إعلان

بعد إعلان الانسحاب من الاتفاق النووي..هل يستعد حلفاء ترامب لما هو قادم؟

02:57 م الخميس 10 مايو 2018

ترامب ينسحب من الاتفاق النووي

كتبت- هدى الشيمي:

مارس حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقربون ضغوط كبيرة عليه، من أجل دفعه إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، واجتمعوا كلهم على فكرة أن الاتفاق لم يقود إلى أي شيء، سوى تشجيع إيران على القيام بالمزيد من المغامرات العسكرية في المنطقة.

ومع ذلك، تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الحلفاء الأكثر قربًا لترامب وهم إسرائيل والسعودية والإمارات، سيكونوا أكثر الدول التي تواجه العواقب المُحتملة بإعلان الرئيس الأمريكي، الثلاثاء الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليها.

ونقلت واشنطن بوست عن مُحللين أن هذا القرار سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، المنطقة التي ألحقت بها الحروب الأهلية أضرارًا بالغة.

وأكد ترامب، في الكلمة التي ألقاها الثلاثاء الماضي، أن الاتفاق مع السلام لم يُجلب السلام، ولم يُجلب الهدوء، ولن يساعد على حدوث ذلك أبدًا، ولكنه لم يتحدث عن خطة بديلة للاتفاق، ولم يُطلع أحد عما سيفعله لضمان أمن حلفائه، في الوقت الذي تزداد به حدة الصراع في سوريا والعراق واليمن، حيث تقوم إيران بدور فعال ومحوري.

وفي هذا الشأن، يقول إميل حكيم، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنه من غير الواضح ما إذا كان لدى الأمريكيين أي استراتيجية بديلة للاتفاق النووي مع إيران.

وتابع: "وهذا أسوأ شيء للعالم كله، ستتخلص من اتفاقية تحديد أسلحة، ولكنك لا تملك أي استراتيجيات بديلة تساعد على احتواء إيران، أو اشراكها في الأمر"، مُشيرا إلى أن شعور الرضا الذي سيطر على بعض القادة العرب وإسرائيل عقب إيران لن يستمر طويلاً، لأنهم سيكتشفون أن تحقيق مصالحهم لن يتم بدون إطار سياسي.

واتهمت السعودية والإمارات إيران بدعم وتمويل الإرهاب، وتشارك البلدان في التحالف العربي الذي تقوده المملكة للتخلص من المليشيات الحوثية الشيعية التي تدعمها طهران في اليمن.

ولفتت واشنطن بوست إلى أن السعودية والإمارات رفضتا سياسية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما المُتعلقة بإيران، واتهمتاه بتجاهل أمن الخليج، بعد توقيعه للاتفاق النووي مع طهران عام 2015.

وقال مسؤول في إدارة أوباما إن الرئيس السابق وافق على إمداد السعودية بالأسلحة في حربها على اليمن، لتهدئة غضبها هي وحلفائها.

وتصاعدت حدة التنافس بين السعودية وإيران خلال العام الماضي، إذ اتهم مسؤولون سعوديون طهران بدعم الحوثيين في اليمن، وامدادهم بالصواريخ الباليستية التي يستخدمونها في الهجوم على المملكة، وهذا ما نفته إيران تمامًا.

وضغطت إسرائيل على واشنطن بقوة للانسحاب من الاتفاق النووي، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "عدم وجود اتفاق أفضل كثيرًا من الانضمام لاتفاق سيء"، فيما أعرب مسؤولون أمنيون في حكومته عن تخوفهم من أن القضاء على الاتفاق قد يؤثر على أمن وسلامة إسرائيل، وقد يدفع إيران لصب غضبها على بلادهم.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، عقب خطاب ترامب الثلاثاء الماضي، إنه سيواصل المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع دول أوروبا، وروسيا والصين.

ويرى مايكل وحيد حنا، المحلل في مؤسسة القرن، أنه من الممكن أن تتمكن إيران من ضبط نفسها وتحافظ على الاتفاق مع أوروبا، لكي تعزل الولايات المتحدة عن حلفائها.

ويقول حنا إن رؤساء بعض الدول التي يوجد فيها قوات عسكرية أمريكية أو إيرانية، مثل سوريا وإيران وأفغانستان، يترقبون ما سيحدث بعد إعلان ترامب في توجس، مُشيرا إلى أن انتشار الحروب الأهلية والطائفية في الشرق الأوسط منح إيران الفرصة للتواجد بقوة، والتصرف بحريتها في المنطقة.

وأضاف: "بعض دول المنطقة تأمل أن تعثر واشنطن على حل يُنهي مشاكل الجميع، لأنهم ينظرون إليها دائما على أنها قادرة على فعل ذلك".

فيديو قد يعجبك: