إعلان

كيف تحولت سوريا إلى ساحة حرب عالمية؟

05:55 م الخميس 12 أبريل 2018

أرشيفية

كتبت – إيمان محمود:

لم يتوقع الشعب السوري الذي خرج بشعارات "الحرية والكرامة" ليُسقط الرئيس بشار الأسد في 15 من مارس عام 2011، أن تتحول ثورته إلى حربٍ أهلية تتدخل على إثرها دول أجنبية، لتحول بلادهم إلى ساحة صراع بالوكالة أحيانا وطرق شبه مباشرة أحيانا أخرى.

كانت إيران في مقدمة الدول التي تدخلت في سوريا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، بل كان تدخلها سببًا في تدخل دولاً أخرى في الأزمة لمحاولة كبح تعاظم وترسّخ التواجد الإيراني في المنطقة من خلال التدخل العسكري في سوريا.

دخلت إيران وحلفاؤها لأول مرة في سوريا في عام 2011، لتُصبح أول الحلفاء الأساسيين الداعمين لنظام الأسد، إذ قدّمت له دعمًا ماديًا وسياسيًا وعسكريًا، كما أرسلت قواتها -الحرس الثوري الإيراني- للقتال إلى جانب قوات النظام في مواجهتها لفصائل الثوار.

ونشرت إيران، مستشارين تكتيكيين تابعين للحرس الثوري في القواعد العسكرية في جميع أنحاء سوريا، كما أن قادتها يظهرون بانتظام في الخطوط الأمامية لقيادة المعارك، بالإضافة إلى بناء ودعم شبكة من الميليشيات القوية، والتي تضم آلافًا من المقاتلين المدربين في سوريا.

هذا بالإضافة إلى الجهود الإيرانية في تزويد حزب الله -القوة الإيرانية الخارجية ذات الخبرة- بأسلحة متقدمة عالية الدقة، قادرة على ضرب أهداف البنية التحتية الإسرائيلية، وهو ما تقول إسرائيل بعد كل مرة تقصف فيها قوافل مُحملة بالأسلحة في سوريا، إنها تفعل ذلك لأنها تعتقد أن الأسلحة متوجهة إلى حزب الله.

وأرجع عادل الحلواني ممثل الائتلاف الوطني السوري المعارض بالقاهرة، السبب الجوهري لتعقد المشهد السوري إلى التدخل الإيراني وحزب الشيطان –يقصد "حزب الله اللبناني"-.

ويرى الحلواني أنه لو ظلّت الأزمة "سورية–سورية" لما آلت الأوضاع لما هي عليه الآن.

وقال –في تصريحات لمصراوي- إن سوريا الآن تخوض حربًا ليست حربها، بل أصبحت حرب رسائل بين الروس والأمريكان والإيرانيين.

وفيما يتعلق بتدخل الدول الاخرى في المشهد السوري، أكد أن تدخلهم يأتي لمصالح شخصية وليس من أجل السوريين، موضحًا "الضربات التي يتحدث عنها ترامب هي مجرد روايات مغلوطة، وإن حدثت ستكون ضربات تجميلية تزيد من شعبية النظام، الذي سيظهر وقتها بدور البطل الممانع الذي تحاربه أمريكا وإسرائيل".

ورغم الموقف الغامض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القضية السورية منذ توليه الرئاسة، إلا أنه اتخذ أول قرار فاعل له عقب هجوم خان شيخون الكيماوي في أبريل من العام الماضي، وذلك بقصف مطار الشعيرات السوري، وهو ما أدانته كل من إيران وروسيا.

وفي الذكرى السنوية الأولى لقصف المطار السوري التابع للأسد، يهدد ترامب بضربات مماثلة للنظام ردا على هجوم على دوما الكيماوي المزعوم، لكن هذه المرة لاتزال تفاصيل الهجوم غامضة.

فراس الخالدي، رئيس منصة القاهرة بالمعارضة السورية، أرجع أيضًا تعقد المشهد السوري إلى التدخل الأجنبي، قائلاً إن التدخل الأجنبي السلبي في سوريا كان سببه الأساسي دخول إيران بعمق في الثورة السورية.

وأضاف الخالدي –في تصريحات لمصراوي- أن إيران تدرك أن مصلحتها في إبقاء النار مشتعلة في سوريا، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن في سوريا ليس له علاقة بالشأن السوري، فلو كانت الدول الغربية مهتمة بالقضية السورية لكانت ضغطت على الأسد من سنوات للانخراط الجدي في العملية السياسية، لكنهم مهتمون بمصالحهم.

وأوضح أن روسيا تساعد إيران على الانخراط أكثر في المنطقة العربية من خلال التواجد في سوريا، وهو ما يحاول البعض التصدي له.

تقاعس عربي

منذ اندلاع الأزمة، سارت الدول العربية على خط واحد وواضح في عدم التدخل العسكري المباشر في الأراضي السورية، لكنها كانت دائمًا تسعى إلى دعم ودفع الحلول السياسية بين المعارضة والنظام السوري، لكن البعض رأى أن تدخلهم لم يكن كافيًا لحل الأزمة.

عادل الحلواني، قال إن العرب تقاعسوا عما يجب أن يقوموا به، وهو ما أتاح الفرصة إلى إيران بالتدخل في سوريا وتعقد الأزمة بشكل كبير.

وأكد المعارض السوري أن السوريين في البداية طالبوا بأن يكون هناك تدخل عربي بين طرفي الأزمة، وهو ما خذلتهم فيه الدول العربية.

وتحاول مصر التدخل في الأزمة عبر استضافة بعض فصائل المعارضة لمحاولة إيجاد حلول تحقن الدم السوري للمدنيين الذين يدفعون ثمن الصراع. كما عقدت السعودية مؤتمري الرياض لتوحيد صفوف المعارضة والذي من شأنه أن يُسرع من نتائج الحل السياسي، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل أمام الصراع العسكري.

وأكد فراس الخالدي، أن عدم التدخل العربي المبكر لحل الأزمة السورية، ساعد إيران على القيام بمحاولات زعزعة الاستقرار والأمن القومي في المنطقة العربية بأكملها، بالإضافة إلى ترسيخ وجودها في سوريا.

واستطرد "الجانب العربي كان يستطيع أن يأخذ خط سياسي واضح متحد وليس منفصل، وأن يذهب إلى الضغط على الدول الفاعلة ويحشد لذلك، لكن الوضع العربي وما تشهده المنطقة ساعد إيران على الوصول إلى أهدافها".

ويرى المعارضان السوريان، أن التقاعس العربي يُعد السبب الرئيسي في التدخل الدولي في سوريا لتتحول إلى ساحة من الصراعات الدولية، لاعبيها الأساسيين هم؛ إسرائيل وإيران وروسيا وأمريكا.

تدخل دولي

بسبب إيران؛ إسرائيل لم تعد على هامش الصراع الدولي في سوريا، بل أصبحت تلعب دورًا أكثر نشاطًا، وحسب تحليل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن إسرائيل قد تنفذ هجمات على سوريا، بسبب قلقها من إيران.

ليست إسرائيل فقط التي تحارب التوغل الإيراني في سوريا، فهذا التواجد سبب قلقًا لعدة دول أخرى حاولت أيضًا التصدي له، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعد الحليف الأقوى والتاريخي لإسرائيل.

رغم تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مناسبه أن السبب الرئيسي للتدخل العسكري الأمريكي في سوريا هو التصدي لتنظيم داعش، إلا أن القوات الأمريكية لم تنسحب بعد إعلان القضاء على التنظيم، وهو ما فسره البعض بأن الهدف الرئيسي لأمريكا من التواجد في سوريا؛ هو إيران وليس داعش.

أما المملكة العربية السعودية، فهي في مقدمة الدول العربية التي تخشى من النفوذ الإيراني المتزايد، وتكافح من أجل التوصل إلى سبل لإيقافه.

وترى صحيفة "المستقبل" اللبنانية، أن الكلام عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، كان من أجل تغطية مزيد من التورط في الحرب في وقت بات معروفًا أن إيران تحاول تثبيت أقدامها فيها".

وبحسب الصحيفة اللبنانية، فإن إسرائيل والولايات المتحدة وجهات عربية معنية مباشرة بسوريا، أصبح كل ما يهمها هو عدم قيام "الهلال الفارسي" أي خط طهران - بيروت، مرورًا ببغداد ودمشق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان