موقع أمريكي يكشف كواليس محاكمة عهد التميمي: تهديدات ورعب وكآبة
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي، الاثنين، تقريرا مطولا عن مثول الفتاة الفلسطينية عهد التميمي أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية في عوفر غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، على الرغم من السرية التي أحاطت الجلسة بعد أن قرر القاضي العسكري الإسرائيلي أن تكون جلسات الاستماع للتميمي مغلقة بحجة أنها قاصر.
"لا توجد عدالة تحت الاحتلال، فنحن في محكمة غير شرعية"، بهذه الكلمات وصفت الطفلة الفلسطينية وقائع الجلسة قبل بدايتها أمام الصحفيين، وهي تنظر إلى عائلتها وأصدقائها في الجزء الخلفي من المحكمة.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن المراهقة الفلسطينية نشأت وسط كفاح ضد المستوطنات الإسرائيلية والحكم العسكري، ولذا تعلمت عهد، على مدى سنوات، أن الاحتجاج ضد هيمنة جيش الاحتلال أفضل دفاع لها.
ومن المتوقع أن تبرم الطفلة الفلسطينية صفقة مع المحاكم الإسرائيلية مقابل إخلاء سبيلها واعفائها من سنوات السجن، وفق التقرير الذي أوضح أن "عهد التميمي" ستبقى ثمانية أشهر في السجن، بما في ذلك الأشهر الثلاثة التي قضتها في الحبس الاحتياطي قبل الجلسة القضائية، وسوف تضطر إلى دفع غرامة تبلغ حوالي 1500 دولار، وذلك وفقاً لمنظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان.
ولفت التقرير إلى ارتفاع الأصوات المنددة بالجلسة السرية لمحاكمة "عهد التميمي" من جانب الجماعات الحقوقية، برغم قيام الجيش الإسرائيلي باحضار كاميرات التلفزيون الحكومي، لكن القاضي العسكري برر قراره بـ"حقوق القاصر" عند إغلاق قاعة المحكمة باستثناء أفراد عائلتها.
وأكد الموقع الأمريكي أن "حقوق القاصر" لم تبدو شئ ذا أهمية للقاضي العسكري الإسرائيلي داخل الجلسة المغلقة، في الوقت الذي ظلت الطفلة الفلسطينية مكبلة بالأصفاد وتتعرض لتهديدات متعاقبة من قبل المسؤولين الأمنيين، علاوة على محاولات الالتفاف لترهيب أسرتها، وفقًا لمقطع فيديو مسرب أطلعت عليه "ديلي بيست".
كما كشف التقرير عن تعرض الطفلة الفلسطينية الاستجواب المبتذل على نحو مثير للقلق، ناهيك عن الاعتداء والتشهير، مما يعكس مدى ثقل الاختلال على طفلة، التي حافظت على تعبيرات فارغة وغير مكترثة طيلة الجلسة، وحتى عندما يُطلب منها ذكر اسمها، فإنها تؤكد حقها في التزام الصمت.
وحاول احد المحققين التغزل فيها بطريقة متسلطة قائلًا: "لديك عيون كأنك ملاك"، لكنها ردت بنظرة باردة وصمت حازم، دفعه إلى نهج أكثر حميمي، حيث يشرح لها كيف أن عهد مثل أخته وكيف أن أخته تنفق كل مالها على شراء الملابس، غير أن عهد بدت غير مهتمة، وعيناها تتوهجان في بعض الأحيان.
وطيلة الجلسة، تحافظ عهد على تعبير فارغ وملتعب في بعض الأحيان، ومع ذلك، عندما يبدأ المحقق بالتهديد باعتقال عائلتها وأصدقائها، تتغير تعبيرات عهد إلى شكل من أشكال الرعب يليه الكآبة.
وبحسب التقرير، يسلط شريط الاستجواب الذي تعرضت له عهد التميمي الضوء على تجربة مريرة تعرض لها آلاف الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال، حيث تقول منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية إن هناك 5980 فلسطينيا، منهم 356 طفلا تحت سنة الثامنة عشرة، يقبعون حاليا في السجون الإسرائيلية.
وكان القضاء الإسرائيلي وجه اتهامات للطفلة من قرية النبي صالح الواقعة بالضفة الغربية المحتلة، وضد والدتها ناريمان التميمي. ووجهت المحكمة لعهد 5 اتهامات لاعتدائها على قوات الأمن والتحريض. فيما اتهمت والدتها بتصوير واقعة الاعتداء والتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحولت عهد التميمي إلى أيقونة لدى الفلسطينيين لمشاركتها منذ كانت طفلة في المواجهات ضد القوات الإسرائيلية.
وفي 15 ديسمبر الماضي، اقتربت عهد وقريبتها نور من جنديين يستندان إلى جدار في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، وراحتا تدفعانهما قبل أن تقوما بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما. وتم اعتقال عهد ووالدتها في 19 ديسمبر.أما نور فاعتقلت في 20 ديسمبر.
فيديو قد يعجبك: