الجارديان: إسرائيل تعامل الفلسطينيين مثلما يعامل السجّان مسجونيه
كتب - هشام عبد الخالق:
تناولت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في افتتاحيتها الاثنين، افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، الذي تزامن مع استشهاد 55 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 2700 آخرين في غزة.
وقالت الصحيفة في بداية افتتاحيتها: "من غير المقبول على جنود أي دولة، خاصة تلك التي تتمتع بحكم ديمقراطي، أن يقتلوا المتظاهرين خاصة العزل منهم والذين لا يشكلون خطرًا حقيقيًا عليهم، ولكن يبدو أن الجنود الإسرائيليين قاموا بهذا على الحدود بين غزة وإسرائيل، وكان الإسرائيليون خائفين من المتظاهرين الفلسطينيين لدرجة أنهم كانوا يمطرونهم بالرصاص الحي ولا يبدو أنهم سيتم محاسبتهم عن هذا، وشهدت الحدود اليوم عشرات القتلى وآلاف المصابين والمشوهين بين الفلسطينيين الذين خرجوا في مسيرات نحو الحدود بين إسرائيل وغزة، للتأكيد على حقهم في العودة إلى المنازل التي هُجر منها أجدادهم".
وتابعت الصحيفة، لم يظهر الجيش الإسرائيلي أي ندم عند ارتكابه لما يبدو أنها جرائم حرب، وبمحاصرة قطاع غزة عاملت إسرائيل الفلسطينيين على أنهم سجناء وخاصة مع وجود الأسلاك الشائكة والأبراج العسكرية، وتعاملت مع ما حدث من أعمال عنف كما يعامل السجّان الشغب داخل سجنه، حيث يعتبرها خطأ من المساجين.
"هذه التركيبة العقلية التي تتبعها إسرائيل خطيرة، وذلك لأن اليمين المتطرف في إسرائيل، ومعظم وزراء الحكومة الحاليين، نشأوا على فكرة أن إسرائيل تستطيع من خلال قوتها العسكرية المتفوقة، إنهاء آمال الفلسطينيين الوطنية".
ويحصل هؤلاء السياسيون على الدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حافظ على وعده بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وافتتح السفير الأمريكي في إسرائيل الإثنين، سفارة دولته الجديدة في القدس، وهذه الحركة - بحسب الصحيفة - متهورة واستفزازية وستضر باحتماليات إقامة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وستصبح القدس مثل قضايا اللاجئين، المستوطنات، والحدود، قضية غير منتهية، فالقدس لا تخضع لسيادة أي من الطرفين، وكان من المقرر تحديد مصيرها عن طريق المفاوضات.
وتقول الصحيفة: "بإعلان موقفه مؤيدًا لإسرائيل، ألغى ترامب أي ادّعاء قد تقول فيه إنها ستكون محايدة في الصراع، ومن المتوقع أن تفشل أي محادثات سيجريها فريق ترامب قبل أن تبدأ، وسيعلم الرئيس الأمريكي ما يحدث عندما تصطدم الحقائق التي خلقها على الأرض بالواقع، ماذا سيحدث للفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية والبالغ عددهم 300 ألف فلسطيني؟ هل ستتم مصادرة أراضيهم ويحرمون من حقوقهم الإنسانية؟ صدم ترامب ونتنياهو، الاثنين، الشعب الفلسطيني الغارق في اليأس".
"بعد خروج القدس من طاولة المفاوضات، أصبح المطلب الفلسطيني الذي لم تنتهك حرمته بعد، هو حق الفلسطينيين في العودة لديارهم، وأصبحت هذه القضية على لسان كل فلسطيني الآن، وسينتهي هذا بنتيجة من اثنتين، أن يفشل الاثنان في التوصل لحل ويستمر أحد الطرفين في إهانة وترهيب الآخر، أو يجد الطرفان وسيلة للعيش بجانب بعضهما البعض في دولتين توفر كلًا منهما للأخرى أمن واستقلال شعب الدولة الأخرى".
وتقول الصحيفة في ختام افتتاحيتها: "إذا ما حدث هذا وتم التوصل إلى تلك النهاية السعيدة، فسوف يمكن اعتبار القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وهذا حل واضح للجميع باستثناء ترامب ونتنياهو، اللذان استسلما لرؤية وحشية للسيطرة على الضعفاء".
فيديو قد يعجبك: