إعلان

لماذا تتقرّب إسرائيل من المسيحيين الإنجيليين على حساب اليهود في أمريكا؟

11:59 م الأحد 20 مايو 2018

كتب – محمد الصباغ:

بعد ليلة من تعهد افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في مدينة القدس المحتلة، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمجموعة من كبار القساوسة والنشطاء الإنجيليين وشكرهم على ضغطهم الكبير على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل نقل السفارة وكسر سياسة أمريكية استمرت لعقود حول القدس.

أراد نتنياهو أن يعرف "ما السفارة التالية؟"، وأمامهم قائمة بالدول التي بها كنائس إنجيلية قوية، بحسب ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها السبت. كانت دول جواتيمالا، باراجواي والهندوراس أعلنت نيتهم نقل سفاراتهم من تل أبيب إلى القدس، وفعلت الأولى ذلك بعد يوم من افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.

ولكن ماذا عن دول مثل البرازيل والهند أو حتى الصين؟

يقول ماريو برامنيك، القس الأمريكي الكوبي الداعم لترامب وحضر الاجتماع مع نتنياهو: "كان رئيس الوزراء الإسرائيلي في غاية السعادة".

ومع الافتتاح الأمريكي للسفارة في القدس المحتلة، بات واضحًا الأهمية الكبيرة لاعتماد الحكومة الإسرائيلية على الحلفاء من المسيحيين المتطرفين، حتى وإن كان عدد منهم متهم بإطلاق تصريحات ضد السامية.

وبعد وقت طويل من الاعتماد على الجاليات اليهودية في الخارج، تحوّلت السياسة في الحكومة بشكل تاريخي واستراتيجي نحو الاعتماد على المسيحيين الإنجيليين، حتى لو كان ذلك على حساب انقلاب اليهود الأمريكيين الذين يواجهون مشاكل كبيرة من الإنجيليين بشبب مشاكل عقائدية.

التناقض بين العقيدة اليهودية والمسيحية الإنجيلية واضح: فالعديد من المسيحيين الإنجيليين يؤمنون أن إسرائيل لها مكانة خاصة بالنسبة للرب، بينما بعض المتعصبين لفكرة إقامة دولة يهودية يصرون على أن الاستعباد هو مصير كل من يؤمن بأن المسيح هو المُخلّص.

وكانت صحيفة الإندبندنت البريطانية أشارت في تقرير سابق إلى أن هناك حوالي 50 مليون أمريكي ينتمون إلى الحركة الإنجيلية المسيحية، وهم ملتزمون بالمعنى الحرفي لنصوص الكتاب المقدّس، ويعتبرونه المصدر الوحيد للإيمان المسيحي.

وأظهر مسح حديث أن 82 % من الإنجيليين البيض، يعتقدون بأن الله أعطى إسرائيل لليهود، ومن بينهم من يؤمن بنبوءة "نهاية الأيام"، والتي تقول إن اليهود سيسيطرون على القدس بأكملها، ما يتسبب في نشوب حرب بين الحضارات، ويضطر اليهود إلى الاختيار ما بين اعتناق المسيحية، أو أن يحِل عليهم غضب الله.

حضر عدد كبير من المستشارين الإنجيليين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حفل افتتاح السفارة في القدس، وعقدوا اجتماعات خاصة مع نتنياهو خلال الأسبوع الماضي.

وحذر ليبراليون إسرائيليون من التقارب الكبير بين اليمين الإسرائيلي واليمين المسيحي ما يتسبب في استقطاب يحوّل الدعم لإسرائيل إلى مسألة حزبية في واشنطن. ومن الجدير بالذكر أنه لم يحضر أي برلماني أمريكي ديمقراطي إلى حفل افتتاح السفارة.

كما أشار ليبراليون يهود إلى المعايير المزدوجة، وقال الحاخام ديفيد ساندميل، لصحيفة نيويورك تايمز "هناك أعداد أكبر للمصوتين الإنجيليين مقارنة باليهود. لذلك ربما ترى الحكومة الإسرائيلية أن ما يحدث هو من أجل الدعم (الأمريكي)".

وفي افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الجمعة، جاء أن ما قيل في افتتاح السفارة الأمريكية كان مثل "اللكمة في وجه أغلب اليهود الأمريكيين".

وأشارت الصحيفة إلى أن التحالف بين الحكومة الإسرائيلية والإنجيليين "والوقوف مع مراكز القوى التقليدية –فوق كل اليهود الأمريكيين، الذي يرون أن الإنجيليين تهديدًا كبيرًا لقيمهم" مخاطرة.

كما أن هناك مشاكل كبيرة بين نتنياهو واليهود الأمريكيين الليبراليين، ويعود جزء من ذلك إلى عدم رغبته في استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين، لكن الأكثر من ذلك هو انصياعه للحاخامات المتطرفين في إسرائيل وذلك في قضايا جدلية حول التطرف والإصلاح وأيضًا التهويد.

وبحسب نيويورك تايمز، فالتقرب مع الإنجيليين ربما يحرره من الحاجة إلى التودد إلى اليهود الليبراليين.

وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، إن المسيحيين الإنجيليين "يدعمون إسرائيل بحماسة وأمانة أكبر من كثير من اليهود". وأضاف في حوار نقلت نيويورك تايمز أجزاء منه "أنت تدير دولة، تحتاج إلى أصدقاء وحلفاء، تريد حماية شعبك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان