واشنطن بوست: وثائق تكشف تمويل قطر لإرهابيين بملايين الدولارات
القاهرة- (مصراوي):
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مراسلات حصرية مسربة تكشف أن قطر دفعت مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، لأجل الإفراج عن عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة اختطفوا في العراق 2015.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول مطلع على المراسلات، دون ذكر اسمه، أن الأرقام المذكورة في الرسائل ليست دقيقة بشكل تام، إذ جرى تعديلها حتى تكون مضللة بشأن ما جرى دفعه، لكن الثابت بحسب قوله إن مئات الملايين من الدولارات تم شحنها إلى بغداد في أبريل 2017.
وقال المصدر، للصحيفة الأمريكية، إن ديبلوماسيا قطريا كبيرا بعث برسالة إلى رئيسه في أبريل الماضي، وقال فيها إن الدوحة تعرضت للسرقة.
وحسب المراسلات، فإن زايد بن سعيد الخيارين ، السفير القطري في العراق كان مُتذمرا، من سعي الميليشيات المتطرفة إلى سلب أموال قطر، حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها، وكتب السفير وهو متزعم المباحثات "كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم".
يُذكر أن قطر وافقت، في أبريل من العام الماضي، على دفع 275 مليون دولار على الأقل، لأجل الإفراج عن 9 أفراد من الأسرة الحاكمة و16 مواطنا آخرين تعرضوا للاختطاف أثناء رحلة صيد في العراق.
وتأكدت الصحيفة الأمريكية من دفع القطريين أموالا للإرهابيين، بناء على رسائل بين المسؤولين القطريين.
وتوضح المراسلات، أن صفقة تحرير الرهائن، كانت تقوم على دفع 150 مليون دولار نقدا للأشخاص والجماعات الذين لعبوا دور الوساطة لتحرير الرهائن، وهم أشخاص تدرجهم الولايات المتحدة منذ مدة طويلة على قوائم الإرهاب.
وحسب المراسلات، فإن الأطراف الوسيطة في الملف القطري تضم كلا من الحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله، إضافة إلى جماعة عسكرية متورطة في هجمات دامية ضد القوات الأميركية في العراق.
وذكرت واشنطن بوست أن دفع تلك الأموال لم يكن سوى جزءا من صفقة أكبر شملت حكومات العراق وإيران وتركيا، فضلا عن ميليشيات حزب الله اللبنانية وفصيلين اثنين من المعارضة السورية، بما في ذلك جبهة النصرة.
وارتفع المبلغ المطلوب للإفراج عن الرهائن إلى مليار دولار، وشملت صفقة الإفراج عن جنود إيرانيين في سوريا، وصفقة تهجير البلدات الأربع في سوريا.
واعترفت قطر، في وقت سابق، بأن عدة دول ساعدتها لأجل تحرير الرهائن، بينما نفت ما تردد عن دفعها أموالا لجماعات إرهابية في سبيل إتمام الصفقة، وبعث مندوب قطر لدى واشنطن، مشعل بن حمد آل ثاني، الشهر الماضي، رسالة يدين فيها حديث صحيفة "نيويورك تايمز" عن الموضوع مشددا على عدم دفع قطر أي فدية.
ووفقا للمراسلات، فإن المال جرى دفعه للإرهابيين بالفعل، كما أظهرت أن مسؤولين قطريين وقعوا على دفع مبالغ تتراوح بين 5 و50 مليون دولار لمسؤولين عراقيين وإيرانيين وميليشيات، فضلا عن 50 مليون دولار لشخص أشير إليه بقاسم، أي قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني وهو أحد أبرز اللاعبين في صفقة الإفراج عن الرهائن.
تظهر المراسلات أن قطر دفعت 150 مليون دولار لكتائب حزب الله العراق، بالإضافة إلى 10 مليون دولار لوسيط اسمه أبو محمد السعدي.
وكتب السفير القطري لدى العراق، زايد بن سعيد الخيارين في رسالة موجهة إلى كتائب حزب الله "ستصلكم أموالنا حين نستلم أهلنا – في إشارة إلى المخطوفين".
فيديو قد يعجبك: