إعلان

هل تشعل روسيا شرارة الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

08:52 م الأربعاء 25 أبريل 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

"حرب جديدة تلوح في الأفق بالشرق الأوسط".. كانت هذه الكلمات التي استخدمها الكاتب والمحلل السياسي دينيس روس، في مقاله الجديد بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وقال روس: "يواجه الشرق الأوسط تحديات جديدة حاليًا تتمثل في احتمالية نشوب حرب بين إسرائيل وكلًا من إيران، حزب الله، والميليشيا الشيعية في سوريا ولبنان، وكل ذلك بفضل روسيا، حيث كان الروس هم من أبطلوا الهجوم الذي شنته إسرائيل في التاسع من أبريل الحالي ضد قاعدة التيفور الإيرانية في سوريا".

ويرى الكاتب أن هدف إسرائيل من الهجمات التي تشنها في سوريا هو إيقاف عمليات النقل الإيراني لأسلحة جديدة لصالح حزب الله، ولكن بدون الاعتراف بهذا، واستمر الإسرائيليون على هذا المنوال فلم يعترفوا بشيء علنًا، كما أن إيران لم ترد على الضربات الإسرائيلية لتجنب الخسارة.

ولكن - حسب الكاتب - أدت خسارة إيران لما لا يقل عن سبعة ضباط إيرانيين من "فيلق القدس" في الهجوم الإسرائيلي، وإعلان روسيا لمسؤولية إسرائيل عن هذا الهجوم، لفضح الإيرانيين، وتقوم وسائل الإعلام في إيران الآن بتغطية خاصة للهجوم، في الوقت الذي توعد فيه مسؤولون إيرانيون مثل علي أكبر ولايتي بالرد عليه.

وأوضح الكاتب أسباب "فضح" الروسيين للإسرائيليين، والتي تمثلت في شيئين: أن الروس كانوا يتشاركون القاعدة مع الإيرانيين، وعلى الرغم من أن الهجوم الإسرائيلي كان دقيقًا للغاية، فقد كان قريبًا للغاية من القوات الروسية، وأراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يوضح للإسرائيليين أن هذا ليس مقبولًا، والشيء الثاني أن الهجوم الإسرائيلي وقع بعد استخدام الرئيس السوري بشار الأسد المزعوم للأسلحة الكيماوية في دوما، وكان بوتين يريد أن يُوضح للعالم أن هذه ليست ضربة أمريكية، فهو لا يريد أن يكون للولايات المتحدة أي دور في تشكيل مجرى الأحداث في سوريا، ويريد من موسكو أن تكون هي المسؤولة.

وتابع الكاتب، أثبت الهجوم الذي شنته كلًا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا على ثلاث أماكن متعلقة بالهجوم الكيماوي المزعوم في سوريا وجهة نظر بوتين، فالهجمات لم تضعف من ذكاء الأسد أو قوة المخابرات التي يعتمد عليها أو كانت لأهداف محورية تقبع تحت سيطرته، أو غيرت من مسار الحرب السورية، كما أنها لم تؤثر على تواجد أي من القوات الروسية والإيرانية في الدولة، وجاء الهجوم المحدود - والذي تجنب الصدام مع أي قوات روسية أو إيرانية في المنطقة - بعد تهديدات موسكو بمواجهة أي هجوم مماثل، مما يظهر دور عامل الردع الروسي وتأثيره على إدارة ترامب.

وأوضح الرئيس دونالد ترامب، إصراره العميق على مغادرة جنوده لسوريا بهدف "ترك الآخرين يعتنون بها"، وهذا - في رأي الكاتب - يُقوي شوكة كلًا من روسيا وإيران، ويخبر الإسرائيليين أنهم بمفردهم في هذا الأمر، الإيرانيون على الجانب الآخر قد يكون ردّهم على الهجوم الإسرائيلي محددًا، فهم ما زالوا يدعمون وجودهم في سوريا، كما يجب عليهم أن يتعاملوا مع استمرار المظاهرات في بلادهم، وهذا ما يفترض أن الرد الإيراني على إسرائيل سيكون محدودًا للغاية - سواء كان هذا ضد إسرائيل مباشرة أم ضد هدف يهودي خارجها، وهذا يدعم أيضًا الشكوك باحتمالية اندلاع نزاع جديد بين إيران وإسرائيل.

حتى إذا تم احتواء الصراع المحتمل بين الدولتين، من الممكن أن يشتعل في أي وقت طالما الدولتان تنازعان بعضهما البعض دائمًا، فإيران مصممة على بناء بنية تحتية عسكرية واسعة النطاق لنفسها ولحلفائها في سوريا وفتح جبهة قتال جديدة ضد إسرائيل، بينما إسرائيل مصممة على منع إيران من خلق بديلًا لحزب الله اللبناني في سوريا.

أحد أسباب الخوف من زيادة الصراع أيضًا - كما يرى الكاتب - يتمثل في التصميم الإيراني على بناء جبهة سورية ضد إسرائيل، مما يعكس الاعتقاد السائد بأن الجمهورية الإسلامية سيكون لها ميزة إضافية على الدولة اليهودية، وسيكون بإمكان إيران تهديد إسرائيل من خلال حزب الله في لبنان - والذي يمتلك أكثر من 120 ألف صاروخ الآن - وكذلك عملائها في سوريا، بينما ستكون قدرة إسرائيل محدودة بعض الشيء فلا يمكنها تهديد إيران سوى بضربة مباشرة ضدها.

وتابع الكاتب، من الممكن أن نرى كيف قد يبدأ الصراع الإيراني الإسرائيلي، ولكن من الصعب للغاية التنبؤ بنتيجته، فقد تكون الولايات المتحدة الآن بحاجة إلى الانسحاب من سوريا ولكن موقفها المحايد قد يؤجج من الحرب في المنطقة.

وطالب الكاتب، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يكون رادعًا في مواجهة بوتين، قائلًا: "يجب على بوتين أن يفهم أن الولايات المتحدة لن تتنحى جانبًا لمشاهدة توسع إيران في سوريا يشعل حربًا مع إسرائيل، لذا يجب على الرئيس الروسي أن يتصرف ليمنع انتشار الإيرانيين وحلفائهم هناك، وإلا ستتدخل أمريكا لفعل ذلك مستخدمة قوتها الجوية".

واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "لا يرى ترامب فائدة في سوريا حاليًا، ولكن ليس من فائدته أيضًا أن تشتعل حربًا في المنطقة من شأنها أن تدفع بأمريكا للتدخل مما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، فليس هذا وقت أن تقود العالم من الخلف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان