"تغييرات ترامب".. إلى أين يتجه الرئيس بتعديلات مستشاريه؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، تقريرًا حول التغييرات التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، وشملت مستشاره للأمن القومي، ووزير خارجيته، وغيرهم.
وقالت المجلة، على مدار الأسبوعين الماضيين، طرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستشاره للأمن القومي إتش آر ماكماستر، ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، وخسر مستشاره الاقتصادي جاري كوهين الذي استقال بعد أن فشل في إيقاف ترامب من فرض التعريفات الجديدة على الألومنيوم والصلب، كما استقال أيضًا جون داوود، المحامي الكبير الذي يمثل الرئيس في تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وبعد استقالة هوب هيكس أيضًا، يسعى ترامب حاليًا لتعيين مدير اتصالاته الخامس في خلال 15 شهرًا.
وتابعت المجلة، في الوقت الذي نادرًا ما يكون فيه هذا جيدًا للروح المعنوية للإدارة، أو في تشكيل سياسات ثابتة، بدأت مشكلة أكبر في الظهور حاليًا، فالطاقم الجديد سيتكون من خبراء سيوافقون بشكل كبير على أي شيء سيقدمه ترامب - حتى لو كان سيئًا - في مجالات الأمن القومي، التجارة، والدفاع القانوني، بدلًا من كبح جماحه، لذلك ستكون المرحلة القادمة في رئاسته غير مُقيدة وستعرف باسم: "ترامب بلا حدود".
كانت البداية مع مستشار الأمن القومي، حيث طرد ترامب إتش آر ماكماستر - الجنرال ذو الثلاث نجوم، والذي عرف بانتقاده لحرب فيتنام - ليستبدله بجون بولتون - مُحب للقومية ومُولع بالقتال والذي وافق على شن ضربات عسكرية في إيران وكوريا الشمالية - وكان بولتون قبل ما يقرب من شهر كتب مقال رأي لصحيفة "وول ستريت جورنال" بعنوان "الأهمية القانونية لضرب كوريا الشمالية أولًا"، وذكر فيه أن المساهمة الأمريكية في اتفاق إيران النووي قد تنتهي قريبًا مما يزيد من التوترات في الشرق الأوسط المشتعل بالفعل.
أما البديل المرشح لنيل منصب وزير الخارجية ريكس تيلرسون، هو مايك بومبيو، وهو من "الصقور" الذين يعارضون الاتفاق النووي أيضًا، وشغل منصب مدير المخابرات المركزية الأمريكية، ويريد أن يرى تغييرًا في نظام كوريا الشمالية، وعلى الأقل سيوفر بيئة اختصاصية بشكل أكبر لوزارة الخارجية عن تيلرسون.
ثم تأتي بعد ذلك التجارة، حيث كانت سياسة الحماية واحدة من أهم المواقف التي حافظ ترامب على موقفه منها، وقسّم مؤيدو ترامب الإدارة إلى مخيمين: مؤيدو العولمة ويتزعمهم كوهين، ومؤيدو القومية مثل ويلبر روس وزير التجارة، وبيتر نافارو مدير مجلس التجارة المحلي، وتصارع الجانبان حول ميول ترامب التجارية، ولكن يبدو أن القوميين الآن يربحون تلك الحرب الكلامية، حيث تم فرض الضرائب على واردات الألومنيوم والصلب وبعدها مباشرة فرض ترامب حزمة جديدة من التعريفات الجمركية على الواردات من الصين بقيمة 60 مليار دولار، ويبدو أن الحرب التجارية على بعد خطوات الآن.
واستبدل ترامب، مستشاره الاقتصادي كوهين، بـ "لاري كودلو"، أحد مقدمي البرامج التلفزيونية والذي عمل في عهد إدارة الرئيس رونالد ريجان، وعلى الرغم من مناداته بالتجارة الحرة في برامجه، إلا أنه يقول الآن أنه يرى أهمية فرض الضرائب، على الأقل كورقة تفاوض.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "بالنسبة للتحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر، يبدو أنه توسع وازداد عمقًا في الفترة الأخيرة (خاصة بعد أن وقع كلًا من مساعدي ترامب السابقين، مايكل فلين، وباول مانفورت، في شر أعمالهما)، والآن بعد استقالة داوود - محامي ترامب - أصبح الفريق القانوني الذي يدافع عن ترامب بمثابة شخص عار من ملابسه، وكان من المقرر أن ينضم جوي ديجينوفا، أحد المؤيدين المقربين من ترامب على شاشات "فوكس نيوز"، إلى فريق ترامب قبل أن يتراجع قبل عدة أيام، وتحاول قلة قليلة من المحامين الكبار أن يستغلوا الفرصة لتمثيل الرئيس".
فيديو قد يعجبك: