لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نكبة فلسطين... فكرة فرنسية أدخلها البريطانيون حيز التنفيذ

09:13 م الثلاثاء 15 مايو 2018

كتب – هشام عبد الخالق:

تحل في 15 مايو من كل عام، ذكرى النكبة الفلسطينية، ويصادف هذا العام نكبة أخرى تتمثل في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، على خلفية اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمدينة المقدسة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

أيضا ذكرى النكبة هذا العام جاءت محملة بطعم الدم، بعد استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا حتى الآن، وإصابة ما يقرب من 2800 آخرين بنيران جنود الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة في مسيرات العودة الكبرى.

وارتفع بذلك إجمالي عدد شهداء فلسطين إلى 112، غالبيتهم العظمى بالرصاص الحي، منذ انطلاق مسيرات العودة على أطراف قطاع غزة في 30 مارس الماضي.

ويهدف الفلسطينيون من إحيائهم لذكرى "النكبة" إلى العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها على يد العصابات الصهيونية، في 15 مايو عام 1948، وبلغ عددهم أكثر من 750 ألف فلسطيني.

في 15 مايو عام 1948، تم تشريد أعداد كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني، والاستيلاء على مدنهم وقراهم وأراضيهم ومنازلهم، وتم الاعتراف بمصطلح "النكبة الفلسطينية" في كافة المحافل العالمية الاقتصادية والسياسية والتاريخية، لكونها تُعبر أيضًا عن خسارة جزء كبير من فلسطين لصالح اليهود، والحركة الصهيونية.

واستولت قوات الاحتلال على عشرين مدينة ونحو 400 قرية أصبحت. وتعيد النكبة أيضًا ذكرى عشرة آلاف فلسطيني لقوا مصرعهم على الأقل في سلسلة مجازر وعمليات قتل، وأصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم بجروح.

ما قبل النكبة

346

النكبة الفلسطينية لم تبدأ عام 1948، بل قبل ذلك بكثير، ففي عام 1799 خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي، نشر نابليون بونابرت بيانًا يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة.

لم تنجح خطة نابليون في ذلك الوقت إلا أنها لم تمت أيضًا، حيث أعاد البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن الـ19، وتجسد ذلك بداية من 1897 حين دعا المؤتمر الصهيوني إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.

وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وقيام الانتداب البريطاني على فلسطين، بدأت قوى الاستعمار البريطانية بتنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين.

وفي عام 1917 أعلن آرثر بلفور عن وعده للبارون روتشيلد - وهو أحد زعماء الجالية اليهودية في بريطانيا- بتقديم الدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين.

وبعد ذلك توالى توافد الصهاينة إلى فلسطين بدعم من البريطانيين، واشترى اليهود عددًا من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطنات صهيونية عليها، مما أدى إلى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، وكل هذا بدعم كامل من البريطانيين.

ولم يستسلم الفلسطينيون أمام هذه التحركات، وأدت جهود المقاومة في 1936 إلى قيام ثورة عربية ضد الامبريالية البريطانية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني.

سحق البريطانيون الثورة العربية عام 1939، ووجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة عدوين: الاستعمار البريطاني والعصابات المسلحة الصهيونية التي تزايدت أعدادها لتصل إلى أربعين ألف شخص في ذلك الوقت.

بداية النكبة

8061a1f55809ed804d97c6985f92e0a1--palestine-in-arabic

في 29 نوفمبر 1947، أقرت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وشكل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان، أغلبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت هذا التاريخ، وكانوا يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأمم المتحدة خصصت لهم 55% من المساحة.

رفض الفلسطينيون والعرب الخطة المقترحة، بينما وافقت عليها الحركة الصهيونية، خاصة أنها أضفت صفة الشرعية على فكرة بناء دولة يهودية على أرض فلسطين العربية إلا أنها لم توافق على الحدود المقترحة، ولذلك أطلق الصهاينة حملات مكثفة للاستيلاء على المزيد من أراضي فلسطين التاريخية.

ومع بداية عام 1948 سيطر الصهاينة على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، وذلك تحت أعين سلطات الانتداب البريطاني.

نتائج النكبة

download

وفي 14 مايو 1948 قرر البريطانيون إنهاء فترة انتدابهم لفلسطين، وفي اليوم نفسه - الذي انسحبت فيه قوات الانتداب البريطاني رسميا من فلسطين - أعلن رئيس الوكالة الصهيونية ديفيد بن جوريون إقامة دولة إسرائيل.

وخلال دقائق قليلة، اعترفت أكبر قوتين في العالم في ذلك الوقت - وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي - بإسرائيل، وأصبح الفلسطينيون بلا دولة، وفي اليوم التالي، أعلنت الدول العربية المجاورة رفضها للإعلان وغزت إسرائيل.

أدى ذلك التدخل لحرب كبرى في فلسطين بين بعض الدول العربية من جهة وهي: السعودية، والعراق، ولبنان، وبعض المليشيات المسلحة التي تشكلت في فلسطين من البلماخ والأرجون، وغيرهم من اليهود، والهاجاناه.

اُرتكبت العديد من الفظائع والمجازر في الحرب بين الطرفين، ومات فيها الأطفال والنساء والشيوخ والشبان، وسُرقت الكثير من البيوت والأراضي.

بعد ذلك، تحولت المدن والقرى الفلسطينية إلى قرى يهودية، وتم تبديل أسماءها العربية إلى أسماء عبرية، بهدف تدمير الهوية العربية الفلسطينية، وطُردت الغالبية العظمى من القبائل العربية التي كانت تعيش في النقب واستبدلوا باليهود، وتم نشر اللغة العبرية في جميع المناطق التي تم احتلالها.

ما بعد النكبة

1_yL19RXNjhZf3aPGhVGvYIg

تم تدمير أكثر من 500 بلدة ومدينة في جميع أنحاء فلسطين خلال فترة ما بعد الحرب والنكبة، وأصبح أكثر من 700 ألف لاجئ من هذه المدن، عبئًا اقتصاديا واجتماعيا على الدول المجاورة والضفة الغربية، وفي عام 1954، أصدرت إسرائيل قانون منع التسلل، وسمحت الحكومة الإسرائيلية بطرد أي فلسطيني من الذين تمكنوا من التسلل مرة أخرى إلى منازلهم التي أصبحت تسمى الآن إسرائيل.

وسمحت الحكومة الإسرائيلية أيضًا بطرد أي فلسطيني مشرد داخليًا ولا يزال داخل إسرائيل، واليوم، مازال حق العودة يمثل مشكلة رئيسية لم يتم حلها عن طريق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان