مجلة أمريكية: "النووي" كلمة السر في خوف إيران من إسرائيل
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، الثلاثاء، الضوء على تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، فضلًا عن احتمالات استخدام دولة الاحتلال لأسلحتها النووية لردع التهديدات الإيرانية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض ما وصفها بـ"أدلة قاطعة" على قيام إيران بتطوير برنامج سري لحيازة سلاح نووي، مقدماً أمام الصحافة في تل أبيب نسخاً دقيقة لعشرات الآلاف من الوثائق الإيرانية الأصلية التي تم الحصول عليها "قبل بضعة أسابيع، في عملية ناجحة بشكل مذهل في مجال الاستخبارات."
وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير أعده الباحث المعني بمسائل الدفاع والأمن القومي كايل ميزوكامي، إن كثيرين لا يعرفون عن حجم الترسانة النووية الإسرائيلية، وخاصة إنتاجها وحجم المخزون، بالإضافة إلى الوضع الاستراتيجي، الذي تفوقت فيه إسرائيل على الأسلحة التقليدية، على الرغم من عدم وجود أي خصوم نوويين.
وبحسب التقرير، من المرجح أن الترسانة النووية الإسرائيلية تحتوي على قنابل تكتيكية قادرة على تدمير أرتال من الدبابات العربية والقواعد العسكرية والمطارات، علمًا بأن صاروخ أريحا، هو مسمى عام أطلق على الصواريخ الباليستية الإسرائيلية، يمكن أن يضرب القاهرة ودمشق من صحراء النقب.
ورجحت المجلة الأمريكية أن التقارير المعلنة بشأن امتلاك إسرائيل "200" رأس نووي مبالغًا فيها، مشيرة إلى أن الدولة العبرية لديها مخزون نووي صغير، لكنه قوي ومنتشر بين قواتها المسلحة، حيث تحرس كل شيء من الهزيمة في الحرب التقليدية، علاوة على ردع الدول المعادية من شن هجمات كيميائية أو بيولوجية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي افيجدور ليبرمان هدد الخميس بضرب أي محاولة إيرانية "لتموضع عسكري" في سوريا، وذلك بعد هجوم في التاسع من إبريل في هذا البلد نسبته دمشق إلى إسرائيل.
وبدأت حدة التوتر ترتفع بين إيران وإسرائيل، في فبراير الماضي عندما أعلنت إسرائيل أن طائرة مسيرة إيرانية اخترقت مجالها الجوي ما أدى إلى أول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية.
وفي التاسع من إبريل اتهمت دمشق الطيران الإسرائيلي بالإغارة على قاعدة التيفور الجوية وسط سوريا، ما أدى إلى مقتل 14 عنصرا من القوات الموالية للنظام بينهم إيرانيون.
ووفق تقرير المجلة الأمريكية، بدأت إسرائيل الانضمام إلى النادي النووي في خمسينيات القرن الماضي، حيث انشغل دافيد بن جوريون بتطوير القنبلة كتأمين ضد أعداء إسرائيل، في حين أن إسرائيل لم يكن لديها أي ضمانات أمنية من دول أكبر وأكثر قوة - خاصة الولايات المتحدة لترسيخ وجودها، في الوقت نفسه ستكون الأسلحة النووية هي الشكل النهائي للتأمين بالنسبة للشعب الليهودي.
بحلول أواخر الستينيات، قامت الولايات المتحدة بتقييم الأسلحة النووية الإسرائيلية، ولم تفلح الجهود الأمريكية لإبطاء البرنامج النووي وإدخال إسرائيل في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في أي مكان.
وفي سبتمبر 1969، توصل الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ورئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير إلى اتفاق سري بأن الولايات المتحدة ستوقف مطلبها عن عمليات التفتيش والالتزام الإسرائيلي بجهود الحد من انتشار الأسلحة النووية، وفي المقابل لن تعلن إسرائيل أو تختبر أسلحتها النووية.
وأوضح التقرير أن إسرائيل لا تؤكد ولا تنكر امتلاكها أسلحة نووية، ولكن بعض الخبراء يعتقدون بشكل عام أن الترسانة الإسرائيلية تحوي حاليًا 80 سلاحًا نوويًا تقريبًا، بمعنى أنها أقل من دول مثل فرنسا والصين والمملكة المتحدة، غير أن ذلك يعتبر عددًا كبيرًا نظرًا لعدم وجود خصوم نوويين.
كما لفتت المجلة الأمريكية إلى أن لقنابل التي تحملها الطائرات المقاتلة تعتبر أول أسلحة نووية إسرائيلية، منوهة أن طائرة فانتوم كانت على الأرجح أول طائرة في سلاح الجو الإسرائيلي قادرة على حمل جهاز نووي من الجيل الأول.
ونوه التقرير إلى أنه من المرجح أن تعتمد إسرائيل على جيلًا جديدًا أصغر من القنابل النووية في مقاتلات إف -15 أو إف -16، في حين أن البعض سيقول إن الطريقة التقليدية في استخدام الأسلحة النووية عفا عليها الزمن في ضوء التقدم التكنولوجي الإسرائيلي في مجال الصواريخ الباليستية.
مثل غيرها من الدول المسلحة نوويا، نشرت البحرية الإسرائيلية أسلحتها في المنصة الأكثر قابلية للعيش، في إشارة إلى الغواصات، وفق المجلة الأمريكية التي أوضحت أن إسرائيل تملك إسرائيل خمس غواصات من طراز دولفين ألمانية الصنع، يعتقد الخبراء أنها مزودة بصواريخ كروز ذات رؤوس نووية.
وتفيد التقارير أن الغواصات الإسرائيلية تضمن ما يسمى ب "قدرة الضربة الثانية"- طالما أن هناك غواصة واحدة تقوم بدوريات، فإن جزءًا من الرادع النووي الإسرائيلي لا يزال عرضة لضربة نووية أولى، مما يضمن القدرة على شن هجوم مضاد نووي مضاد.
فيديو قد يعجبك: