لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هآرتس: متحف الهولوكوست يجمع ضحايا هتلر وبشار

03:06 م الجمعة 09 مارس 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريرًا حول إمكانية مقارنة ما يحدث في سوريا من جحيم على الأرض، بمذبحة الهولوكوست التي ارتكبت بحق اليهود على أيدي النظام النازي لأدولف هتلر.

وقالت الصحيفة، في بداية تقريرها: "في متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة الأمريكية، أقُيم معرض عن الأعمال الوحشية في سوريا حاليًا، ويقول أمين المعرض، إن المتحف لا يحكي فقط قصة الموتى، ولكن أيضًا يُعطي دروسًا للمستقبل".

وقائمة الأسماء المكتوبة بالعربية باستخدام مزيج من الدم والصدأ، تثير الأعصاب، ولكنها تجذب الانتباه، وحقيقة أن هذا موجود في متحف الهولوكوست التذكاري الأمريكي، يجعل كل شيء غريب للغاية.

وتابعت الصحيفة، العبارة المكتوبة "لا يمكن مقارنتهم" على العمل الفنيّ، عبارة عن مقدمة زائدة عن الحاجة، فإذا كان يتم عرض هذا العمل في متحف الهولوكوست، يجب المقارنة بين مذبحة الهولوكوست وما تعيشه سوريا حاليًا، وأُقيم هذا المعرض في قلب العاصمة الأمريكية بغرض المقارنة بين الاثنين.

ولكن المقارنة - كما تقول الصحيفة - ليست سهلة من الأساس، فقصة اللاجئين السوريين، معارضي النظام الذين ضحوا بحيواتهم وكتبوا أسمائهم في التاريخ بحروف من دم، معروضة في المتحف بجانب تمثال للبطلة اليهودية هانا سزينيس، ولكن هل تصحّ المقارنة من الأساس؟

1

يوجد في منتصف المعرض تقريبًا خمس قطع من القماش، تحمل كلًا منها 10 أسماء على الأقل مع أرقام تليفونات أصحابها، والتي أصبحت غير واضحة الآن، فالحبر المصنوع من خليط من الدم والصدأ صعب القراءة، وحمل المعرض عنوانًا كُتب بالعربية والإنجليزية يقول: "سوريا: من فضلكم لا تنسونا".

كان الصحفي، وناشط حقوق الإنسان السوري منصور عماري، هو صاحب فكرة المعرض، بعد أن تم حبسه في فبراير 2012، وبقي في زنازين سرية تابعة للنظام السوري لمدة 18 شهرًا، ويقول عن الفكرة: "في إحدى تلك الزنازين طورت فكرتي مع رفيق لي داخل الزنزانة لتوثيق ما يحدث، حيث كانوا يجرحون أنفسهم ليستطيعوا كتابة أسماء 82 سجينًا وتخليد ذكراهم باستخدام الدم - خاصة أن هؤلاء المساجين لم يكن معهم أي وثائق هوية"، واتفقا على أن من يخرج أولًا من السجن سيأخذ معه قطع القماش التي حملت أسماء المساجين ليخبر عائلاتهم عنهم، وكان عماري هذا الشخص، وبعد أن خرج من السجن غادر سوريا وأعطى قطعة القماش التي حملت أسماء الضحايا السوريين إلى متحف الهولوكوست في أغسطس الماضي.

ويقول عماري، إن أغلب الذين كانوا معه في الزنازين موتى الآن.

والحرب السورية اندلعت منذ سبع سنوات وخلفت ما يقرب من 500 ألف شخص وما تزال، ويقدر عدد من تركوا بيوتهم بأكثر من 11 مليون شخص، والأكثر من ذلك، ألقت قوات الرئيس السوري القبض على 100 ألف شخص، تم تعذيب بعضهم فيما اختفى آخرون بلا أثر.

ويعرض المتحف أيضًا صورًا تم التقاطها بهاتف محمول، وتهريبها خارج سوريا عن طريق ضابط سوري سابق حمل اسم "قيصر"، وتمثل الصور البالغ عددها 55 ألف صورة، ضحايا الحرب الذين قتلوا على يد نظام بشار الأسد، وفي يوليو 2014، أدلى "قيصر" بشهادته أمام الكونجرس حول الجرائم التي رآها بعينيه.

والسجناء الذين كتبوا أسمائهم بالدم والصدأ، جزء من صورة أكبر - كما تشرح الصحيفة - فالمعرض السوري الذي يتحدث عن اللاجئين والمعارضين بشكل عام، يمثل تجربة مختلفة عن المعارضة حول العالم، فهذا المعرض موجود في الطابق الثاني من متحف ضحايا مذبحة الهولوكوست اليهود في الحرب العالمية الثانية، وللوصول للمتحف يجب عليك المرور بقاعة مهداة إلى المقاومة اليهودية، والتي يتواجد في منتصفها إهداء إلى الشاعرة سزينيس، ويحمل اقتباسات أيضًا من الكاتب الأمريكي اليهودي إيلي فيزيل - أحد الناجين من المحرقة - وإذا صعدت إلى الطابق الثاني ستجد المعرض السوري، ولكن إذا أكملت الطريق إلى نهايته ستجد قاعة كبيرة بها شموع تذكارية نظمتها معسكرات الاعتقال النازية في بولندا وألمانيا.

وتشبه صور الضحايا السوريين - كما تستطرد الصحيفة - صور ضحايا مذبحة الهولوكوست من اليهود في معسكرات الاعتقال: حيث تستلقى أجساد الضحايا في صفوف، وبجانب الصور هناك وصفًا تفصيليًا لها وخرائط توضح تطور الحرب في سوريا.

ويعيش عماري الآن في السويد خائفًا على حياته، بعد إنكار النظام السوري لهذه الصور والشهادات التي أدلى بها، متهمًا إياه بنشر الأكاذيب.

ويقول كاميرون هدسون، مدير المحتوى لمتحف الهولوكوست وأمين المعرض السوري، إن هذه المرة الأولى التي يتم عرض معرض عن صراع جاري في المتحف، حيث كان المتحف يتابع أخبار الحرب الأهلية السورية لوقت طويل، ومقارنة مذبحة الهولوكوست في أوروبا بالمأساة في سوريا الآن هو أمر واضح لا يجب أن يثير دهشة الكثيرين.

ويتابع كاميرون، متحف الهولوكوست لا يحكي فقط قصة الموتى، ولكن يعطي دروسًا للمستقبل أيضًا، فالحرب السورية ما زالت مستمرة حتى الآن، ولا يشعر عماري وأصدقائه بتأنيب الضمير من عرض ما يملكونه في متحف الهولوكوست، حيث أغلب المعروضات يهودية، فهم كانوا في حاجة أن يستمع العالم إليهم ويلاحظ المأساة الدائرة في سوريا الآن، وبالنسبة إليهم فمتحف الهولوكوست أرضًا خصبة لمعرضهم، حيث يشعر السوريون أنهم منسيون بعد سبع سنوات من الحرب السورية، وإقامة معرضهم في متحف أمريكي رئيسي دليل كبير على المأساة، ووسيلة جيدة لجذب الانتباه العالمي، فأغلب زائري المعرض - نسبة 98% تحديدًا - ليسوا يهودًا.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان