إعلان

لماذا قال تقرير الخارجية الأمريكية إن الضفة الغربية "ليست محتلة"؟

10:43 م السبت 21 أبريل 2018

كتب – محمد الصباغ:
تمضي الولايات المتحدة في طريقها الواضح الذي تدعم فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وكان آخر الخطوات هو التقرير حول حقوق الإنسان في العالم الصادر أمس الجمعة من وزارة الخارجية الأمريكية، والذي تناول الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة ولم يسمها بالأراضي المحتلة كما هو متبع من الإدارات الأمريكية السابقة.

واستخدمت وزارة الخارجية مصطلح "الضفة الغربية وقطاع غزة" بدلا عن "الأراضي المحتلة"، وأشارت إلى أن انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان في فلسطين هي "إدعاءات واتهامات".

وجاء في التقرير المنشور الجمعة - على عكس التقارير السابقة - أن الفصل الذي يتناول إسرائيل والأراضي المحتلة، بات يحمل اسم "إسرائيل، هضبة الجولان، الضفة الغربية وقطاع غزة".

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن الخارجية الأمريكية أشارت إلى أن ذلك مجرد "تغيير تقني تم تبنيه في الشهور الأخيرة من قبل عدة وكالات وهيئات في الإدارة الأمريكية".

ويقول الدكتور أيمن الرقيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن هذا التغيير تأكيد على الانحياز الأمريكي الذي بات واضحًا نحو دولة الاحتلال وعلى عدم صلاحية الولايات المتحدة للعب دور الوسيط في أية مفاوضات قادمة.

أضاف الرقيب في تصريحات هاتفية لمصراوي، السبت، أنه بعد الاعتقاد بأن الانحياز الأمريكي جاء بخصوص القدس فقط، تطور الأمر ليشمل الضفة الغربية وقطاع غزة أيضًا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في ديسمبر الماضي اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل. ومن المنتظر ان يتم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة في مايو المقبل في قرار عارضته الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في جلساتها المنعقدة بداية العام الحالي.

ومن جانبه أشاد وزير الدفاع بالحكومة الإسرائيلية، أفيجدور ليبرمان، بتقرير الخارجية الأمريكية والتخلي عن كلمة "المحتلة" عند الحديث عن الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية، زاعمًا أن "الحقيقة أخيرًا أُعلنت واضحة".

وأضاف عبر حسابه بموقع تويتر "كذبة الأراضي الفلسطينية المحتلة انكشفت. يقولون إنه حينما تكرر كذبة كثيرًا، ستتحول إلى حقيقة، لكن الحقيقة دائمًا تكون أقوى". وتابع القول أن "الإعلان الصادر من الخارجية الامريكية دليل كافٍ".

وكانت الولايات المتحدة قد أتبعت قرارها بنقل السفارة بهجوم على الرئاسة الفلسطينية واتهموها بأنها لا تريد السلام والمفاوضات، في حين أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن أمريكا باتت غير مؤهلة لتكون وسيطًا في العملية مرة أخرى لتحيزها الكامل لإسرائيل.

وأعلن ترامب أيضًا أن بلاده لن تدفع الأموال لدول لا تقف بجوار واشنطن في الأمم المتحدة، وقطع أكثر من نصف المساعدات التي كانت تمنحها إدارته إلى منظمة الأونروا التي تعمل على أزمة اللاجئين الفلسطينيين، وعلق 65 مليون دولار من أصل 125 مليونًا.

ويرى الرقيب أن عدم استخدام كلمة "الأراضي المحتلة" في التقرير الأمريكي يعني أن فكرة حل الدولتين انتهت، وأن واشنطن تعتبر هذه الأراضي "باتت ليست أراض محتلة وهو قرار لصالح إسرائيل وتحيز واضح وتغير كامل من الإدارة الأمريكية".

ومن جانبه اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، في بيان صحفي اليوم السبت، أن غياب مصطلح "الأراضي المحتلة" عن التقرير السنوي للخارجية الأمريكية "محاولة لنفي صفة الاحتلال عن أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأكيدا أمريكيا على الشراكة مع الاحتلال".
وأضاف أن الولايات المتحدة تريد "تجميل صورة الاحتلال، لكن العالم أجمع يدرك بشاعة هذا الاحتلال وجرائمه وإرهاب الدولة المنظم ضد شعبنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان