احتجاجات على البطالة والفقر .. كيف احتفل العمال بعيدهم حول العالم؟
كتبت - إيمان محمود
لم يكن عيد العمال مناسبة للاحتفال والتكريم فقط، بل كان أيضًا فرصة للتعبير عن غضب العمال والموظفين الذين ظلمتهم حكومات بلدانهم، لتصبح المظاهرات والمسيرات، إحدى طرق "الاحتفال" بيوم العمال العالمي الذي يوافق الأول من مايو من كل عام.
ومن شرق العالم إلى غربه، شارك آلاف المواطنين في عدة دول في مسيرات احتجاجية بمناسبة، بمطالب ليست جديدة ولكنها مشروعة؛ وهي رفع الأجور وتحسين ظروف وزيادة ضمانات العمل.
ورغم أن تلك المطالب تقل نسبتها في الدول المتقدمة عن النامية، لكن الاحتجاجات ازدادت في الدول الغربية أكثر منها في الشرق الأوسط.
البحرين
عمال البحرين كانوا أول من بدأوا احتجاجاتهم حول العالم، إذ خرجت تظاهرات مساء الأحد، وسط بلدتي أبوصيبع والشاخورة شمال البحرين تمهيدا لتظاهرات دعا إليها ائتلاف "شباب ثورة 14 فبراير" في الأول من مايو تحت شعار "سواعد تبني وتصون الثورة".
ورفع المتظاهرون شعارات الثورة الداعية إلى إسقاط النظام الخليفي، كما عبروا عن تضامنهم مع عمال البحرين والتمسك بالحقوق العمالية العادلة والمشروعة.
وفي هذا السياق، نفذت مجموعات شبابية في مناطق مختلفة من البلاد عمليات ميدانية بإغلاق الشوارع الرئيسية بالإطارات المشتعلة، تضامنا مع عمال البحرين وللتعبئة للتظاهرات.
وتُعد البحرين ضمن البلدان التي تشهد تظاهرات واحتجاجات في كل عام إحياء ليوم العمال وتضامنًا مع عمال البحرين وخاصة الذين يعانون الظروف القاسية بسبب ضغوط المعيشة، إضافة إلى التضامن مع المفصولين من أعمالهم بسبب مواقفهم السياسية المعارضة.
فلسطين
سنوات الاحتلال خلفت آلاف العاطلين في الضفة الغربية وقطاع غزة المُحاصر، ما دفع عشرات العمّال الفلسطينيين للمشاركة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، في وقفة احتجاجية بسبب تردّي الأوضاع المعيشية وتفاقم معدلات الفقر والبطالة.
رفع المشاركون في الوقفة، التي نظّمتها الأطر العمالية الديمقراطية، أمام مقر وزارة العمل بمدينة غزة، لافتات تُطالب بإنهاء الحصار عن القطاع، وتوفير حياة كريمة للعمال.
وتظاهر مئات العمال قبالة مقر مجلس الوزراء في مدينة غزة لمطالبة الحكومة الفلسطينية بتبني برامج تشغيلية لهم والحد من معدلات البطالة والفقر القياسية في صفوفهم.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 11 عاما وإقرار برامج حكومية لتوفير فرص عمل لهم.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قال -في تقرير نشره أمس الاثنين- إن معدل البطالة في الأراضي الفلسطينية يبلغ نحو 27.7 بالمئة وسط تباين كبير بين قطاع غزة والضفة الغربية.
أمريكا
أما الولايات المتحدة الأمريكية؛ فكانت الاحتجاجات فيها لـ"المهاجرين" الذين يعانون من إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي استهدفتهم وأضرّت أوضاعهم المعيشية.
جال لاجئو الولايات المتحدة في كافة أنحاء البلاد، بمسيرات انطلقت من الساحل إلى الساحل، والتي رتب موعدها ليتزامن مع يوم العمال العالمي، الثلاثاء، تأتي في إطار فعاليات مماثلة في جميع أنحاء العالم.
وتحدث عمال أمريكيون عن مخاوف بشأن تغييرات طرأت عليهم خلال عهد ترامب، بما في ذلك حظر السفر المفروض على القادمين من دول عدة، وإلغاء برنامج يسمح لبعض المهاجرين الشباب بتجنب الترحيل، وانتقلت بعض هذه السياسيات إلى ساحات المحاكم.
وقالت جماعات لحقوق المهاجرين، إنها ستقاوم ترامب عند كل منعطف، كما تستهدف أيضًا زيادة نسبة المشاركة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل.
فرنسا
رغم الاحتفالات التي تشهدها فرنسا كما جرت العادة، لكن البلاد تشهد أيضًا العديد من التظاهرات العمالية في مختلف المدن الفرنسية تنطلق في مواكب مختلفة، وعلى وقع خلافات حادة بين حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون والنقابات العمالية وعلى رأسها الكونفدرالية العامة للشغل التي تتهم ماكرون باتباع سياسات اقتصادية يمينية بحتة تهدف "لتقليص حقوق العمال وزيادة سلطة أرباب العمال".
وفي باريس تنطلق التظاهرة التي تقودها الكونفدرالية العامة للشغل، التي تعد من أقوى النقابات في فرنسا، في حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف بتوقيت جرينيتش انطلاقا من ساحة باستيل وسط العاصمة حتى ساحة بلاس ديتالي.
ولعل العنوان الأبرز للتظاهرات التي تجري اليوم سيكون "حقوق عمال الشركة الوطنية لسكك الحديد"، الذين يضربون عن العمل منذ أكثر من أسبوعين اعتراضا على الإصلاحات الجديدة التي ينوي الرئيس ماكرون القيام بها "لإنقاذ الشركة من الإفلاس".
كمبوديا
تظاهر المئات من العمال في كمبوديا اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على سوء أوضاعهم المعيشية بسبب قلة الأجور.
ورفع المتظاهرون خلال الاحتجاجات العمالية لافتات منددة بسوء أحوالهم المعيشية والقيود المفروضة عليهم، كما رفعوا أعلام كمبوديا.
وقاد في المظاهرات زعماء عماليين في كمبوديا؛ على رأسهم زعيم الاتحاد العمالي الكمبودي.
الفلبين
رغم مطالبة الفلبين بحقوق عمالها العاملين في الدول الأخرى، كأزمتها الأخيرة مع الكويت، إلا أن عمالها بالداخل يرون أن الحكومة تهضم حقوقهم، ما دفعهم للتظاهر في العاصمة مانيلا، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"فشل الرئيس رودريغو دوتيرتي في الوفاء بوعده للتخلص من عقود التوظيف قصيرة الأجل".
وقام المتظاهرون بإحراق صور دوتيرتي بعد رفعهم شعار "ملك الكذب" على بعد مئات الأمتار من القصر الرئاسي.
ولم ترد أي تقارير عن وقوع أعمال عنف، ولكن تم إغلاق مجمع القصر الرئاسي في العاصمة الفلبينية، ما أدى في البداية إلى حرمان الصحفيين من الدخول.
وكان التعهد بالتصرف ضد أصحاب الأعمال الذين يوظفون عمالة قصيرة الأجل ودون فوائد كافية قد ساعد دوتيرتي، وهو عمدة سابق في المدينة، على الفوز بالرئاسة في مايو 2016.
وعلى مستوى الحشد ضد الرئيس الفلبيني في العاصمة مانيلا ظل نحو 8000 شرطي وجندي يراقبون المسيرة، وقدرت الشرطة قوامها بما يصل إلى 10000 شخص يشاركون في الاحتجاجات ويلوحون بالأعلام ويحملون لافتات.
روسيا
شارك نحو 120 ألف شخص، اليوم الثلاثاء، في مسيرة حاشدة بالساحة الحمراء الواقعة بالعاصمة موسكو.
وشارك في المسيرة عمدة مدينة موسكو سيرجي سوبيانين، ورئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة ميخائيل شماكوف، ورئيس اتحاد نقابات عمال موسكو ميخائيل انطونسيف.
وتضمنت المسيرة ممثلين عن العاملين في مجال التعليم والمؤسسات الثقافية والأخصائيين الاجتماعيين والرياضيين وممثلي المؤسسات الدفاعية والعاملين في مجال التجارة والبناء وصناعة السفن وغيرها.
ومن المُقرر أن يجري في يوم العمال، حوالي 500 مسيرة و400 موكب، كما أن المشاركين في المسيرات بروسيا والبالغ عددهم 3 ملايين مواطن روسي، سيخرجون بشعارات حول العمل والسياسة الاجتماعية العادلة بالإضافة للدعوة إلى عدم رفع سن التقاعد وضمان توظيف الخريجين وضمان سلامة العمال.
إيران
"الموت للظالم .. تحية للعامل" كانت هذه الكلمات أبرز الهتافات التي رددها العمال الإيرانيون في عيدهم، الذي أحيوه على طريقة احتجاجات ضد النظام الإيراني.
وانطلقت اليوم، مظاهرات وتجمعات واحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية، وتجمع الآلاف من العمال في مدينة طهران.
ويوم الأحد الماضي نظم عمال مفصولين عن العمل من بلدية طهران مظاهرة هي الثانية خلال الشهر الجاري، أمام المجلس البلدي للاعتراض على فصلهم من العمل.
فيديو قد يعجبك: