إعلان

"قصة بيكالي".. سجين مُسلم ضمن مئات أجبرتهم الصين على شُرب الخمر

08:25 م السبت 19 مايو 2018

كتبت - إيمان محمود:
اتهم أحد السُجناء الذين تم الإفراج عنهم في معسكرات "إعادة التعلم"، الحكومة الصينية بإجبار السجناء المسلمين على تناول لحم الخنزير وشرب الخمر داخل المعسكرات، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وتم تشكيل معسكرات إعادة التعليم في مقاطعة سنجان، غربي الصين، في محاولة من مسؤولي بكين لقمع الحركات الانفصالية المحتملة.

أومير بيكالي، أحد الأشخاص الذين احتجزوا داخل تلك المعسكرات، قال إنه تم احتجازه دون محاكمة أو الاتصال بمحامٍ، كما أتم إجباره على التنصل من معتقداته الدينية، ومدح الحزب الشيوعي الحاكم.

وقال بيكالي، وهو مواطن من كازاخستان، إنه فكر في الانتحار بعد 20 يومًا قضاها في المُعسكر، بسبب التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرّض له.

ومنذ ربيع العام الماضي، احتجزت السلطات الصينية في منطقة شينجيانج مئات الآلاف من المسلمين في المعسكرات، بما في ذلك بعض الأجانب، ما وصفته لجنة أمريكية بأنه "أكبر احتجاز جماعي لأقلية في العالم" بينما وصفها أحد المؤرخين البارزين بأنه "تطهير ثقافي".

وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إنها اتصلت بوزارة الخارجية الصينية للتعليق على هذه الاتهامات.

وفي سؤال سابق من وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أكدت الوزارة أنها "لم تسمع" عن هذا الوضع، وعندما سُئلت عن سبب احتجاز غير الصينيين، قالت إن "الحكومة الصينية تحمي حقوق الأجانب في الصين، وأن عليهم أيضا الالتزام بالقانون".

ويحكي بكالي، أنه كان يرفض كل يوم اتباع الأوامر كل يوم في المعسكر، فكان يُعاقب بالوقوف بجانب حائط لمدة خمس ساعات في كل مرة، كما يُرسل كل أسبوع عقابه الحبس الانفرادي، حيث يُحرم من الطعام لمدة 24 ساعة، بحسب زعمه.

وأضاف وهو ينهار من البكاء "إن الضغط النفسي هائل، عندما تضطر إلى انتقاد نفسك .. ما زلت أفكر في الأمر كل ليلة، حتى تشرق الشمس، لا أستطيع النوم".

ويُعتبر برنامج الاعتقال بمثابة "غسيل مخ" للمُحتجزين، إذ يعمل على إعادة برمجة تفكيرهم السياسي، ومحو معتقداتهم الإسلامية وإعادة تشكيل هويتهم ذاتها، أما الدولة الصينية فتعتبره طريقة لمحاربة الأفكار المتطرفة دينيًا، والجماعات الانفصالية.

وتوسعت المخيمات بسرعة كبيرة خلال العام الماضي، مع عدم وجود أي إجراءات قضائية أو سندات قانونية، ويكافأ المعتقلون الذين ينتقدون بشدة الأشخاص والأشياء التي يحبونها، فيما يُعاقب من يرفضون ذلك بالحبس الانفرادي والضرب والحرمان من الطعام.

وتعتبر قصة بيكالي، وهو رجل قوي وهادئ يبلغ من العمر 42 عامًا، أكثر القصص التفصيلية حتى الآن للحياة داخل ما يسمى بمعسكرات إعادة التعليم، وبرزت قضية بيكالي لأنه كان مواطنًا أجنبياً، من كازاخستان، احتجزته الأجهزة الأمنية الصينية لمدة ثمانية أشهر في العام الماضي دون اللجوء إلى القضاء.

ورغم أنه يتعذر التحقق من بعض التفاصيل، أكد دبلوماسيان كازاخستانيان أنه احتُجز لمدة سبعة أشهر ثم أُرسل إلى إعادة التعلم.

وقال جيمس ميلوارد، المؤرخ الصيني في جامعة جورج تاون: "التطهير الثقافي هو محاولة بكين للتوصل إلى حل نهائي لمشكلة شينجيانج".

فيما قال ريان توم، الأستاذ في جامعة لويولا في نيو أورليانز، إن نظام إعادة التعليم في الصين يجسّد أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في التاريخ، بحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية.

وفي ورقة نشرت في يونيو 2017، من قبل مجلة تديرها الدولة، أفاد باحث من مدرسة الحزب الشيوعي في شينجيانج أن معظم المشاركين الذين شملهم الاستطلاع وعددهم 588 لم يعرفوا ما الذي فعلوه خطأ عندما أرسلوا إلى هذه المعسكرات، لكنهم بعد خروجهم من المعسكرات "تعلّموا أخطائهم" بحسب قول الباحث.

وخلُص الباحث إلى أن برنامج التعلّم التي وضعته الدولة في هذه المعسكرات يُعتبر "علاج دائم".

وزعم تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن المسؤولين الصينيين يفرضون بشكل منتظم على عائلات المُحتجزين في شينجيانج "الإقامة الجبرية في المنزل".

وقالت مايا وانج، كبيرة الباحثين في المنظمة: "إن الأسر المسلمة في شينجيانغ الآن تأكل وتعيش وتنام تحت عين الدولة الساهرة في منازلها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان