على وقع أزمة "سُقطرى".. الإمارات ترد على ادعاءات أطماعها في اليمن
كتبت- رنا أسامة:
أكّد وزير الدولة الإمارات للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، وقوف بلاده مع اليمن وشعبه، تعليقًا على الادعاءات بوجود أطماع للإمارات في اليمن على أزمة جزيرة سُقطرى بين اليمن والإمارات.
وكتب قرقاش، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، اليوم الخميس أن "دولة الإمارات لم تكن يومًا إلا مع اليمن وشعبه، وهذا ما رسخه فينا الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وجهودنا منذ استقلال الإمارات ومؤخرا ضمن التحالف العربي ما هي إلا شاهد على ذلك".
واعتبر الوزير الإماراتي أن "دماء الشهداء الطاهرة التي قدّمتها الإمارات ضمن التحالف العربي في حرب التحرير والاستقرار، دليل التزام باليمن وشعبه وبالاستقرار الإقليمي، كما أنها تضحيات ساهمت في دحر الحوثي ومنعت انتصاره".
واستنكر محاولات الترويج بأن للإمارات أطماع في اليمن وكأنها تسعى إلى مواجهات هامشية تُعرقل ما يتحقق على الأرض. وأضاف "علينا جميعًا أن نكون يقظين من الذين يسعون إلى تقويض الجهود وهمهم الحفاظ على مصالحهم الشخصية و الحزبية، فأيام التمرد الحوثي معدودة وهزيمة التمرد هو هدفنا الأسمى ويبقى اليمن بكل ترابه لشعبه حرًا أبيًا".
وأكّد أن الإمارات ستعمل مع أشقائها، وضمن التحالف العربي بقيادة السعودية، على استعادة الدولة. "كما استلمنا اليمن جريحًا سيسلمه التحالف لشعبه متعافيًا قويًا يقرر مواطنيه شكل دولته ومستقبله".
وتابع "علينا أن ننتبه، وفي هذا المفترق الحرج، ونحن نرى الانتصار تلو الانتصار في الميدان، والضغوط الدولية في المسار السياسي، من المزايدين والحزبيين القلقين على حصصهم وتجار الأزمات والحروب".
يأتي ذلك على خلفية الأزمة المحتدمة بين الإمارات واليمن بسبب جزيرة سُقطرى، بعد عدة أيام من نشر أبوظبي قوات عسكرية في الجزيرة دون التشاور مع الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا التي ندّدت بالخطوة وراحت توجّه لأبوظبي الاتهامات بأن لها أطماعًا اقتصادية وعسكرية في الجزيرة.
وعلى إثر نشوب الخلاف الإماراتي اليمني، أرسلت السعودية وفدًا عسكريًا برئاسة اللواء أحمد الشهري للجزيرة لاحتواء الخلاف المتفاقم بين المتحالفين لكن جهوده لم تكلل بالنجاح.
في حين اعتبرت الحكومة اليمنية التدخل الإماراتي "تصعيدًا وانتهاكًا للسيادة الوطنية"، قابلت الإمارات الأمر بالنفي والاستهجان وبرّرت الخطوة بأنها "ضمن مساعي التحالف العربي لدعم الشرعية في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ اليمن". وشددت على أنّ الدور الذي تؤديه في سقطرى "تم تشويهه"
وخرجت مظاهرات حاشدة، الاثنين، في مدينة حديبو عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية تأييدا للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية، وللمطالبة بمغادرة القوات الإمارتية من سقطرى.
يُشار إلى أن سُقطرى هي عبارة عن أرخبيل مُكوّن من 4 جزر رئيسية "سمحة، ودرسة، وعبد الكوري، وسقطرى"، فضلًا عن 3 جزر صغيرة ويقطنها نحو 60 ألف نسمة. وتبعد 350 كيلومترًا عن شبه الجزيرة العربية.
عُرِفت منذ القدم كمركز مهمة لإنتاج المواد التي كانت تستخدم في طقوس ديانات العالم القديم مثل اللبان والبخور.
وارتبطت سُقطرى، التي تُعد أكبر الجزر العربية قديمًا، بمملكة حضرموت وفي مرحلة الاستكشافات الجغرافية احتلها البرتغاليون ثم البريطانيون.
وتميزت بموقعها الفريد الذي وفر لها تنوعا كبيرا في الحياة النباتية، وصُنّفت عام 2008 ضمن مواقع التراث العالمي، وأُطلِق عليها لقب أكثر مناطق العالم غرابة، كما اعتبرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 2010 "أجمل جزيرة العالم".
فيديو قد يعجبك: