جيروزاليم بوست: إسرائيل تدرس الاعتراف بإبادة الأرمن على يد الأتراك
كتب - عبدالعظيم قنديل:
خصصت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية افتتاحيتها، الأربعاء، للحديث عن التوتر الراهن في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في أعقاب الحرب الكلامية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية أحداث غزة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "لقد حان الوقت للتوقف عن اللعب بلطف مع بلد وقادة يشوهوننا بشكل مستمر (في إشارة إلى تركيا)، وببساطة يمكننا التعامل بالمثل، حيث يمكننا تذكيرهم بالحقائق التاريخية المرعبة".
وقررت تركيا، أمس الثلاثاء، طرد السفير الإسرائيلي، إيتان نائيه، واعتبرته شخصاً غير مرغوب فيه. وعقب عدة ساعات، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أن القنصل التركي العام استدعي إلى رئيس التشريفات في الوزارة و "طُلب منه المغادرة إلى بلاده لوقت ما من أجل التشاور".
كما شن أردوغان، هجوماً لاذعاً على نتنياهو، قائلاً إنه يقود "دولة عنصرية" ويداه ملطختان بالدم الفلسطيني. ورد نتنياهو "إن الرجل الذي يرسل آلاف الجنود الأتراك لاحتلال شمال قبرص ويغزو سوريا لن يقدم وعظ لنا عندما ندافع عن أنفسنا من حماس الرجل الذي تلطخت يداه بدماء عدد لا يحصى من المواطنين الأكراد في تركيا وسوريا هو آخر شخص يعظ بنا عن أخلاقيات القتال.
وسخرت الافتتاحية من أن أقسى رد دبلوماسي على تصرفات إسرائيل جاء من تركيا، وهي دولة ذات سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن القيادة التركية تسيطر على البلاد بقبضة حديدية.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات أردوغان بمثابة اتخاذ مسار الحرب ضد إسرائيل، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تصل فيها العلاقات بين إسرائيل إلى وضع سيئ.
وذكرت الافتتاحية بما وصلت إليه الأمور بين أنقرة وتل أبيب بعد حادث السفينة التركية "مرمرة"، مضيفة أنه على الأرجح، كما في الماضي ، سيتم التهدئة في نهاية المطاف، وسيتم تنفيذ تدابير صغيرة واستئناف العلاقات بين البلدين.
ويمثل التوتر الحالي فيما يبدو أسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين منذ اعتلى جنود إسرائيليون سفينة مساعدات كانت تحاول كسر حصار بحري على غزة في 2010 فقتلوا عشرة نشطاء أتراك الأمر الذي أدى إلى تخفيض العلاقات الدبلوماسية حتى 2016.
وأضافت الافتتاحية: "حان الوقت للتوقف في النهاية عن محاولة الوصول لتفاهمات مع ديكتاتور مثل أردوغان".
ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى مطالب بعض أعضاء الكنيست بضرورة اعتراف إسرائيل بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل الأتراك، مؤكدة أن الدولة اليهودية لطالما تجنبت الحديث عن تلك القضية في السابق من أجل عدم الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية مع تركيا.
وأعلن عضو الكنيست الإسرائيلي ايتسيك شمولي وعضو حزب الليكود أمير أهنا، الأربعاء، أنهما سيقدمان تشريعات لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بالإبادة الجماعية التي وقعت عام 1915، والتي قتلت فيها الإمبراطورية العثمانية أكثر من 1.5 مليون أرميني.
وقال شمولي: "لن نقبل دروس من الجزار التركي المعادي للسامية الذي يقصف آلاف الأكراد في شمال غرب سوريا كل يوم، وبلدهم مسؤول عن الإبادة الجماعية للشعب الأرمني والفظائع التاريخية تجاه الأشوريين".
واختتمت الافتتاحية بالقول: "إننا نتفق على أن الوقت قد حان للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن وإلقاء اللوم على الأتراك، لاسيما وأن تلك الخطوة تحظى بتأييد كل من الرئيس الإسرائيلي ريفلين ورئيس الكنيست يولي ادلشتاين".
فيديو قد يعجبك: