كيف سترد إيران على الضربة الثلاثية لنظام الأسد؟
كتبت – إيمان محمود:
قال الكاتب والناشط السياسي الإيراني، حشمت علوي، إن الضربة الثلاثية التي شنتها أمريكا بالاشتراك مع فرنسا وبريطانيا، في 14 أبريل الجاري، على أهداف تابعة للنظام في سوريا، تُعتبر نقطة لا عودة فيما يخص التطورات المستقبلية لهذا البلد.
وأضاف الكاتب –في مقال نشرته مجلة فوربس الأمريكية- أن الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته الأولى إيران، استفادا لسنوات عديدة من سياسة التهدئة التي اتبعتها إدارة أوباما، والتي مهدت الطريق أمام دخول روسيا إلى الشرق الأوسط، أما ضحايا تلك السياسة هم سوريا والعراق واليمن ودول إقليمية أخرى.
وأشار الكاتب إلى أن إيران تسعى للرد على الهجوم الغربي على سوريا، سواء لرفع معنويات قواتها العسكرية والأمنية في جميع أنحاء سوريا، أو بهدف توازن القوى الإقليمية، وفي مواجهة تزايد الاحتجاجات المناهضة للحكومة وعواقبها، التي جعلت طهران تفتقر إلى القدرة على اتخاذ تدابير خارج حدودها.
ويرى الكاتب أن إيران تعتبر نفسها الراعي الرئيسي لنظام الأسد، بعد أن أنفقت على مدار سنوات عشرات المليارات من الدولارات في سوريا، وحتى قبل هذا الهجوم، هددت مرارًا وتكرارًا بأنها سترد على التدخل الأمريكي في سوريا.
ورغم كل هذه التهديدات المتكررة إلا أن طهران لم تتخذ أي رد فعل بعد هجوم 14 أبريل، في حين تشير تقارير إلى استهداف قواعد أخرى مرتبطة بنظام الأسد والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، بحسب الكاتب.
وتساءل الكاتب حول هدف وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بشكل غير مسبوق، لقادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بـ"المجرمين" والمخالفين لجميع المعايير الدبلوماسية، قائلاً "هل يمكن اعتبار هذه التصريحات بمثابة ضوء أخضر للهجمات الإرهابية من قبل إيران أو الشركات التابعة لها؟".
وتزعم وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية، والتابعة لقوات "القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن عدد من وحدات عصائب الحق –وهي مجموعة من المليشيات يبلغ قوامها 40 ألف فرد تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي التي تربطها علاقات طويلة الأمد مع إيران- تحاصر حاليًا القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة الزهراء الجوية شمال غربي بغداد.
وأكد الكاتب الإيراني، أن حكام طهران أصبحوا يفهمون بوضوح أن سياسة التهدئة التي كان يتبعها أوباما انتهت، منذ دخول إدارة ترامب إلى البيت الأبيض، لتبدأ سياسة جديدة في مواجهة "جرائم النظام الإيراني داخل البلاد وتلك الميليشيات التابعة له في الخارج"، على حد تعبيره.
وأوضح المقال أنه منذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، نتجت قرارات وإجراءات صارمة ضد سياسات إيران، ما أدى إلى تغيير كبير في المشهد الحالي، مضيفًا "لبعض الوقت لم نعد نسمع تقارير عن قوارب الحرس الثوري الإيراني التي تضايق السفن الحربية الأمريكية في المياه الدولية في الخليج العربي".
واستطرد "مرّت عدة أشهر منذ أجرت طهران تجربة إطلاق صاروخ باليستي، وبدلاً من ذلك، تستخدم الحوثيين في اليمن لإطلاق الصواريخ الإيرانية على الأراضي السعودية لحفظ ماء الوجه".
وتسببت الانتفاضات التي شهدتها إيران خلال الأشهر الماضية والتي هزت أركان نظام طهران بالكامل، واحتجاج الشعب الإيراني على نطاق واسع بتدخل النظام في الشرق الأوسط، وبالتوازي مع الأزمة الأخيرة في هبوط العملة الإيرانية بشكل غير مسبوق، من تنفيذ مبادرات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.
وأكد الكاتب أن سياسة ترامب –التي تختلف عن سلفه- أجبرت كوريا الشمالية على الموافقة على الحد بشكل كبير من برنامج الأسلحة النووية والقذائف الباليستية، كما أوقفت روسيا التي تمددت بشكل كبير في الشرق الأوسط خلال سنوات رئاسة أوباما، من الرد على الهجوم الغربي الثلاثي على سوريا.
فيديو قد يعجبك: