"دولة ديمقراطية واحدة" .. أصوات لمسار جديد لإنهاء القضية الفلسطينية
كتبت – إيمان محمود
فكر جديد نبت داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة لإنهاء الصراع الدائر على مدى عقود؛ فبعد فشل المجتمع الدولي في تطبيق حل الدولتين ووقف نزيف الدم الفلسطيني وسياسة الاستيطان الإسرائيلية، ظهرت أصوات تنادي بدولة ديمقراطية واحدة يتعايش بداخلها الجميع "في ظل نظام ديمقراطي إنساني، يقوم على المساواة".
وفي أعقاب اجتماع عُقد في مدينة شفا عمرو في الجليل المُحتلة؛ أعلنت مجموعة من شخصيات اليسار الراديكالي -اليهود والعرب في إسرائيل- عن إطلاق حراك جماهيري واسع لتأييد حل يقضي بدولة ديمقراطية واحدة في فلسطين، بعد فشل حل الدولتين.
ضم الاجتماع، الذي عُقد مساء السبت الماضي، أكثر من خمسين شخصية، تباحثوا في وثيقة سياسية أولية، ذات عشرة بنود، جرى تحضيرها مسبقًا في لجنةٍ تنسيقية مصغرة، تشكل خطوطًا عريضة لرؤية الحل المنشود، كما ناقشوا خطوات عملية تحضيرية لمؤتمر يُعلن فيه رسمياً عن إطلاق الحملة في كل أماكن تجمع الشعب الفلسطيني، وفي المجتمع الإسرائيلي أيضًا، الخريف المقبل، بحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".
وفي ختام اللقاء، أصدرت الحركة بيانا جاء فيه: "بعد وصول كل خيارات التقسيم والفصل إلى طريق مسدود، وما سببته من كوارث بشرية ومادية ومعنوية، تنادت مجموعة من النشطاء والأكاديميين والمثقفين والكتاب وطلائع من الجيل الجديد، وأعلنت عن عزمها على إطلاق حملة واسعة تدعو إلى تبني حل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية، حيث يعيش فيها الجميع على أنقاض نظام الفصل العنصري الكولونيالي".
واتفق الحاضرون على تبني الخطوط العريضة الواردة في الوثيقة، مع إبقاء النقاش مفتوحًا على القضايا الخلافية، خاصة وأن المبادرة تعتبر نفسها جزءًا من الحراك الحالي في الداخل والخارج منذ سنوات طويلة، من قبل مجموعات ونشطاء وأكاديميين، فلسطينيين وإسرائيليين مناهضين للصهيونية، وتسعى إلى التواصل معهم على طريق خلق حركة شعبية واسعة ومؤثرة من خلال التحشيد الشعبي والعمل التنظيمي والإعلامي والتثقيفي، حول "خيار الدولة الديمقراطية الواحدة".
ورفضوا "استخدام الفكرة كعامل تخويف للإسرائيليين، بل كفكرة نبيلة تضمن تحقيق العدالة والتحرر من الاستعمار والعيش المشترك".
وتتعرض أفكار الحركة منذ تأسيسها إلى انتقادات عديدة سواء من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي، إذ يتمسك أغلبية الإسرائيليين بالصهيونية وأفكارها، فيما ظهرت حركات فلسطينية تعادي أفكار الدولة الواحدة والتخلي عن الفكرة الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهي أن "فلسطين دولة مُحتلة"، وبالتالي لابد من تحرير الأراضي التي سُلبت من الفلسطينيين، وتقرير حق العودة لآلاف الفلسطينيين الذين شردهم الاحتلال.
البداية
في الخامس عشر من مايو عام 2013، الموافق الذكرى الـ65 للنكبة، تم الإعلان عن انطلاق "الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة على فلسطين التاريخية"، كانت الهيئة التأسيسية لهذه الحركة مكونة من مختلف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، وهم سياسيون وأكاديميون فلسطينيون.
واختار المؤسسون هذا التاريخ ليكون رسالة بأن إحياء ذكرى النكبة لا يكون فقط بالاحتفالات والمهرجانات الخطابية، وإنما بالعمل الجدي والدؤوب وتعبئة قوى الجماهير وتنظيمها من أجل إحداث تغيير سياسي على الواقع، على حد قولهم.
ورغم ذكر صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن اللقاء جمع فلسطينيين وإسرائيليين، إلا أن راضي الجراعي القيادي الفتحاوي المتحدث باسم المجموعة، أكد أن ذلك اللقاء لم يحضره سوى فلسطينيون فقط.
وفي مايو عام 2014، عقدت الحركة مؤتمر دولي في زيورخ بسويسرا لمجموعات الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين وفي اوروبا وفي أمريكا، وكان المؤتمر مشجعًا لإقامة حركة عالمية من أجل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين حيث تشكل وثيقة ميونخ القاسم المشترك، بحسب البيان التأسيسي للحركة.
سعت الحركة، لكسب الأصوات وتحقيق إجماعًا حول فكرة "الدولة الواحدة" بعد أن أصبح "حل الدولتين"، بعيد المنال كما يرون، بل ترى الحركة أن حل الدولتين هو شأن "غير مرغوب فيه" في المقام الأول، سواء كان قابلاً للتحقق أم لا: فهو يقسم الوطن، ولا ينطوي على أي سيادة حقيقية للفلسطينيين، كما يترك اللاجئين والفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل في العراء، على حد قولهم.
فيديو قد يعجبك: