نيويورك تايمز: ترامب قد ينحاز للدوحة أمام "الدول المقاطعة" بعد لقاء تميم
كتبت- رنا أسامة:
رجّحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تُسجّل قطر نصرًا مهمًا في ملف أزمتها مع دول الرُباعي العربي، اليوم الثلاثاء، خلال لقاء أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يُقدِم ترامب على إخبار أمير الإمارة الخليجية الصغيرة أنه "بات الآن يعتبر خصوم قطر حجر عثرة في حل نِزاع إقليمي مُهم"، في إشارة إلى انحيازه للدوحة في مواجهة الدول المقاطعة لها خلال الأزمة المُستعرة منذ أكثر من 10 أشهر.
يستقبل ترامب اليوم، الثلاثاء، تميم في البيت الأبيض، فيما اعتبرته الصحيفة "تحوّلًا في الموقف الأمريكي تجاه قطر"؛ فبعد أن كانت تصفها بأنها مموّلة للإرهاب، خرج مسؤول أمريكي بارز، أمس الاثنين، يُعرب عن تعاطفه مع الدوحة في ظل المقاطعة المفروضة عليها منذ 5 يونيو الماضي من قِبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
وقطعت دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، مُتهمة إياها بالتدخّل في شؤونها الداخلية ودعم وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران. الأمر الذي تواصل الدوحة نفيه وإنكاره بشدة وتتهم الدول الأربع بفرض حصار عليها ينتهك سيادتها.
وتستضيف قطر قاعدة" العُديد" العسكرية الجوية التي تضم ما يقرب من 10 آلاف جندي أمريكي، وتمثل المقر الخارجي للقيادة المركزية للولايات المتحدة، المُحتمل أن تُطلق منها أي ضربة مُحتملة ضد سوريا.
على مدى العام الماضي، أنفق الأمير القطري ملايين الدولارات في توظيف أفراد من جماعات الضغط وإرسال وسطاء أمريكيين مؤثّرين إلى قطر، في محاولة لكسب إدارة ترامب في صفّ الدوحة في مواجهة دول المقاطعة، وفق الصحيفة.
وتُشير الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، قضى عدة أشهر يحاول التوسّط لحل الأزمة حتى اتخذ موقفًا مُنحازًا في نهاية الأمر. لكن حتى وقت قريب، لم يكن ترامب مُقتنعًا بتبنّي وجهة النظر القطرية، ما دفع تيلرسون للابتعاد عن هذه القضية بسبب تعنّت الرئيس الأمريكي، حسبما قال مسؤولون بارزون وقتذاك.
ومع ذلك، وقّعت قطر اتفاقات مع الولايات المتحدة لتبادل المعلومات حول الإرهابيين وتمويل الجماعات الإرهابية. وأبلغت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين، الكونجرس أنها وافقت على بيع أنظمة صواريخ متطورة بقيمة 300 مليون دولار إلى قطر، والتي وصفتها الوزارة في بيان أنها "قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج".
في غضون ذلك، لجأت قطر لتبديد مزيد من الأموال على شراء الولاءات السياسية في الولايات المتحدة، من خلال التعاقد مع شركة دعاية وعلاقات عامة يُعتقد أن لها تأثيرًا على صناع القرار في البيت الأبيض.
وفي هذا الصدد، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن سفارة قطر في واشنطن أبرمت اتفاقًا، الأسبوع الماضي، مع شركة متخصصة في تكوين جماعات الضغط مملوكة لـ"بريان بالارد"، الذي يقول مراقبون إنه "على صلة وثيقة" بترامب. وينض الاتفاق على أن تدفع الدوحة 175 ألف دولار شهريًا للشركة، مقابل تمثيلها لمصالحها في الولايات المتحدة.
وتخشى الدوحة من أن تنتهج إدارة ترامب سياسة أكثر حزمًا حيالها في الفترة المقبلة، بعد انضمام مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو -المعروف بتشدده حيال إيران الحليف البارز للنظام القطري- إلى الإدارة وزيرًا جديدًا للخارجية.
ونقلت النيويورك تايمز عن مسؤول بالإدارة، لم تكشف هويّته، قوله إن "ترامب يدفع باتجاه التوصل إلى تسوية لحل الأزمة الخليجية لأنها تحوّلت فجأة إلى (إلهاء لا حاجة له) في مِنطقة تمزّقها ويلات الصراعات".
وقال مسؤولون كبار بالإدارة إن "ترامب كان يأمل جمع قادة مجلس التعاون الخليجي في قمة معًا بواشنطن هذا الشهر، فيما رفض ذلك وليا عهد السعودية وأبوظبي لأن إجراء مصل هذا الاجتماع كان سيتطلّب إنهاء المقاطعة على قطر".
قبل 6 أيام، أعلن مسؤولون أمريكيون أن إدارة ترامب ستؤجل حتى سبتمبر قمة مع زعماء دول الخليج، كان من المزمع عقدها هذا الربيع، وسط نزاع مستمر بين قطر وحلفاء آخرين للولايات المتحدة في المنطقة، حسبما أفادت وكالة أنباء رويترز.
ونقلت رويترز عن اثنين من المسؤولين قولهما إن "قرار تأجيل القمة يعكس جدولًا دبلوماسيًا مزدحمًا، وحقيقة أن الرئيس ترامب بلا وزير للخارجية لحين تأكيد مجلس الشيوخ تعيين مدير وكالة المخابرات المركزية الحالي مايك بومبيو في المنصب".
فيديو قد يعجبك: