إعلان

القمة العربية: مساعي لتوحيد الصف العربي لمواجهة صراعات المنطقة

06:50 م الأحد 15 أبريل 2018

القمة العربية

كتب - سامي مجدي:

عملت المملكة العربية السعودية على دفع قمة جامعة الدول العربية المنعقدة على أراضيها الأحد لاتخاذ موقف موحد ضد إيران، متهمة إياها بالمسؤولية عن زعزعة استقرار المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للكثير من دولها.

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لقادة الدول العربية إن إيران مسؤولة عن زعزعة استقرار المنطقة، مضيفا أن أن الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران أطلقوا 116 صاروخا على المملكة منذ أن قادت السعودية تحالفا عربيا لإعادة الحكومة الشرعية في اليمن قبل ثلاث سنوات بعد اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء.

انعقدت القمة في مدينة الظهران الغنية بالنفط شرق السعودية. وتنعقد بعد أن شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عشرات الغارات الجوية في وقت مبكر من يوم السبت على مواقع قالت انها على صلة ببرنامج الاسلحة الكيماوية السوري. وقد نفى الرئيس بشار الأسد وداعمته الرئيسية، روسيا، استخدام القوات الحكومية مثل هذه الأسلحة على الإطلاق.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن حكومة الأسد واللاعبين الدوليين الذين يحاولون تحقيق أهدافهم السياسية الإستراتيجية يتحملون مسؤولية انهيار تلك الدولة.

وأضاف أن التدخل الاقليمي في الشؤون العربية بلغ درجة غير مسبوقة، وأولها التدخل الايراني الذي لا يسعى لرفاهية العرب ولا لتحقيق مصالحهم.

لم توجه دعوة للرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة، رغم حضور معظم قادة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاجتماع، بما في ذلك الرئيس السوداني عمر البشير، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم حرب مزعومة في دارفور.

وخيم التوتر الخليجي مع قطر أيضا على القمة، التي لم يشارك فيها أمير قطر في القمة، وأرسل بدلا منه ممثل بلاده لدى الجامعة العربية.

واندلعت التوترات منذ عام تقريبا عندما قطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات مع قطر. وتتهم الدول الأربع قطر برعاية ودعم الإرهاب. لكن قطر نفت هذه المزاعم.

وأكد رؤساء الدول العربية في كلماتهم الافتتاحية على ضرورة الوحدة والدعم الثابت للفلسطينيين. وجدد الملك سلمان تأكيد رفض المملكة العربية السعودية لقرار الولايات المتحدة نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

كما أعلن العاهل السعودي عن منحة بقيمة 150 مليون دولار للإدارة الدينية التي تشرف على المواقع الإسلامية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى. وأعلنت أيضا عن 50 مليون دولار أخرى للبرامج التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

من ناحيته، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم مصر الكامل للشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة. وقال إن على المجتمع الدولي كله مسئولية واضحة لا لبس فيها للوقوف أمام سياسات تكريس الاحتلال، وخلق حقائق جديدة على الأرض، ومحاولة مصادرة الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وفي القلب منها القدس الشرقية.

وأعرب عن قلق مصر البالغ من التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويُهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر.

وأكد السيسي رفض القاهرة القاطع لاستخدام أية أسلحة محرمة دولياً علي الأراضي السورية، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية.

وصدرت أقوى الانتقادات لإدارة ترامب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي انتقد قرارات الولايات المتحدة بشأن القدس وقرارها باحتجاز ملايين الدولارات الخاصة بوكالة الأمم المتحدة (أونروا) التي تقدم الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية لما يقدر بنحو 5 ملايين فلسطيني.

وقال إن القرارات جعلت الولايات المتحدة طرفا في الصراع وليست وسيطا محايدا.

وألقى أبو الغيط باللائمة في عدم توافق الآراء بين الدول العربية على عدم وجود فهم موحد للأمن الإقليمي، مضيفا أن العمل المشترك ضروري في محاربة هذه الأزمات.

وقال إن الأزمات المشتعلة في بعض أركان العالم العربي اليوم تلقي بظلالها على سلامة وأمن المنطقة بأسرها، وهي تؤثر على الأمن القومي لجميع الدول العربية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان