إعلان

افتتاحية "فاينانشيال تايمز": أردوغان "يدهس" على حريات تركيا

11:06 م الأحد 29 أبريل 2018

أردوغان

كتب - عبدالعظيم قنديل:

انتقدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بشدة أوضاع الحريات في تركيا، مؤكدة أن الرئيس رجب طيب أردوغان يواصل سياسة الترهيب وكم الأفواه وقمع حرية الصحافة قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية في 24 يونيو المقبل.

وقالت الصحيفة البريطانية، في افتتاحيتها الصادرة الأحد، إن الرئيس التركي لا يرغب في ترك شئ للصدفة، حيث يسعى إلى تفعيل التعديلات الدستورية التي صادق عليها الشعب العام الماضي، والتي بموجبها سيتمتع الرئيس بصلاحيات واسعة، بما في ذلك داخل السلطة القضائية.

وفي وقت سابق، دعا أردوغان لانتخابات مبكرة عن موعد كان مقررا بعد أكثر من عام، وقال: إن تركيا تحتاج لرئاسة أقوى لمواجهة التحديات الاقتصادية والحرب في سوريا.

وكانت الجمعية العامة للبرلمان التركي، أقرّت مقترح قانون مشترك لحزبي "العدالة والتنمية"، و"الحركة القومية"، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في 24 يونيو المقبل.

وإذا فاز إردوغان، وهو ما يبدو مرجحا في ظل تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية اليميني المعارض، سيعود للرئاسة بسلطات تنفيذية واسعة أقرها استفتاء بأغلبية بسيطة العام الماضي، بحسب الافتتاحية.

وحسب مقال الصحيفة، فهذه التغييرات لا تدخل حيز التنفيذ إلا بعد الانتخابات المقبلة، ولذا يدرك أردوغان وحزبه الإسلامي الحاكم أن الاستفتاء الدستوري كان مجرد خطوة لتعزيز سلطتهم في البلاد، على الرغم من ادراكهم بفقدان شعبيتهم في المناطق الحضرية والساحلية في تركيا، بالإضافة إلى المناطق الكردية الجنوبية الشرقية وبين الشباب.

وأشارت الافتتاحية إلى أن الانتخابات الرئاسية والنيابية ستجري في ظل حالة الطوارئ المعمول بها منذ محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو عام 2016، والتي ألقت الحكومة باللوم فيها على حلفائها لمرة واحدة في الحركة الإسلامية السرية التي يقودها فتح الله جولن، وهو رجل دين يعيش في المنفى.

وفي عمليات التطهير التي أعقبتها، بحسب الصحيفة، قامت أنقرة بسجن أكثر من 40 ألف شخص وتسريح نحو 130 ألف آخرين، من الجيش، وقد انضم أردوغان إلى قوميين متطرفين يمينين، وقاموا بإضفاء أجواء مثيرة حول معركتهم ضد التمرد الكردي داخل تركيا، وهو تمرد يقاتل أيضاً في سوريا، حيث يتحالف مع الولايات المتحدة.

ونوهت الافتتاحية إلى أن أغلب خطابات أردوغان اتسمت بالعدائية ضد الولايات المتحدة وأوروبا، على الرغم من أن أنقرة حليف في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ومرشحة في الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن تركيا انجرفت إلى فلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت نفسه يحكم حزب الحرية والعدالة بنظام أوتوقراطي واحتكار لحكم القانون في تركيا بشكل متزايد.

وشددت الافتتاحية على أن أحد أسباب مطالبة أردوغان باجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو الاقتصاد الضعيف لتركيا، حيث يحتاج الرئيس إلى توفير وظائف وخدمات لقاعدته، على الرغم من ردود فعله القاسية على كراهية الأجداد وعدم التسامح المطلق مع المعارضة.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى توجه مجموعة من الحزبين في مجلس الشيوخ الأميركي إلى منع بيع مقاتلات من طراز F-35 إلى أنقرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى اعتقاد الولايات المتحدة بشكل متزايد بأن تركيا تحتجز مواطنًا أمريكيًا، كوسيلة للمطالبة بتسليم فتح الله جولن.

واختتمت الافتتاحية بالقول: "بينما يجر أردوغان تركيا إلى حالة عميقة من الاستبداد، تصوب العديد من الجهات سهامها إليه قبل فوات الأوان".​

فيديو قد يعجبك: