لافروف: روسيا تقدر قرار مصر عدم إرسال جنودها إلى سوريا
كتب - سامي مجدي:
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن موسكو "تنظر بإيجابية وتقدر" قرار مصر بعدم إرسال جنودها إلى سوريا كما اقترحت الولايات المتحدة.
أضاف لافروف في مؤتمر صحفي بعد محاثات 2+2 التي ضمت وزيري الخارجية سامح شكري والدفاع صدقي صبحي إضافة إلى وزير الدفاع الروسي في موسكو، "لمسنا هذه القضية في سياق مناقشتنا للوضع السوري، وفي سياق بحث تصرفات ما يطلق عليهم باللاعبين الأجانب، بينهم بالطبع الولايات المتحدة، لأنها فكرتها دعوة البلدان العربية إرسال قواتها إلى الجمهورية العربية السورية."
وقال "كما أفهم، هذا يأتي لغرض مزدوج، مشاركة المسؤولية عن الانتهاكات المباشرة والجسيمة لسيادة ووحدة أراض سوريا التي لم توجه الدعوة للولايات المتحدة ولا لمشاركيها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى أراضيها، والهدف الثاني هو مشاركة الأعباء المالية،" حسبما أوردت وكالة إيتار تاس الروسية.
وتابع "واشنطن تتحدث بشكل مباشر ومفتوح عن ذلك. أعتقد أن الجميع يفهم من يقف وراء هذه الدعوة ونحن نقدر الموقف الذي اتخذته مصر."
يشار إلى أن روسيا أحد أهم حليفين للرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب إيران. وهناك قوات روسية على الأرض السورية بدعوة من حكومة الأسد.
من ناحيته، قال وزير الخارجية سامح شكري، الاثنين، إن مسألة إرسال قوات مصرية للمساهمة في تسوية سياسية للأزمة السورية "غير مثارة على المستوى الرسمي" في الوقت الحالي.
وأوضح شكري إن خروج القوات المصرية خارج أراضيها يستلزم "اجراءات قانونية ودستورية محكمة"، مشيرا إلى أن مهمة القوات المسلحة المصرية هي الدفاع عن الأرض المصرية في المقام الأول.
كانت صحيفة الأهرام قد نقلت عن شكري قوله مطلع الشهر الجاري إن إرسال قوات عربية لسوريا أمر وارد ويناقشه مسؤولون من مختلف الدول.
وأوردت الصحيفة على لسان شكري أن "فكرة إحلال قوات بأخرى، ربما تكون عربية، هو أمر وارد... هذا الطرح لا يتردد فقط على المستوى الإعلامي وإنما أيضا في المناقشات والمداولات بين مسؤولي الدول لبحث إمكانية إسهام هذه الأفكار في استقرار سوريا".
بيد أن وزارة الخارجية خرجت في بيان أوضحت فيه أن ذلك لا يعني إمكانية إرسال قوات مصرية إلى الدولة العربية التي تشهد حربا أهلية منذ سبع سنوات.
وأشار المتحدث باسم الوزارة أحمد أبو زيد إلى أن حديث شكري "جاء ردا على سؤال حول صحة ما يتردد في بعض الدوائر الإعلامية الدولية والعربية بشأن طلب الولايات المتحدة إرسال قوات عربية إلى سوريا ولم يكن يتعلق من قريب أو بعيد بإمكانية إرسال قوات مصرية إلى سوريا".
وقال المتحدث إن إرسال قوات مصرية إلى الخارج لا يتم ”إلا وفقاً لآليات دستورية وضوابط وقواعد تم التأكيد عليها أكثر من مرة مثل الحالات الخاصة بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة“.
وأضاف "تفسير تلك التصريحات (التي أدلى بها شكري) لا يجب... إسقاطه بأي شكل من الأشكال على مصر".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد أوردت في أبريل أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى لتشكيل قوة عربية تحل محل القوة الأمريكية الموجودة في سوريا.
وقالت السعودية الشهر الماضي إنها منفتحة على إرسال قوات إلى سوريا ضمن ائتلاف واسع. وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحفي في باريس "إذا كان من الضروري أن ننضم إلى حلفائنا ضمن عملية عسكرية ضد النظام السوري فلن نتردد."
بعدها بأيام، أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا كجزء من ائتلاف تقوده الولايات المتحدة إذا اتخذ قرار بتوسيع حجم تلك القوات.
وقال الجبير، في 17 أبريل في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الرياض، إن مباحثات تمضي على قدم وساق بين بلاده والولايات المتحدة حول طبيعة القوات المحتمل نشرها في شرق سوريا والأطراف العربية التي قد تساهم في تشكيلها.
فيديو قد يعجبك: