"مزيد من البؤس".. إيرانيون بين مطرقة عقوبات أمريكا و"تشدد" الحكومة
كتب – محمد الصباغ:
يوم عادي مثل بقية الأيام في العاصمة الإيرانية طهران. في ساعة الذروة مساء نهاية الأسبوع، يتحرك الناس بميادين العاصمة نحو المنازل أو المطاعم. يجلس أحد الشباب الموسيقيين رافعًا صوته بإحدى أغنيات المطربة الأمريكية أديل.
يقول أحد المارة لصديق له إنه لا يفهم أي من الكلمات التي يغنيها الشاب الموسيقي "لكنها جميلة". يجلس أيضًا مراهقان على أرصفة أحد الطرقات يدخنان ويخوضان في حوار لا يعرفه سواهما.
من السهل نسيان هؤلاء الذين تغيرت حياتهم بجرة قلم على بعد آلاف الأميال، حينما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات جديدة على طهران.
كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقع هذا الاتفاق مع إيران ومعه روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وبرعاية من الاتحاد الأوروبي.
من طهران رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الحياة في العاصمة الإيرانية بعد قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي.
وتقول الصحيفة إن الحياة يمكنها أن تكون مثل كالقطار في الملاهي (بين ارتفاع وانخفاض مفاجئ). فالأشخاص العاديون يمكنهم القيام بأكثر من التحرك مع موجة التقلبات التي يتسبب فيها قادتهم وأحيانًا القوى الغربية. وفي أحيان قليلة يمكن لهؤلاء المواطنون التحكم في الأمور.
يقول علي أكبري، 33 عامًا، وهو طالب يدرس التكنولوجيا ويمتلك لحية كثة "لا يستمع أحد أبدًا إلينا. فقط نتحرك مع التيار".
بعد القرار الأمريكي، دخل الإيرانيون إلى متاهة أخرى، وذلك بعد اتفاق نووي جعلهم يحلمون الرفاهية وراحة البال. والآن باتوا يواجهون عقوبات جديدة وسط اقتصاد يعاني بالفعل من الفساد وسوء الإدارة، بحيب نيويورك تايمز.
حاول الأشخاص العاديون الاستمرار في حياتهم بشكل طبيعي، في حين أن من خرجوا في تظاهرات خلال الفترة الماضي ضد الحكومة الإيرانية لازالوا يعانون من أجل التكيف مع الواقع الجديد.
وفي مدينة كاشان الصحراوية، كانت المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان، نسرين سوتوديه، في المحكمة للدفاع عن امرأة تظاهرت ضد ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران. وقال لنيويورك تايمز إن الاتفاق النووي أعطى مساحة للتنفس لمنتقدي الحكومة.
وتابعت أن الخطوة التي اتخذها ترامب "زادت من قوة المتشددين، وسوف يبدأون في التضييق مرة أخرى داخليًا. يمكننا توقع أيامًا سيئة لنشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني".
الطالب "أكبري" لم يتابع خطاب ترامب في نشرات الأخبار، والتفت للأمر حينما أبلغه أحد زملائه بالجامعة أن العقوبات عادت مرة أخرى. ويقول إن ردة فعله الأولى كانت "الأسعار سترتفع مرة أخرى. مزيد من البؤس".
في طهران، تحدث مراسل نيويورك تايمز مع طبيب يحمل حقيبتي تسوق. سأل الطبيب إذا كان بمقدور المراسل المساعدة في البحث عن وظيفة لابنته. قال الطبيب مرزي ميرزاي "درست الإدارة الصناعية وهي ذكية جدًا. لكن الوظيفة الوحيدة التي حصلت عليها هي العمل في صيدلية مقابل حوالي 150 دولار شهريًا".
أما الشاب محمد أميري، 27 عامًا، فوقف على أحد الأرصفة يبيع نباتات الصبّار. كان في طريقه إلى طهران حينما سمع بالأخبار القادمة من أمريكا. وقال إنه لم يعد يحمل آمالًا كبيرة مثل الأغاني التي اعتاد سماعها.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس عقوبات جديدة على 9 شخصيات وكيانات إيرانية، وذلك بعد قرار ترامب استئناف العقوبات على طهران.
فيديو قد يعجبك: