داعش تحاول محاكاة هجمات "الكاميكازى" باستخدام "دروزنز مفخخة"
واشنطن (أ ش أ)
بدأت دوائر الأمن والاستخبارات الغربية تستشعر خطورة اتساع نطاق البيع التجاري للطائرات التي تعمل بدون طيار لا سيما النوعيات الصغيرة منها والتي تستخدم في أغراض التصوير السينمائي أو كلعب للأطفال للطرازات الأقل تطورا من تلك الطائرات.
وكشفت خزائن أسرار داعش بعد سقوط التنظيم في سوريا والعراق عن استخدامها لهذا النوع من الطائرات التي تعمل بدون طيار لمراقبة أفق الهجمات المضادة وجمع المعلومات عن أعداء التنظيم، وكانت داعش بصدد تطوير نوعيات من تلك الطائرات لتصبح مركبات هوائية مفخخة بتحميلها عبوات ناسفة وإطلاقها صوب الأهداف المطلوب مهاجمتها والتضحية بالطائرة نفسها، واستوحت داعش هذا الأسلوب من هجمات الكاميكازى اليابانية على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية حيث كان الطيارون الانتحاريون فى الجيش اليابانى يسقطون عمدا بطائراتهم فوق السفن الأمريكية فيلحقون الدمار بها، الشىء المختلف أن طائرات الكاميكازى هى طائرات تقليدية، أما طائرات جماعات الإرهاب المنظم مثل داعش فهى من النوع الذى يعمل بالتوجيه عن بعد وبدون طيارين.
وتتسم الطائرات التى كانت داعش بصدد استخدامها فى عمليات من تلك النوع برخص أسعارها التى لا تتعدى 650 دولارا للطائرة الواحدة مع إمكانية شرائها عبر التسوق الإلكترونى، لذا كانت التضحية بها لا تعنى خسارة كبيرة لداعش حال استخدامها على هذا النحو، ولم يكن غريبا أن يتجه عدد من بلدان الشرق الأوسط إلى حظر دخول هذا النوع من المنتجات إلى أراضيها حتى وإن كانت مصنفة كلعب أطفال أو دخولها بضوابط مشددة لأغراض التصوير والإغاثة ومراقبة المرور وذلك وفق موافقات خاصة يتم التدقيق فيها لمنع وصولها إلى أيدى من يستغلون استخدامها.
الخسارة الأكبر فى هذا الأمر هى احتياج جيوش الشرق الأوسط والعالم إلى استثمارات كبيرة لتطوير تكنولوجيا دفاع جوى جديدة وغير تقليدية لمواجهة خطر الطائرات التى تعمل بدون طيار، وفى مطلع العام الجارى طلب الجيش الأمريكى تدبير استثمارات قدرها 188.3 مليون دولار أمريكى فى موازنة العام القادم لتطوير تلك التكنولوجيا وبيعها لبلدان الشرق الأوسط والعالم وكذلك طلب الجيش الأمريكى اعتماد 332.2 مليون دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة لتطوير بحوث المضادات الأرضية للطائرات التى تعمل بدون طيار، وتعول القيادة الوسطى فى الجيش الأمريكى وهى المسئولة عن مسارح العمليات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كثيرا على تسويق تلك التكنولوجيا للدول التى تكافح الإرهاب وهو ما سيشكل عبئا إضافيا على موازنات الدفاع لعدد من بلدان الإقليم.
المفاجأة الأهم التى احتوتها خزائن أسرار داعش السرية فى العراق أن تنظيم داعش نفسه كان سباقا لتطوير نوعيات من بواعث التشويش والإعاقة الإلكترونية لمواجهة الطائرات الأمريكية التى تعمل بدون طيار خلال تحليقها فوق مناطق كانت تحت سيطرة الإقليم، وتقوم فكرة هذا الأسلوب على تشتيت مستقبلات التحكم فى توجيه تلك الطائرات الصادرة عن مراكز قيادتها الأرضية التى غالبا ما تكون بعيدة ومؤمنة وقد وظفت داعش منتسبيها من ذوى الخبرة فى هذا المجال والكثير منهم قادم من بلدان غربية متطورة وذى خبرة فى المجالات الهندسية والاتصالاتية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: