الجارديان: أوروبا "تتوحد" لحماية الاتفاق النووي وطمأنة إيران
كتب – محمد الصباغ:
بدأ وزراء خارجية الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) اجتماعات من أجل مواجهة القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن أنه سوف يتحرك إذا فشلت المفاوضات مع الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق، بل وهدد بإمكانية تخصيب اليورانيوم بصورة أكبر من ذي قبل.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، الأربعاء، أن وزراء الخارجية الأوربيين بدأوا محاولات تهدئة المخاوف التي تصاعدت بعد تهديدات ترامب بمعاقبة الشركات الأوروبية التي تتعامل تجاريًا مع طهرات.
ومن المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماع أزمة مع إيران بعد الانسحاب الأمريكي، والذي وصفه حسن روحاني بأن له "فرصة ضئيلة جدًا" في الاستمرار.
ويهدف الوزراء الأوروبيون إلى التأكيد للإيرانيين أن الاتفاق النووي يمكن إنقاذه وذلك خلال اجتماع مقرر يوم الإثنين المقبل في لندن والذي من المتوقع أن يحضره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وفي مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني الأربعاء، أكد ماكرون على رغبته في استمرار الضغط من أجل إبقاء الاتفاق النووي مع إيران بكل جوانبه. وبحسب بيان للإليزيه فإن ماكرون أشار إلى أن طهران من مصلحتها القيام بنفس الشيء.
وكانت وكالات إيرانية أشارت الأربعاء إلى أن روحاني أبلغ ماكرون أنه "بهذه الظروف تمتلك أوروبا فرصة محدودة جدًا لإبقاء الاتفاق النووي".
ويحاول الوزراء الأوروبيون تهدئة المخاوف الإيرانية من تأثير الانسحاب الأمريكي على العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وإيران.
وأدرك هؤلاء الوزراء أن إيران ستبقى فقط ملتزمة بالاتفاق النووي إلا لو وثقت بأن المزايا الاقتصادية تسمح لها بالبقاء بعد الضربة الأمريكية. لكنهم أيضًا أكدوا على أن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكية هي ضربة كبيرة للاتفاق.
وكانت طهران قد اشتكت في الفترة الأخيرة من أن الاتحاد الأوروبي كان يسترضى ترامب. لكن يوم الأربعاء، وبعد الفشل الدبلوماسي مع واشنطن، بدا أن أوروبا توحدت من أجل حماية الاتفاق النووي، حتى لو كان ذلك سيكلف الدول الأعضاء صدام اقتصادي مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الجارديان.
وكان حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإيران قد ارتفع من 9.2 مليار دولار في عام 2015، إلى 16.4 مليار دولار في عام 2016 ووصل إلى 25 مليار في العام الماضي.
وبالنسبة لألمانيا تحديدًا المشاركة في الاتفاق النووي، ارتفع حجم التجارة مع إيران بنسبة 42% منذ عام 2015، وأمل مستثمروها في العمل بالسوق الإيرانية الجديدة بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات على طهران.
لكن مع إعلان ترامب الانسحاب وتهديده بمعاقبة من لا يلتزم بالعقوبات الأمريكية التي سوف تستأنف ضد إيران، باتت المخاوف كبيرة من حجم التأثير الاقتصادي على الشركات الأوربية وإيران.
فيديو قد يعجبك: