هل إيران الفائز الحقيقي في الانتخابات العراقية؟
(بي بي سي)
أقام أهالي الموصل مهرجان الربيع للمرة الأولى منذ عام 2003، وهو العام الذي تعرض فيه العراق لغزو بقيادة الولايات المتحدة، أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين.
وقال القائمون على تنظيم المهرجان إنهم أقاموا المهرجان للتعبير عن إحياء ثاني أكبر مدن العراق من جديد. ومازال جزءً كبيراً منها مدمراً نتيجة المعارك ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية عام 2017.
بدأ المهرجان من مسجد نوري التاريخي الذي دمره التنظيم المتشدد، وامتد إلى معمل الإسمنت المحلي الذي عاد للعمل من جديد. ويمكن لهذا الربيع أن يكون موسم ميلاد الموصل من جديد بل والعراق بأسره.
هل يمكن أن تكون إيران الرابح الحقيقي؟
شاركت في الاحتفال فتيات صغيرات بزي العرائس وأولاد يرتدون الزي العسكري، وخلفهم المقاتلون الحقيقيون الذين حاربوا ضد تنظيم الدولة الإسلامية من وحدات النخبة في الجيش العراقي إلى المتطوعين من الحشد الشعبي المدعوم من إيران بشكل أساسي.
ويقوم بقايا عناصر التنظيم بتنفيذ عمليات تفجير وعمليات كر وفر، ولكن بالرغم من حالة البلاد المتدهورة إلا أن الوضع الأمني يتحسن بشكل ملحوظ.
سيواجه من يفوز في الانتخابات ويصبح رئيساً للوزراء صعوبات جمة، ليس فقط لإعادة إعمار العراق، بل القدرة والمحافظة على توحيد البلاد واتخاذ خطوات كبيرة لمنع عودة العراق إلى حرب أهلية طائفية. وليحدث هذا الأمر، يجب أن تنجح الحكومة الجديدة في جذب ثقة جميع العراقيين، وهو ليس بالأمر السهل في بلد شهد الكثير من القتال الطائفي.
وتوجه العراقيون صباح السبت للإدلاء بأصواتهم للتحالفات المتنافسة ومن بينها السنية والشيعية والقوائم الخاصة بالأكراد. ويبدو أن أكثر المرشحين اقترابا من الفوز برئاسة الوزراء هم جميعهم من الطائفة الشيعية.
ويتوقع أن يحصل رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي يرأس قائمة النصر على أكبر عدد من الأصوات، ولكن في ظل النظام العراقي، لن يكون قادراً أن يشكل حكومة أغلبية بمفرده، أي أنه سيحتاج إلى إجراء مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلاف وهي المفاوضات التي قد تستمر لأشهر.
ويعتقد معظم الناس أن منافس عبادي الأكثر جدية لرئاسة الوزراء هو هادي العامري الذي يرأس قائمة فتح التي أصبحت المرجع السياسي لمقاتلي الحشد الشيعي ومؤيديهم. ويعتقد المنضوون تحت قائمة الفتح أن الشعب العراقي سيظهر امتنانه لتضحيات الحشد في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
المرشح الثالث الأبرز هو رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي ترك منصبه في عام 2014 بعد أن اجتاح تنظيم الدولة مساحات شاسعة من العراق واستولى على الموصل وأجزاء واسعة من مناطق السنة.
أدت سياسات المالكي الطائفية إلى إبعاد السُنّة عنه، لدرجة ترحيب العديد منهم بالجهاديين في بداية الأمر. وعند إدراك الناس لوحشية التنظيم، كان الجهاديون قد أعلنوا خلافتهم.
ربما لايسمح ماضي المالكي له بأن يصبح رئيساً للوزراء، لكنه لا يزال قوياً وربما يريد أن يصبح صانعا للقيادات. فالمالكي كان يقوم بمناورات بحسب وصف دبلوماسي أوروبي.
ويقول متفائلون إن العراق يحتاج بعض الأخبار الجيدة بعد سنوات من المعاناة المروعة، وقد تكون هذه الانتخابات نقطة تحول.
السيناريو الساطع هو أن يفوز حيدر العبادي بفترة رئاسية ثانية ثم يعمل بجد من أجل إنهاء الانقسامات بين طوائف العراق. وإدارة الاقتصاد بشكل صحيحح من شأنه أن يساعد في بلورة ذلك. لكن العراق مليء بالأسلحة والأحقاد والضغائن، لذا دائما هناك مخاطر.
أما السنّة الذين تحدثتُ إليهم، فهم متوترون من مقاتلي الحشد وقائدهم ومرشحهم هادي العامري المقرب جداً من إخوانه الشيعة في إيران، وهو تحالف طبيعي جداً بالنسبة لهم. وهو تحالف قد يجعل من إيران صاحبة أقوى نفوذ في العراق من خلال الحشد.
وبما أن للولايات المتحدة جنود هنا أيضاً، فهذا يعني وجود مشاكل وخاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
ويعد العراق بلداً هشاً بعد أن غزاه الأمريكيون وحلفاؤهم عام 2003.
وإذا أسفرت هذه الانتخابات عن نتيجة وحكومة مقبولة من قبل جميع العراقيين، فهناك فرصة جيدة لإعادة البناء والتصالح. ولكن للأسف، هذا أيضاً ليس مؤكداً.
فيديو قد يعجبك: