مؤتمر "بروكسل 2" للمانحين يأمل في جمع 6 بلايين دولار لسوريا
القاهرة - (أ ش أ)
تسعى حكومات الدول الغربية المانحة الى جمع ما يزيد على ستة بلايين دولار لإعانة النازحين السوريين ، وذلك خلال مؤتمر المانحين (بروكسل 2) الذي تستضيفه بلجيكا على مدى اليوم وغدا ، حيث شهدت الأشهر القليلة الأولى من العام الحالي 2018 تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا ، حيث نزح أكثر من 700 ألف شخص بسبب العنف والحاجة الشديدة ، إلى جانب معاناة ما يقرب من 70 في المائة من السكان لفقر مدقع.
وفي مستهل "مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سورية والمنطقة" ، الذي بدأ أعماله اليوم الثلاثاء بمشاركة 85 دولة ومنظمة ، دعا قادة الأمم المتحدة على وجه السرعة إلى زيادة الدعم المقدم إلى السوريين المستضعفين واللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم ، مؤكدين أنه مع دخول الصراع المروع في سوريا عامه الثامن ، يحتاج ١.١٣ مليون شخص إلى مساعدات إنسانية وحماية لهم داخل البلد ، حيث أصبح هناك ٦.٥ مليون آخرين لاجئين في الدول المجاورة ، في حين يحتاج ٩.٣ مليون شخص مستضعف من أعضاء المجتمعات المضيفة أيضا إلى دعم قدرتهم على الصمود.
وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارك لو كوك ، في كلمة خلال إفتتاح المؤتمر ، إنه على مدار اليومين المقبلين، نريد أن يعرف السوريون أنهم لم يصبحوا طي النسيان ، وإننا نحاول إيجاد طرق أفضل لمساعدتهم في هذا الوضع اللا إنساني ، موجها الدعوة للجهات المانحة إلى التعهد بتقديم أموال لمساعدة الأسر السورية وحمايتهم أينما كانوا ، مشددا على أنه على الرغم من القتال والقصف والعنف فإننا لن نستسلم.
وفي الدول المجاورة ، وعلى الرغم من الدعم الذي تقدمه الدول المضيفة ، والضغط الهائل على الخدمات والبنية التحتية الوطنية، يعيش ما يقرب من ٨٠ في المائة من اللاجئين السوريين تحت خط الفقر في بعض البلدان ، و35 في المائة من الأطفال اللاجئين غير ملتحقين بالمدارس ، والجميع يحتاجون إلى دعم أكبر بكثير نظرا لإستمرار الأزمة بلا هوادة ، وما لم يتم تلقي المزيد من التمويل بشكل عاجل فإن البرامج الحيوية ستواجه خطر الإغلاق أو التخفيض في الأشهر المقبلة ، مما سيؤدي إلى حرمان المزيد من الأطفال من التعليم ، ومعاناة المزيد من الأسر من الفقر ، وتقليل عدد الأشخاص الذين يكسبون ما يكفي لإعالتهم.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو جراندي أن ربع اللاجئين في العالم سوريون ، مضيفا أنه لا يوجد بين جميع حالات الطوارئ الإنسانية التي نواجهها اليوم ما يتطابق مع الأزمة السورية من حيث الحجم أو ما يخص احتياجات اللاجئين أو البلدان والمجتمعات المضيفة لهم ، إنها احتياجات ملحة وضخمة.
من جانبه ، قال آخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الصراع في سوريا لا يزال السبب في أكبر أزمة لاجئين في العالم ، فهناك أكثر من ٦.٥ مليون لاجئ سوري مسجل ، وأكثر من ٦.٢ مليون منهم أطفال في منطقة تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وتنموية ، مطالبا المجتمع الدولي بتعزيز دعمه لجهود التنمية طويلة المدى في هذه البلدان التي تقع على خط المواجهة، والتي تعمل لخدمة الصالح العام العالمي.
ويهدف المؤتمر الى جمع أموال هدفها الأساسي تقديم المعونات الإنسانية ثم إعادة البناء على نطاق محدود وإزالة الألغام من بعض المدن في مناطق مختلفة ، وقال روبرت بير من منظمة (كير) الدولية أن هناك حاجة ملحة لتمويل المساعدات ، مضيفا أنه ينبغي وضع حد للإعاقة المنهجية والمتعمدة لدخول المساعدات إلى سوريا ، وأن يسمح لعمال الإغاثة بالوصول إلى المدنيين دون عراقيل.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن إعادة بناء مدن لحق بها الدمار مثل حلب تحتاج على الأرجح مبلغاً أكبر لكن لا يمكن البدء في ذلك إلى أن تدعم القوى المنخرطة في الحرب انتقالاً سلمياً للسلطة.
ومن بين المانحين الكبار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والنرويج واليابان ، ويعد هذا المؤتمر الثاني من نوعه الذي يعقد في بروكسل ، حيث سبق أن استضافت العاصمة البلجيكية في أبريل 2017 مؤتمر المانحين ، كما يعد الثالث على التوالي بعد المؤتمر الذي عقد في لندن خلال عام 2016 ، وستوجه معظم الأموال لمساعدة اللاجئين خارج سوريا ولملايين النازحين داخلها ومنهم نحو 160 ألفاً فروا هاربين من حملة قصف الغوطة الشرقية قرب دمشق على مدى الأسابيع الستة الماضية.
وفي مؤتمر المانحين السابق في فبراير 2016 بلندن ، بلغت قيمة الوعود التي أطلقها المجتمع الدولي 12 مليار دولار لأعوام عدة ، بينها ستة مليارات للعام 2016 ، وكان مفترضا أن يطلق مؤتمر بروكسل ، بالإضافة إلى الوعود بالمساعدة الإنسانية ، والأعمال التحضيرية لإعادة إعمار سوريا من قبل المجموعة الدولية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: