بعد إعلان اجتماعهما.. من يحرك لقاء "ترامب وكيم"؟
كتب - هشام عبدالخالق:
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا لمراسلها في سيول، تشوي سانج هون، عن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، ودوره في المفاوضات واللقاء المنتظر بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة، على لسان مراسلها هون: "منذ انتخاب مون جاي إن في مايو الماضي، كان رئيس كوريا الجنوبية وسيلة ضغط "غريبة" في الحملة الأمريكية ضد كوريا الشمالية، ونادى مرارًا وتكرارًا بإجراء مباحثات بين الدولتين، في الوقت الذي كان يهدد فيه دونالد ترامب بالنار والغضب ضد نظام بيونج يانج، وفي إحدى المرات اتّهمه ترامب بمحاولة إرضاء الطرفين".
ولكن- حسب الصحيفة- يبدو أن جهود مون في طريقها لتحقيق نتائج مرضية.
قرار ترامب المفاجئ بالموافقة على دعوة كيم جونج أون لإجراء مباحثات، تمثل خبطة دبلوماسية رائعة بالنسبة لمون، الذي خطط لهذا التقارب بين الدولتين، في زوبعة دبلوماسية بدأت في الألعاب الأوليمبية الشتوية الشهر الماضي، وحظيت بالدعم بشكل أسرع مما توقع الجميع.
الرئيس مون جاي إن، لم يبعد خصمين كبيرين متنازعين عن الصراع العسكري الذي كان بإمكانه تدمير دولته فقط، بل ناور إدارة ترامب لمتابعة المفاوضات، التي دافع عنها هو وحلفاؤه من اليسار السياسي لكوريا الجنوبية، وسيمهد أيضًا مون للقاء المنتظر بين الزعيمين، بلقائه مع كيم جونج أون لعقد قمة بين البلدين الشهر المقبل في المنطقة منزوعة السلاح.
ولكن، إذا كان مون جاي إن، نصّب نفسه قائدًا للجهود الدولية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة لتفكيك الأزمة، فمن غير الواضح إن كانت لديه خطة بالفعل، ومن الواضح أنه سيضطر قريبًا لتسليم الدفّة لكلٍ من ترامب وكيم.
ويواجه مون مخاطر عديدة إذا فعل هذا - بحسب الصحيفة - والتي من ضمنها: أن تتعرض المنطقة لخطر النزاع العسكري بشكل أكبر، تنازلات من جانب ترامب قد تدمر أمن كوريا الجنوبية، أو أن تتراجع كوريا الشمالية عن قراراتها، وهي خطوة لن تكون الأولى لها.
ويقول ليف إريك إيزلي، أستاذ مشارك للدراسات الدولية في جامعة إيهوا للإناث بسيول: "هناك خطر أن يتم الاعتراف بكوريا الشمالية دولة نووية بحكم الواقع، مما سيقسم حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، والتي بمقدورها إيقاف العقوبات الدولية مقابل بعض الالتزامات الغامضة، وإيقاف الاختبارات النووية والتي يمكن عكسها بسهولة".
وبالنسبة لمون، محامي حقوق الإنسان السابق، والذي فر من كوريا الشمالية خلال الحرب الكورية، فإن المصالحة في شبه الجزيرة الكورية كان هدفًا حياتيًا.
وجاء انتخاب مون في الوقت الذي كان فيه كيم يُسرّع من برنامج الأسلحة النووية الخاص به، ويبني صواريخ يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة، فزاد ترامب من الضغوط على كوريا الشمالية، وكذلك من خطاباته التي تحث على الحرب، ليترك مون في وضع غير متناسق مع واشنطن.
وحث مون طوال الوقت، على عدم التدخل العسكري ضد كوريا الشمالية، حتى في الوقت الذي أيّد فيه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على تلك الضربة، مما أثّر على مصداقية التهديدات التي يُدلي بها ترامب.
وتتابع الصحيفة، قال مون يوم الجمعة، في بيان، إن القمة بين الزعيمين سيتم تذكرها في التاريخ كحدث هام لتوطيد السلام في شبه الجزيرة الكورية، وسيشيد الشعبان الكوريان، وكل الشعوب المحبة للسلام في العالم، قيادة الرئيس ترامب الذي قبل دعوة كيم بكل إخلاص.
وشدد شينج سينج شانج، محلل كبير في معهد سيجونج بكوريا الجنوبية، على أن "لقاء كيم وترامب كان ممكنًا فقط بسبب توافر مجموعة من العوامل، منها إصرار مون الدبلوماسي، وجهود ترامب في عزل كوريا الشمالية بشكل أكبر، ورغبة كيم في محو تأثير العقوبات".
وأعلن مكتب الرئيس مون، أن مجموعة من المسؤولين الأمريكيين البارزين اجتمعوا في البيت الأبيض ليستمعوا للخطاب الذي حمله الوفد الكوري الجنوبي أمس الخميس، وكان من ضمن الحضور نائب الرئيس مايك بنس، وزير الدفاع جيمس ماتيس وآخرين، ثم انتقلت هذه المجموعة إلى المكتب البيضاوي لتطلع ترامب على الخطاب، في لقاء استمر لمدة 45 دقيقة.
وقال المسؤولون الكوريون الجنوبيون، إن رسالة كيم أوضحت أن كيم قال، في حالة موافقة ترامب على اللقاء بإمكان الاثنان أن يحظيا بـ "اجتماع رائع".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "وعلى الرغم من تلك الخطوة الكبيرة، حذّر مون من أن العمل نحو أن تصبح شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة، قد بدأ للتو"، وكان مون قال: "سوف نتعامل مع هذه الفرصة المعجزة بحذر بالغ، سوف نتقدم في المحادثات بإخلاص وحذر، ولكن أيضًا بدون تأخير".
فيديو قد يعجبك: