لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الثلاثاء.. يوم فاصل في تاريخ إدارة ترامب

10:45 م الثلاثاء 10 أبريل 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - هشام عبد الخالق:

"يحكم الزمن على الرؤساء بما يتخذونه من قرارات في الأوقات العصيبة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه شهرًا لم يسبق له مثيل حاليًا، حيث تقع أمامه قضيتين هامتين للغاية: أولهما كيفية الرد على الهجوم الكيماوي العنيف في سوريا، وثانيهما التحقيقات التي وصلت إلى محاميه الشخصي مايكل كوهين".

وتقول مجلة "التايم" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إن ترامب يواجه صراعًا داخليًا بين كونه الزعيم الحاسم الذي يريد أن يكون عليه، واتخاذ قرار قد يكون له نتائج طويلة الأمد وسلبية على رئاسته.

وحللت المجلة الوضع في كلا القضيتين، وبدأت بسوريا حيث قالت: "ترامب قد يقرر أن الهجمات المزعومة بأسلحة كيميائية تجاوزت الخطوط الحمراء، مما يتطلب ردًا عسكريًا ضد نظام بشار الأسد، ولكنه في هذه الحالة يخاطر بالتدخل أكثر من هذا في حرب حاول إخراج الولايات المتحدة منها الأسبوع الماضي".

أما القضية الثانية، هي التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي حول محاميه الشخصي مايكل كوهين، فبعد أن قام FBI بتفتيش مكتب كوهين، ترامب لديه إمكانية اتخاذ واحدًا من عدة قرارات حاسمة، وهي طرد وزير العدل جيف سيشنز، أو نائب المدعي العام رود روزنستين، في محاولة لإنهاء تحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر، ولكنه في هذه الحالة يخاطر بمشاكل دستورية قد لا يستطيع مواجهتها أو التحكم فيها.

وتابعت المجلة، عدم اتخاذ رد فعل في أيًا من القضيتين قد يكون ذو معنى أيضًا، في الوقت الذي تتبع فيه كلا القضيتين طريقهم الخاص نحو نتيجة قد لا يكون ترامب راضيًا عنها، وسيكون حينها قد أضاع الوقت في سبق الجميع نحو اتخاذ رد فعل مناسب.

وكان ترامب قد وعد برد فعل قاسٍ بعد أن انتشرت صور اختناق الأطفال من تأثير الهجمات الكيميائية في محطات التلفزيون العالمية، ولكن تنفيذ أي ضربة عسكرية قد تؤدي لتغيير في أوضاع الشرق الأوسط الذي يقبع في حالة هشّة بالفعل، ويجر الولايات المتحدة إلى صراع يحاول الرئيس الخروج منه، وهناك أيضًا كيفية الرد على على ما فعله مكتب التحقيقات الفيدرالي عندما شن غارة على مكتب محاميه الخاص وغرفته في الفندق.

وكما تقول المجلة، لم يحاول ترامب أن يفصل بين القضيتين في الاجتماع الذي بدأه مع فريقه للأمن القومي في وقت متأخر من يوم الإثنين حول سوريا، وتهكم فيها بشكل كبير على التحقيقات التي تُجرى حول مايكل كوهين، محاميه الشخصي لوقت طويل.

وقال ترامب، بعد أن دخل المراسلين غرفة الاجتماعات: "سمعت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي اقتحم مكتب أحد المحامين الشخصيين التابعين لي، في الوقت الذي نتحدث فيه عن سوريا وعن قضايا أخرى مهمة".

ووصف ترامب ما حدث من تفتيش لمكاتب كوهين وغرفة فندقه بـ "أمر مخزي" و"هجوم على دولتنا"، وألقى باللوم على الديمقراطيين الذين يحققون في الأمر لاستهدافه، وأثار ترامب ذكريات ما حدث أثناء فضيحة "ووترجيت" وحكم الرئيس ريتشارد نيكسون، عندما قال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي "اقتحم" مكتب محاميه، على الرغم من أن ما قام به مكتب التحقيقات كان طبقًا لمذكرة تفتيش تتطلب - كما يقول الخبراء - توقيعات من مسؤولين كبار.

ويبدو أن ترامب تجاهل حقيقة أن مذكرة التفتيش لم تصدر من مولر، بل صدرت من المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية من نيويورك، ولكن يعتقد الفريق القانوني لترامب أنه يمكن استخدام التفتيش الذي طال كوهين لإقناعه بالتعاون مع مولر في التحقيق الذي يجريه حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

وعند سؤاله لماذا لم يطرد مولر حتى الآن، أجاب ترامب، أعتقد أن ما يجري حاليًا "فضيحة"، وسوف نرى ماذا سيحدث لاحقًا.

ويعتقد معظم الخبراء القانونيون أن ترامب لا يستطيع طرد مولر بشكل مباشر، وسيكون لزامًا عليه أن يطرد روزنستين أولًا، لأنه هو من سمح بتحقيق مولر في الأساس، ويوجد حل آخر وهو استبدال سيشنز.

وقلل ترامب مرارًا وتكرارًا من سيشنز، لحثه على الاستقالة، وقال يوم الإثنين إنه إذا علم أن وزير العدل سيحاول النجاة بنفسه من الإشراف على التحقيق الذي يجريه مولر، لم يكن سيرشحه للمنصب.

وسيكون لأي تحرك أمريكي في سوريا، آثارًا دراماتيكية على المنطقة، حيث يتنافس حلفاء الولايات المتحدة على مواجهة الجهود التي تبذلها إيران وروسيا لإظهار القوة والنفوذ، وذلك من خلال دعم حكومة الأسد.

القرارات التي سيتخذها ترامب اليوم الثلاثاء حول قضيتي سوريا وكوهين، ستكون أيضًا بالتزامن مع استقباله أمير قطر تميم بن حمد، وهي الإمارة التي اتهمها ترامب بتمويل الإرهاب الصيف الماضي، والدولة التي تستضيف 11000 جنديًا أمريكيًا في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "يوم الثلاثاء سيكون يومًا حافلًا بالنسبة لترامب، ولكن هذا عصر الرئاسة الحديثة، حيث تأتي الفرصة لاتخاذ قرارات مؤثرة، حتى لو تواجدت إلهاءات بسيطة في الطريق".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان