"النهضة" يتصدّر الانتخابات البلدية بتونس دون أن يحصد الأغلبية
(أ ف ب):
حلّ حزب النهضة الإسلامي في المرتبة الأولى في العاصمة التونسية وفي عدد من المدن الكبرى، وفق ما أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البلدية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات الأربعاء.
ولم يتمكن حزب النهضة، وفق النتائج، من حصد الغالبية لكي يتمكن من تسلّم رئاسة البلدية.
وحصل حزب النهضة على 21 مقعدا في هذه الانتخابات التي جرت في تونس للمرة الأولى منذ ثورة 2011، فيما حلّ حزب نداء تونس في المرتبة الثانية حاصدًا 17 من مجموع 60 مقعدا.
وفي كامل البلاد، تحصلت القائمات المستقلة على 32,9 في المائة (2367 مقعدا) من مجموع المقاعد يليها حزب "النهضة" بـ 29,6 في المائة (2135 مقعدا) ثم حزب نداء تونس بـ22,17 في المئة (1595 مقعدا).
كذلك، تقدّم "النهضة" في كل من محافظات صفاقس (جنوب) وهي القطب الاقتصادي الأول للبلاد، وفي بنزرت (شمال) وقفصة (وسط غرب) وقابس (جنوب) والقيروان (وسط)، من دون جمع غالبية مريحة.
ويقول المحلل السياسي ورئيس جمعية "بوصلة" (منظمة غير حكومية متخصصة في مراقبة الحياة السياسية في تونس) سليم خراط لوكالة فرانس برس "تكشف النتائج عن بروز واضح للقائمات المستقلة كلاعب جديد سيعيد توزيع اوراق اللعبة على الساحة السياسية".
ووفقا لتقديرات منظمات غير حكومية، فإنّ حزب "النهضة" سيحصل على 155 بلدية والمستقلّين على 96 بلدية و"نداء تونس" على 83 بلدية.
وبدأ التنافس يحتدم على رئاسة بلدية تونس العاصمة قبل إعلان النتائج الأولية للانتخابات التي جرت الأحد.
ويثير منصب شيخ مدينة تونس (رئيس البلدية) تنافسا حادا بين مرشحة "النهضة" سعاد عبد الرحيم ومرشح "نداء تونس" كمال ايدير.
وأمام 7212 مُستشارا بلديا تم انتخابهم الأحد مهلة حتى يوليو المقبل لانتخاب رؤساء 350 بلدية.
وسيتولى رؤساء الاحزاب فض الخلافات والابقاء على التوافق والتحالف الحاصل بين حزبي "النداء" و"النهضة" في البلاد منذ انتخابات 2014.
وثلث الفائزين في المقاعد هم شباب لا تتجاوز أعمارهم 35 عاما. كما أن النساء يُشكّلن 47،7 في المائة من العدد الجملي للفائزين.
وشهدت الانتخابات البلدية إحجاما عن الاقتراع خصوصا من فئة الشباب. وكانت الهيئة العليا للانتخابات أعلنت أن نسبة المشاركة النهائية بلغت 35,6 في المائة فقط من مجموع 5,3 ملايين مسجل للانتخابات.
وستضع الانتخابات البلدية التوافق السياسي الحاصل بين الحزبين على المحك، حيث انهما مطالبان بتجسيد هذا التوافق على المستوى المحلي للحفاظ على التحالف الذي اقر منذ 2014.
وتنافست في هذه الانتخابات 2074 قائمة، 1055 منها حزبية و860 مستقلة و159 ائتلافية.
صيدليان يتنافسان على بلدية تونس
وقال المحلل السياسي سليم خراط لفرانس برس "تكمن اللعبة السياسية في مدى قدرة النهضة على التفاهم والتحالف على المستوى المحلي".
واكدت سعاد عبد الرحيم (53 عاما) عضو المكتب السياسي لحركة النهضة في تصريح اذاعي الثلاثاء ان "الشعب انتخب امرأة".
وقد تصبح عبد الرحيم اول امرأة تترأس بلدية تونس. وقالت "أعتقد أن التوافقات (بين النهضة والنداء) لن تكون خارج دائرة إرادة الشعب".
من جهته يُدرّس كمال ايدير (66 عاما) الصيدلة في الجامعة التونسية وكان ترأس جمعية "النادي الافريقي" اهم الاندية التونسية، كما انه خبير دولي لدى البنك الدولي ولاعب كرة يد سابق وشغل منصب رئيس بلدية منطقة المنزه بالعاصمة تونس.
وعبّر عدد من المسؤولين في حزب "نداء تونس" عن رفضهم لتولي سعاد عبد الرحيم منصب رئيسة بلدية ومنهم فؤاد بوسلامة الذي أقر بأنّ المرأة لا يمكن أن تكون رئيسة بلدية "لاننا لنا عاداتنا الاسلامية"، وهو ما رفضه حزب نداء تونس الذي قال في بيان الاربعاء إنّ تصريحات بوسلامة "لا تلزم سوى شخصه ولا تمثل الحزب".
انتخابات ذات صدقية
واعلنت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء ان الانتخابات البلدية التونسية اتصفت بـ"الصدقية"، لكنها اسفت لـ"ثغرات تقنية" ونسبة احجام كبيرة عن الاقتراع خصوصا لدى الشباب.
وقال رئيس البعثة لمراقبة الانتخابات في تونس ونائب رئيس البرلمان الأوروبي فابيو ماسيمو كاستالدو "تمكن الناخبون التونسيون يوم 6 مايو 2018 من التعبير عن خيارهم بكل حرية عبر انتخابات ذات صدقية".
من شأن هذه الانتخابات أن تكرّس مبدأ لامركزية السلطة التي نص عليها الدستور التونسي وهي من مطالب الثورة التي انطلقت من المناطق المهمشة في البلاد.
وخلال حكم الحزب الواحد، كانت قرارات البلديات تخضع لإدارة مركزية غالبا ما تكون موالية للحزب الحاكم.
وصادق البرلمان نهاية أبريل الفائت على قانون الجماعات المحلية الذي سيمنح البلديات للمرة الأولى امتيازات مجالس مستقلة تُدار بحرية وتتمتع بصلاحيات واسعة.
ويؤمل بأن تفرز هذه الانتخابات جيلا جديدا من السياسيين قبل موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 2019.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: