لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

غدا ... اليونسكو تحيي اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام

08:45 ص الخميس 05 أبريل 2018

اليونسكو

القاهرة ( أ ش أ ):

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" غدا الجمعة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام ، حيث لعبت الرياضة تاريخياً دوراً هاماً في جميع المجتمعات ، سواء كان ذلك في شكل رياضة تنافسية أو نشاط بدني أو لعبة.

وفي إعلان "تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030" الذي ورد فيه إقرار بالدور الذي تضطلع به الرياضة في إحراز التقدم الاجتماعي ، باعتبار الرياضة من العناصر التمكينية المهمة للتنمية المستدامة ، كما أن دورها يتعاظم في تحقيق التنمية والسلام بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم الإندماج الاجتماعي.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في أغسطس 2013 ، القرار رقم 296 / 67 بإعلان يوم 6 أبريل من كل عام يوماً دولياً للرياضة من أجل التنمية والسلام ، وجاء اعتماد ذلك اليوم ليدلل على إدراك الأمم المتحدة المتزايد بالأثر الإيجابي للرياضة في تعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وينص الميثاق الأوليمبي على أن مهمة اللجنة الأوليمبية الدولية ودورها يتمثلان في تسخير الرياضة لخدمة البشرية والعمل على إرساء مجتمع سلمي وتشجيع أساليب حياة صحية بالربط بين الرياضة والثقافة والتعليم والحفاظ على كرامة الإنسان دونما تمييز أيا كان. وتدرك الجمعية العامة للأمم المتحدة الدور المناط باللجنة الأوليمبية الدولية للمعوقين في توعية الجمهور على صعيد العالم بإنجازات الرياضيين ذوي الإعاقة وفي العمل كأداة رئيسية لتغيير تصورات المجتمع شأن رياضة ذوي الإعاقة.

لقد أصبحت الرياضة في عصرنا الحاضر ظاهرة اجتماعية وثقافية واقتصادية ، تستقطب اهتمام جميع شرائح المجتمع، وذلك في زمن اتسع فيه الاستهلاك الإعلامي للنشاط الرياضي، مما نتج عنه زيادة في وعي الجماهير ، الأمر الذي جعل الساحة الرياضية في خلال السنوات الأخيرة تعرف إقبالاً متزايداً على الممارسة الرياضية بمختلف أنواعها وأضحى لزاما علينا مواكبة التطورات المطردة للرياضة ذات المستوى العالي والتي أصبحت صناعة تتطلب استثمارات هامة في مجالات متعددة.

ومن القيم الأساسية للرياضة التي تدافع عنها جميع الهيئات الرياضية الدولية ، جاء على رأسها:
1- التفوق : ويعني إعطاء الممارس للرياضة قيمة أفضل لنفسه ، ليس الفوز فقط بل المشاركة .
2 - الصداقة : تعني هذه القيمة أن الرياضة أداة للتواصل والتفاهم المتبادل بين الأفراد.
3 - الاحترام : تتضمن هذه القيمة احترام الذات والآخر والقواعد والأنظمة المعمول بها في الرياضة ، واحترام وسائل اللعب المعتمدة ، ومكافحة الشغب والمنشطات و كل ما هو ضد قيم الرياضة وغير أخلاقي والبيئة العامة في صلتها مباشرة مع الرياضة.

وبعد 15 عاماً من إحراز تقدم صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية غير المسبوقة، حول العالم اهتمامه إلى أهداف التنمية المستدامة اللاحقة لها في فترة انتقال إلى خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدت حديثاً. وقد قام المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة، في إطار استعراض الإنجازات والأعمال التي لم تتحقق فيما يتعلق بالأهداف الإنمائية للألفية الثمانية، بعملية تشاور شاملة مع أصحاب المصلحة من جميع مجالات المجتمع واتفق على 17 هدفاً للتنمية المستدامة يجب السعي إلى تحقيقها خلال السنوات الخمس عشرة القادمة.

وخطة عام 2030، بتطلعها الشامل إلى زيادة التقريب بين البشر والكوكب وعدم ترك أحد متخلفاً عن الركب، تمثل فرصة فريدة لإلهام تحرك عالمي من أجل التنمية على نطاق العالم، بما في ذلك في ميدان تسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام.

وقد أثبتت الرياضة أنها أداة فعالة التكلفة ومرنة لتعزيز أهداف السلام والتنمية. ومنذ بداية الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2000، أدت الرياضة دوراً حيوياً في القرارات المتعددة الصادرة عن الجمعية العامة. وفي القرار 1/ 70 تحت عنوان " تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030" والذي اعتمد في عام 2015، استمر الإقرار بدور الرياضة في تعزيز التقدم الاجتماعي. والرياضة هي أيضاً من العناصر التمكينية المهمة للتنمية المستدامة.

إن المشاركة المنتظمة في الأنشطة الرياضية والبدنية توفر فوائد اجتماعية وصحية شتى. فهي لا تؤثر على اللياقة البدنية تأثيراً مباشراً فحسب، بل تغرس أيضاً لدى الأطفال وصغار السن خيارات أساليب حياة صحية، وتساعدهم على أن يبقوا نشطين، وأن يكافحوا الإصابة بالأمراض غير السارية.

وقد سلط عدد من الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية الضوء على قدرة التمارين البدنية على تنشيط الصحة العقلية الإيجابية والتطور الإدراكي. ووجد ارتباط بين التمارين الرياضية وحدوث تحسن في إحساس الإنسان بقدر نفسه وثقته بنفسه، فضلاً عن تأثيرات إيجابية لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق.

وتسهم الرياضة في السلامة بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الإثنية. فهي يستمتع بها الجميع، ومداها لا يضارعها فيه شيء آخر. فعلى سبيل المثال، أنشأ الاتحاد العالمي للتايكوندو مؤسسة التايكوندو للعمل الإنساني من أجل تشجيع الفنون الحركية في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وهذه المبادرات تذكى الوعي بمحنة صغار اللاجئين وتنسجم تماماً مع أهداف التنمية المستدامة، لا سيما فيما يتعلق بالصحة.

وتوفر الرياضة تعلماً مدى الحياة وتعليماً بديلاً للأطفال الذين لا يمكنهم الانتظام في مدرسة. وبالاشتراك في الأنشطة الرياضية والبدنية، إلى جانب الدراسة في المدرسة، يتعلم التلاميذ القيم الرئيسية للرياضة، ومن بينها روح العمل كفريق، واللعب النظيف، واحترام القواعد والآخرين، والتعاون، والانضباط، والتسامح. وهذه المهارات أساسية للمشاركة المستقبلية في الأنشطة الجماعية وللحياة المهنية، ويمكن أن تحفز التماسك الاجتماعي داخل المجتمعات المحلية والمجتمعات الأوسع نطاقاً.

وبالنظر إلى الفوائد التي تحققها الرياضة من حيث نماء الشخص والتنمية الاجتماعية، تمثل إمكانية ممارسة الرياضة والمشاركة فيها هدفاً إنمائياً رئيسياً. ولهذا السبب يواصل مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام برنامجه للقيادة الشبابية منذ عام 2012 بهدف تدريب وتمكين القيادات الشبابية من المجتمعات المحرومة من أجل استخدام الرياضة كأداة للتقدم. وفي معسكر برنامج القيادة الشبابية الذي أقيم في هامبورج، ألمانيا، في فبراير 2016، جرى الترحيب بستة لاجئين وأدمجوا في المجموعة ، مما أبرز قدرة الرياضة على تشجيع شمول الجميع والتقريب بين الناس.

وعلاوة على ذلك، تشجع الرياضة، في أبسط أشكالها، المشاركة المتوازنة ولديها القدرة على تعزيز المساواة بين الجنسين ، ومن خلال الرياضة والنشاط البدني يمكن تمكين النساء والفتيات ويمكن أن يستفدن من الأثر الإيجابي للرياضة على الأحوال الصحية والنفسية الاجتماعية. ومن الممكن أن تساعد الرياضة النساء والفتيات على إظهار مواهبهن وإنجازاتهن في المجتمع بإبراز مهاراتهن وقدراتهن. وهذا بدوره يحسن إحساس المشاركات بقدر أنفسهن وثقتهن بأنفسهن.

وتتيح الرياضة أيضاً فرصاً للتفاعل الاجتماعي والصداقة، يمكن أن تذكي وعي النظراء الذكور بأدوار الجنسين وتعبر عن الفوائد الاجتماعية والنفسية للأفراد وللمجموعات على السواء.

وتساهم الرياضة، من خلال مبادرات مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام وشركائه، في جعل المدن والمجتمعات المحلية أكثر شمولاً للجميع وخاصة ذوي الإعاقة. وهذا الهدف هو مثال عظيم لقدرة الرياضة على تعزيز التنمية الاجتماعية بتغيير التصورات عن ذوى الإعاقة وإتاحة الفرصة لأولئك الأشخاص للمشاركة في الرياضة رغم وجود حواجز كبيرة أمامهم. وقد أوجدت الرياضة، بعد الزلزال المدمر الذي حدث في نيبال عام 2015، على وجه الخصوص، إحساساً لدى الباقين على قيد الحياة بعودة الأمور إلى طبيعتها وبقدرتهم على التأثير.

وإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الرياضة كأداة مجدية لمنع النزاع والعمل على تحقيق سلام يدوم طويلاً، وذلك لأن الرياضة وعالميتها لديهما القدرة على تخطي حدود الثقافات ، وكثيراً ما تهيئ الرياضة، في مساهمتها في تحقيق السلام، بيئات على المستويين الشعبي والمجتمعي تجمع بين المشاركين في السعي إلى تحقيق أهداف ومصالح مشتركة؛ واكتساب قيم الاحترام والتسامح واللعب النظيف، وتطوير الكفاءات الاجتماعية.

وبإمكان الرياضة، بوصفها قاسماً مشتركاً أعظم وشغفاً مشتركاً، أن تبني جسور بين الطوائف بصرف النظر عن الاختلافات الثقافية أو الانقسامات السياسية بينها. وفي أوقات النزاع أو انعدام الاستقرار، يمكن أن تمنح الأنشطة الرياضية المشاركين إحساساً بأن الأمور طبيعية. وكمثال علي تحقيق هذا الهدف ، استخدمت الرياضة لإيجاد تفاهم متبادل وحوار في مناطق النزاع خلال برنامج القيادة الشبابية في غوانغجو، بجمهورية كوريا، في عام 2013. فقد جمع البرنامج بين مشاركين من كل من جمهورية كوريا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، بحيث أتاح لهم ولغيرهم الفرصة لإدراك أن أوجه التشابه بينهم أكثر من أوجه الاختلاف، وساعدهم على تبديد ما يوجد لدى كل منهم من تصورات سلبية عن الآخر. وكان برنامج القيادة الشبابية أداة أساسية لاستخدام البلدين للرياضة لإقامة روابط اجتماعية تساعد على تشجيع التقارب والاحترام والتفاهم المتبادل والحوار.

إن إقامة شراكات قوية ومتماسكة هي أمر أساسي للتحسين الحقيقي للتنمية العالمية ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة. فالعالم أصبح أكثر ترابطاً مما كان في أي وقت مضى، وللرياضة، كظاهرة عالمية، القدرة على ربط الشبكات المؤثرة التي تضم شركاء وأصحاب مصلحة متباينين يجمع بينهم التزام بالتنمية الدائمة.

وفي هذا الصدد، باستطاعة عالم الرياضة أن يوفر شبكات قوية، تضم شركاء وأصحاب مصلحة، ملتزمة بتسخير الرياضة لأغراض التنمية المستدامة . ومن الأمثلة البارزة لشراكة من هذا القبيل في هذا السياق التعاون بين الأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية، وهي كيان له مركز المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتعمل كشريك رئيسي لمكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام لديه مبادرات مشتركة متعددة في مجال تسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام.

فعلى سبيل المثال، اعتمدت الجمعية العامة عدة قرارات بشأن الهدنة الأولمبية. فكل أربع سنوات، تحث الأمم المتحدة الدول الأعضاء، وجميع الأطراف المتنازعة وغيرها من أصحاب المصلحة، على الالتزام بهدنة أثناء الاحتفال بالألعاب الأولمبية للمعوقين، وذلك بأمل أن يؤدي يوم هدنة واحد إلى أسبوع من السلام، وشهر من السلام، ويضع في نهاية المطاف نهاية للحرب. وبذلك أصبحت القيم الأولمبية عنصراً هاماً من عناصر الرياضة والتعليم له تاريخ طويل في تشجيع السلام.

كما أن قرار الجمعية العامة 4/ 70 ، تحت عنوان " بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى الأولمبي"، اشتركت في تقديمه 180 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واعتمد بتوافق الآراء في عام 2015. وقد وافقت الدول في القرار على الالتزام بالهدنة الأولمبية لفترة تبدأ قبل الاحتفال الافتتاحي للألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو في أغسطس بسبعة أيام وتنتهي بعد الاحتفال الختامي للألعاب الأولمبية للمعوقين في ريو في سبتمبر 2016 بسبعة أيام.

وهذه الألعاب ستكون مؤثرة تأثيراً هائلاً في إلهام الناس وتوحيدهم على صعيد العالم. وستستضيف البرازيل أول ألعاب أولمبية وألعاب أولمبية للمعوقين تقام على الإطلاق في أمريكا الجنوبية. وللمرة الأولى أيضاً، سيمثل اللاجئين فريقهم الأولمبي. وهاتان السمتان غير المسبوقتين للألعاب الأولمبية وللألعاب الأولمبية للمعوقين في عام 2016 تبينان أن تلك الألعاب ليست منافسات شرسة بل فرصاً فريدة لبناء مجتمع أكثر شمولاً وتبعث برسالة سلام وشمول واحترام. وبإمكان المناسبات الرياضية الضخمة أن تساعد على تعزيز التنمية الاجتماعية، والنمو الاقتصادي والصحة، والتعليم، وحماية البيئة، لا سيما إذا كانت جزءاً من سياسات متسقة ومستدامة وطويلة الأجل على كل من الصعيد البلدي والإقليمي والوطني.

بيد أن الرياضة ما زالت تواجه تحديات كثيرة تحول دون الاستفادة من إمكاناتها الحقة. فكثيراً ما شاهدنا أمثلة للتعصب والعنصرية والكراهية والعنف أثناء مناسبات رياضية. ويجب على المنظمات الرياضية ومديريها وعلى اللاعبين والمشجعين أن يفعلوا كل ما بوسعهم لمكافحة هذه العلل وتسخير القوة الإيجابية التي تتسم بها الرياضة تسخيراً كاملاً. كما أن الفساد يؤثر على الرياضة، كما هو الحال في مجالات أخرى. فالفساد يقتل الرياضة، وينبغي عدم التسامح إطلاقاً إزاء سوء الممارسة في مجال الرياضة، بما يشمل تعاطي المخدرات. ودورنا هو أن نواصل مكافحة التجاوزات وتشجيع تبني الحوكمة الرشيدة، والنزاهة، والشفافية.

ويجب أيضاً أن تسعى دول العالم إلى جعل أهداف التنمية المستدامة في صُلب جميع المنظمات الرياضية. ورغم هذه التحديات ستظل القوة الإيجابية الهائلة التي تتسم بها الرياضة وسيظل الشغف الهائل بها يوحد بين الناس، بحيث يعملان على جعل العالم أكثر شمولاً للجميع وأكثر سلمية من خلال ما ينطويان عليه من قيم ومبادئ عالمية.

وقد أدت الرياضة، تاريخياً، دوراً هاماً في جميع المجتمعات وكانت بمثابة منبر اتصالات قوي يمكن استخدامه لتشجيع ثقافة السلام. فالرياضة ، كانت وستظل، إحدى أكثر الأدوات فعالية بالنسبة للتكلفة وأكثرها تنوعاً للترويج لقيم الأمم المتحدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان