هل تستطيع منظومة "إس-400" الروسية التصدي لصواريخ "توماهوك" الأمريكية؟

كتب - عبدالعظيم قنديل:

تشهد سوريا أجواء تصعيد غير مسبوقة بين القوى الدولية الفاعلة في أعقاب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحكومة السورية.

وألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللوم على دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجرائم الحكومة السورية ضد المدنيين منذ بداية الحرب الأهلية.

وتؤكد روسيا مرارًا أن كافة الأجواء السورية تخضع تحت سيطرة منظومة الدفاع الجوي "اس 400"، والذي يشبه نظام باتريوت الأمريكي للدفاع الجوي الذي تمتلكه العديد من الدول الغربية.

في الوقت نفسه، توقع مراقبون أن تكون الضربة الأمريكية المحتملة مشابهة لهجوم العام الماضي على مطار الشعيرات باستخدام صواريخ "توماهوك"، ردًا على مزاعم استهداف مدينة خان شيخون بريف إدلب بالأسلحة الكيماوية، حيث استبعد الخبراء انجراف الوالايات المتحدة وحلفائها إلى غارات جوية بسبب انتشار المنظومات الصاروخية الروسية في معظم أنحاء سوريا.

"منظومة اس 400"

تتفاخر العسكرية الروسية بقدرات المنظومة الدفاعية "اس 400"، والتي دخلت الخدمة الفعلية في روسيا عام 2007 كجيل جديد من سابقتها "اس 300".

وأبدت عدة دول حول العالم اهتمامها بشراء المنظومة الروسية، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، مثل السعودية وتركيا، علاوة على الهند والصين وقطر.

"إس 400"، نظام متنقل للدفاع الجوي قادر على كشف الأهداف الجوية على بعد 400 كيلومتر والتصدي لــ 80 هدفا منها في وقت واحد عن طريق توجيه صاروخين أرض- جو لكل هدف.

وتبلغ سرعة الصاروخ 4.8 كم في الثانية وقادر على الوصول لأهداف على ارتفاع 30 كم والتصدي للطائرات والصواريخ البالستية والصواريخ المتوسطة المدى والطائرات المسيرة وغيرها من أنظمة الاستطلاع الجوية.

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن روسيا نشرت بالفعل هذا النظام في قاعدة حميميم الجوية، فضلًا عن قاعدة "حماة" الواقعة في وسط سوريا.

وقال مسؤول عسكري أمريكي، لـ"بي بي سي" إن نظام "إس 400" فعال جدا في التصدي لكل الطائرات والمقاتلات من الجيل الرابع مثل اف 15 اف 16 واف 18، لكن الطائرات الوحيدة القادرة على اختراق رادارتها هي مقاتلات الجيل الخامس مثل طائرة الشبح اف 35 و اف 22 و القاذفة بي 2.

"صواريخ توماهوك"

تعد صواريخ "توماهوك" من أفضل وأكثر الأسلحة فعالية ودقة في الترسانات الأمريكية والأوروبية، بعد أن اعتادت واشنطن استخدمها على نطاق واسع في حروبها الأخيرة خاصة في منطقة الشرق الأوسط.

وينتمي صاروخ "توماهوك" إلى عائلة مايعرف بصواريخ كروز ذاتية الدفع، حيث شهد عدد كبير من عمليات التطوير منذ انتاجه في سبعينيات القرن الماضي بواسطة شركة "جنرال موتورز".

ويتميز "توماهوك" بقدرته على التحليق على ارتفاعات منخفضة وتغيير مساره أثناء التحليق، كما يعطى امكانية تجهيزه برؤوس متفجرة عادية 450 كلج أو انشطارية وحتى نووية للتكتيكية منها، ويصل مداه إلى 2500 كلم وسرعته إلى 880 كلم في الساعة.

وتمتلك الولايات المتحدة نصيب الأسد من صواريخ "توماهوك" بنحو 6000 صاروخ، واستعملتها البحرية الأمريكية لأول مرة في حربها مع العراق عام 1991.

ماهو مصير المواجهة بين "توماهوك" و "إس 400"؟

ووسط ترقب العالم إلى احتمال وقوع ضربة أمريكية على قوات الأسد في سوريا، نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية تقرير يتطرق إلى التداعيات المتوقعة للمواجهة بين أحدث ماانتجته الصناعة الدفاعة الغربية "التوماهوك" وأقوى منظومة دفاعية روسية "اس 400".

وقالت الصحيفة البريطانية: "من المؤكد تقريبا أن العمل العسكري الأمريكي ضد بشار الأسد سيكون على شكل وابل من صواريخ توماهوك، وهي الأسلحة البحرية التي يبلغ قيمة الصاروخ الواحد نحو 832 ألف دولار.

لكن هذه الضربة يمكن أن تتعطل بشكل كبير، إذا لم يتم إحباطها بالكامل، من قبل المنظومة الروسية اس 400، وفق التقرير الذي أوضح أن روسيا تبدو الآن مستعدة لاستخدام قدرتها الكاملة مقارنة بما حدث العام الماضي.

في الوقت نفسه، أكد التقرير أن المواجهة المنتظرة بين "اس 400" و"توماهوك" ستكون الأولى من نوعها، حيث سيتم اختبار الأنظمة بشكل مناسب بشكل مباشر، ممايؤثر مستقبًلًا عاى العقيدة العسكرية في موسكو وواشنطن.

ونقلت "التليجراف" عن الخبير العسكري البريطاني برونك قوله: "إن أداء منظومة "اس 400" سيكون أمراً مهماً جداً بالنسبة لحلف شمال الأطلنطي، فإذا تبين أنه غير قادر على إيقاف أعداد كبيرة من توماهوك، فإن ذلك سيكون له تأثير على قدرة الردع الروسية".