لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا وافقت كوريا الشمالية على إجراء محادثات مع أمريكا؟

02:16 م الجمعة 09 مارس 2018

كتبت- هدى الشيمي:
وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإلتقاء بالرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون، لإجراء حوار وجها لوجه في مايو المُقبل، بحسب ما أعلنه مسؤولون كوريون جنوبيون، وهي خطوة أشادات بها الكثير من الدول، على رأسهم روسيا والصين وكوريا الجنوبية، لاسيما وأن هذا اللقاء الأول من نوعه الذي يجمع رئيسي أمريكا وكوريا الشمالية في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وأفادت تقارير إعلامية أن مسؤولين كبار من كوريا الجنوبية نقلوا إلى ترامب دعوة زعيم كوريا الشمالية، وقبلها وأكد رغبته في إجراء حوارات، بعد أشهر من تصاعد الأزمة في بيونجيانج على خلفية تعزيز سلاحها وترسانتها النووية.

وتقول صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، في تقرير منشور، اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني، إن موقف الزعيمين الجديد يثير التساؤلات بشأن الأسباب التي دفعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى تغيير موقفه بعد إصراره الشديد على عدم الاستغناء عن الأسلحة النووية، ومواصلة التجارب لتطويرها وتعزيز قدرات بلاده النووية.

وكانت اللهجة العدائية قد وصلت إلى أشدها بين الزعيمين الفترة الماضية، إذ وصف ترامب جونج أون بـ"رجل الصاروخ" وهدد بالتعامل مع كوريا الشمالية بـ"النار والغضب"، مؤكدا أنه لم يجلس معه على طاولة المفاوضات إلا بإظهار بيونجيانج مؤشرات تؤكد نيتها على التنازل عن أسلحتها النووية، فيما سخرت بيونجيانج من تصريحات ترامب، وأكدت استئنافها لعملها.

"ضغوط أمريكية"

ورغم أن التفاصيل التي توضح أسباب تغيير الزعيمين موقفهما ما تزال في طي الكتمان، تقول الصحيفة الكورية إن التكهنات تبيّن أن ترامب قبل اقتراح كوريا الشمالية لإجراء محادثات في مقابل وعدها بالتوقف عن تطوير صواريخها الباليستية العابرة للقارات والقادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، أو السماح بتفتيش منشآتها النووية لتفكيك الأسلحة النووية وبرامج الصواريخ.

فيما يرى الخبراء أن هناك العديد من الأسباب التي ساعدت على تغيير كوريا الشمالية لموقفها، أهما الضغط الذي مارسته أمريكا على العديد من الدول من أجل إقناع رئيس شبه الجزيرة الكورية على الجلوس معه على طاولة المفاوضات.

وقال روبرت مانينج، زميل كبير في مركز "سكوكروفت" للاستراتيجية والأمن التابع لمجلس أتلانتيك الأمريكي، إن هناك عوامل عديدة وراء التحول الكبير في موقف كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

وتابع: "فهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها بيونجيانج عقوبات اقتصادية شاملة، ويُمارس عليها ضغط بهذا الشكل، ما يرجح أنها تعيش الآن مشاكل اقتصادية تؤثر على نخبتها، وهي القاعدة الرئيسية لكيم جونج أون".

وفي المقابل، يوضح مانينج أن الـ25 اختبار صاروخي والـ3 تجارب نووية التي نفذها كيم جونج أون منحته ثقة كبيرة، وأشعرته بأنه قادر على ردع الولايات المتحدة، ما أثار خوف ترامب من امكانية شنها هجوم حقيقي على أمريكا.

وفيما يتعلق بأضرار العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية، يقول لي سوك، الباحث الكبير في معهد التنمية الكوري، إن هناك تقارير أفادت بأن الأنشطة الصناعية والإنتاج الزراعي والتجارة تضرروا كثيرا من العقوبات الدولية المفروضة على البلاد.
ومع ذلك، شدد وزير المالية الأمريكي ستيفين منوسين، في تصريحات اليوم الجمعة، على أن بلاد لن ترفع أو تخفف العقوبات على كوريا الشمالية، حتى يجرى الاتفاق معها على إجلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية.

"الدور الصيني"

وبحسب خبراء، فإن الصين قد تكون أحد محفزات تغيير الموقف، ونقلا عن بارك وون- جون، الأستاذ بجامعة هاندونج، فإن بكين لعبت دورًا كبيرًا للدفع بكيم جونج أون إلى طاولة المفاوضات، بعد موافقتها على العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، ما يعني أنها لن تدافع عن بيونجيانج في ظل استمرار تطويرها لبرنامجها النووي.

وأوضح وون- جون أن الصين أخذت خطوة كبيرة بإيقاف إمداد النفط لكوريا الشمالية، ما أثر على الأوضاع في كوريا الشمالية بشكل لم تتوقعه.

وبحسب التقارير، فإن صادرات كوريا الشمالية إلى الصين، أكبر شريك تجاري لها، هبطت خلال 10 أشهر، ما بين مارس وديسمبر العام الماضي، بعد إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار 2375 في سبتمبر الماضي، المعني بفرض عقوبات مشددة على بيونجيانج، ووافقت عليه بكين.

وأصدر مجلس الأمن، في بداية الأمر، قرار 1718 الذي يدين أول تجربة نووية كورية شمالية، وفرض عقوبات على نظامها الشيوعي، بينها عقوبات على إمدادات الأسلحة الثقيلة، وتكنولوجيا الصواريخ.

"الوقت المناسب"

وفي المقابل، يعتقد بعض المحللين والخبراء أنه من المبكر الجزم بأن العقوبات الاقتصادية كانت السبب الوحيد لدفع كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات.

وقال ليم كانج، تايج، الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية، إنه بالنظر إلى أسلوب وسياسية بيونجيانج في اتخاذ القرارات، فإن المشاكل الاقتصادية ليست مصدر قلقهم الرئيسي. وتابع: "ولكن قد يرى النظام أن هذا الوقت المناسب لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة للحصول على الضمان الأمني الذي تريده، لا سيما مع تزايد التهديدات الأمريكية بشن هجمات عسكرية على شبه الجزيرة".

وبينما تؤكد كوريا الجنوبية القمة المرتقبة أمرًا تاريخيًا وحدثًا غير مسبوق، يرى المحللون أن تصرفات كيم جونج أون طبيعية ومتوقعة، وكانت جزءًا من استراتيجية اتبعها طوال الوقت، ولكنها انتظرت الوقت الذي تصبح فيه بموقف قوة، لاسيما بعد إعلان الزعيم الكوري الشمالي انتهاء العمل من برامج تطوير الأسلحة النووية في نوفمبر الماضي.
ويقول شو شانج ريول، الباحث في معهد استراتيجية الأمن القومي، إن المسؤولين الكوريين الشماليين كانوا يخططوا للأمر طوال الوقت، ويعملون وفق خطة زمنية معينة، فهي في البداية رغبت في تقوية ترسانتها العسكرية، ثم تعمل الآن على التخلص من العوائق الاقتصادية".
وتابع: "لقد حان الوقت المناسب لجلوس كوريا الشمالية على طاولة المفاوضات، وذلك لتحقيق أهدافها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان