادة واحدة.

وتتابع المجلة، قد يكون هناك اختلافات بين دول أمريكا اللاتينية ودونالد ترامب، ولكن، كما تقول فنزويلا، لا ينبغي أن تتعارض معاداة الإمبريالية مع الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك التقاليد القائلة بعدم التدخل، ولا الإصرار على إجماع إقليمي لا يمكن تحقيقه.

وأضافت المجلة في ختام تقريرها: "هذا يعني أن منظمة الدول الأمريكية قد لا تكون الخيار الدبلوماسي الصحيح في أزمة فنزويلا، بل ستكون "مجموعة ليما"، والتي يجب أن تحول نفسها إلى ائتلاف مفتوح العضوية مستعد لاتخاذ أي إجراء سياسي يلزم لإعادة فنزويلا للديمقراطية مرة أخرى، وإنقاذها من الأزمة الإنسانية الحالية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان