صحيفة أمريكية: كيف ساعدت "الخطابة" أردوغان في السيطرة على بلاده؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يتوقف عن إلقاء الخطب الحماسية والتي غالبًا ما تثير الفتن والانقسامات بين شعبه، كما أنه يستخدمها في تعزيز حكمه والبقاء على رأس السلطة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الإثنين، أن أردوغان يُلقي 3 خطب تقريبا في الأسبوع، يُدين فيها الزعماء والقادة السياسيين، وينتقد السياسات الخارجية للدول الأخرى، ويشيد بجنوده، ويؤكد دعمه لحلفائه.
وبعد حوالي 15 عامًا قضاها أردوغان في الحكم، تقول الصحيفة إن الرئيس التركي أصبح أكثر السياسيين شعبية في بلاده، ومن المتوقع أن يسعى إلى إعادة انتخابه.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن خطابات أردوغان تُبث على الهواء مباشرة على عدة قنوات تليفزيونية، وغالبا ما تكون تابعة للحكومة، فيسمع الأتراك صوته ويرون صورته في كل مكان، في المقاهي، والمنازل، والمكاتب الحكومية.
وبحسب الصحيفة، فإن وصفة أردوغان المفضلة في خطاباته هي: "الهجوم على أشخاص يكرههم مؤيديه، ويحبون فكرة انتقادهم، مثل الولايات المتحدة، والقادة الأوربيين، والزعماء الليبراليين".
واعترف معارضوه السياسيون، الذين راقبوه لسنوات، بموهبته في الخطابة، وقال أيهان بيلجين، الناطق باسم الحزب الكردي المعارض، إن اسلوبه يتناغم بشكل كبير مع صورة السياسيين اليمنيين والشعبيين المستبدين، موضحًا أنه يفضل اتباع اسلوب سياسي يقسم المجتمع ويؤدي إلى تصعيد التوتر.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن أردوغان ينحدر من مدينة ريزا، التي تقع على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأسود في تركيا، وهي منطقة تشتهر بشخصياتها العنيدة، ونشأ في حي قاسم باشا في أسطنبول، حيث كان يلعب كرة القدم مع الأطفال طوال الوقت.
وقال بيلجين إن أردوغان حرص منذ أيام الأولى في السياسة على أنه شخصية قتالية، وخلق التوتر، والجدل حول كل شيء، وفي خضم كل ذلك يحاول السيطرة على الأمور.
انتقد الرئيس التركي، في أحد اجتماعاته الأخيرة مع أعضاء حزبه العدالة والتنمية، الأمم المتحدة واتهمها بعدم العدالة، وحذر الولايات المتحدة من دعم القوات الكردية، وقال: "إننا بلد، وأمة على استعداد لاتخاذ أي خطوة في أي لحظة"، مؤكدا أن بلاده ستتحدى أي جهة تدعم أو تساعد من يعتبرهم إرهابيين.
حرص أردوغان طوال الوقت، بحسب الصحيفة، على الجمع بين القومية والدين، ولم يكن الأمر واضحًا كما هو الآن، إذ أنه يشيد بالقوات التركية التي غزت منطقة عفرين السورية في يناير الماضي.
وتقول نيويورك تايمز إن أردوغان يتحدث في خطاباته بشكل متكرر عن المواضيع لها علاقة بالديانة الإسلامية، وكثيرًا ما يستشهد بقصائد شعرية كتبها أشهر شعراء تركيا، وكانت إحدى القصائد سبب وضع بالسجن واستهداف الجيش له، عندما قرأ قصيدة دينية عندما كان رئيس بلدية اسطنبول عام 1977.
انقسمت تركيا بعد إجراء الاستفتاء العام الماضي لمنح الرئيس سلطات إضافية، وتقول الصحيفة ولكن ما يجمع الأتراك معًا هو مللهم وتعبهم من خطابات أردوغان. وقال أحد أصحاب المحلات التجارية للصحيفة، إن أردوغان "يصرخ ويصيح طوال الوقت، ولا يمكن لأحد ايقافه".
وسخرت المعارضة السياسية ميرال أكسنر، والتي تستعد لتحدي أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الرئيس التركي وأحاديثه وخطاباته التي لا تنتهي، في تغريدات كتبتها على حسابها بموقع تويتر. وقالت: "صديقي، من فضلك التزم بالصمت للحظة، وقضاء بعض الوقت مع عائلتك، والمكوث في منزلك".
وتابعت: "ليس عليك الحديث عن كل المسائل، وليس عليك الإشارة بأصابعك إلى كل مكان، ابقى في منزلك لبعض الوقت، استرح، تنفس، حتى نتمكن من التنفس أيضا، وحتى تتمكن تركيا أيضا".
فيديو قد يعجبك: