فتح وحماس "إيد واحدة": لن نترك القدس تضيع ولو على جثة آخر فلسطيني
كتب- محمد نصار:
شهدت الأراضي الفلسطينية، اليوم الاثنين، احتجاجات غير مسبوقة؛ بسبب بدء الخطوات الفعلية لنقل مقر السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى العاصمة الفلسطينية القدس.
وتأتي هذه الخطوة لتغير المشهد بشكل كامل، وبدأت مراسم نقل السفارة في الوقت الذي أعلنت فيه الفصائل الفلسطينية رفضها وإدانتها لهذا القرار، كما تبحث اتخاذ قرارات ضد الولايات المتحدة وعدة دول.
وقال ياسر أبوسيدو، مسئول العلاقات الخارجية بحركة فتح، إن هناك اجتماعًا للجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء اليوم.
ولفت إلى أن السبب الرئيسي في هذه الخطوة غياب الدور العربي، مضيفا: "لم نتفاجأ بهذا القرار على الإطلاق فهذا هو نهج ترامب منذ ترأسه للولايات المتحدة".
وأوضح أنهم لن يتنازلوا عن عربية القدس مهما كلفهم ذلك من ثمن، وكل السيناريوهات مفتوحة بما فيها المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي انتهك كل المواثيق الدولية.
وتابع القيادي بفتح: "واهم من يتخيل أن هذا القرار سيغير من الوضع التاريخي للقدس كونها عاصمة للدولة الفلسطينية المحتلة، ولن نترك القدس تضيع حتى لو كان على جثة آخر فلسطيني.
وحول التنسيق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وعلى رأسها حماس، أعلن أن الجميع سيكون متكاتفا على الأرض، لأن الخطوة تمس كامل فلسطين وليس فصيل بعينه.
كما اعتبر طاهر النونو، القيادي بحركة حماس الفلسطينية، أن هذه الخطوة تمثل اعتداءً سافرا على السيادة الوطنية الفلسطينية، ومخالفة واضحة وصريحة للمواثيق الدولية التي تعتبر القدس أرض فلسطينية محتلة.
وأضاف النونو، لمصراوي، أن الشعب الفلسطيني يُري العالم حجم الرفض للقرار الأمريكي الظالم، مؤكدا أنهم لن يقروا بشرعيته مهما حدث.
وشدد القيادي بحماس، على أن الموقف الفلسطيني اليوم موحد على الأرض وفي الميدان، متابعا: "كنا وما زلنا مع توحيد الجهود الفلسطينية من أجل تحقيق مزيد من القوة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد النونو على أن هذه الخطوة تأتي في إطار مخطط الولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن هناك تصعيدًا على المستوى الدولي، ومجلس الأمن، خاصة أن خطوة نقل السفارة خالفت قرارات مجلس الأمن بشكل صريح.
وكان آلاف الفلسطينيين احتشدوا قرب حدود القطاع مع إسرائيل في وقت سابق الاثنين، في اليوم قبل الأخير من الاحتجاجات المستمرة منذ 6 أسابيع ، وسارع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على الأشخاص داخل الخيام، التي نصبت على طول الحدود.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 41 فلسطينيا استشهدوا، وأصيب أكثر من 1700 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود شرق قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلى "مسيرة العودة الكبرى" التي انطلقت في 30 مارس 2018.
وبدأت مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس المُحتلة في الرابعة عصر اليوم، الاثنين، بتوقيت فلسطين..
يأتي ذلك تنفيذًا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ديسمبر الماضي، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المُحتلة في خطوة أغضبت الفلسطينيين والعرب والكثير من دول الاتحاد الأوروبي.
وبدأت تحضيرات فتح السفارة الجديدة في المدينة المُحتلة منذ أيام، فقد أصبح المبنى جاهزًا، وعُلقت الأعلام الإسرائيلية والأمريكية في كل مكان بالقدس، وعلى أبواب السفارة عُلقت لافتات كُتب عليها " شكرًا ترامب".
فيديو قد يعجبك: