إعلان

"سأشعر بالراحة فقط مع الله".. الطفلة "وصال" قتلها الاحتلال في غزة

10:30 م الإثنين 21 مايو 2018

كتب- محمد الصباغ:

كانت وصال الشيخ مراهقة فلسطينية عادية لكنها قررت مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بأسلحة غير عادية. خرجت للمشاركة في مسيرات العودة ووقفت أمام أسرتها وقالت "قد تكون هذه لقمتي الأخيرة بينكن، فقد أعود شهيدة".

بعد أيام من اللقاء بالفعل استشهدت وصال بالفعل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء الماضي، لتلتحق بركب من الشهداء الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم مع بداية المسيرات في 30 مارس الماضي، ووصل عددهم إلى أكثر من 110 شهيدًا وأصيب قرابة 2800 شخصًا آخرين.

وبحسب وسائل إعلامية فلسطينية محلية حاولت ريم أبو عرمانة، والدة وصال، أن تمنعها من المشاركة في مسيرة العودة لكن المراهقة رفضت وخرجت من بيت الأسرة في مخيّم المغازي في قطاع غزة رفقة أخيها، واعتبرت أن المشاركة "واجب وطني".

كما أنها وقبل المغادرة أعطت كل ما تملك وهو مبلغ ضئيل لا تزيد قيمته عن دولار واحد، لأخواتها الصغار وأبلغت وصال (14 عامًا) والدتها "هذا المبلغ لأخوتي.. يشتروا به حاجات".

قالت أسرة وصال الشيخ إن الأمر كان مسألة أسابيع حتى تحولت المراهقة بشكل كبير، من طفلة تمارس هوايات الصغار إلى مراهقة يافعة غاضبة بسبب الظلم الذي يتعرض له قطاع غزة وسكانه.

ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية أن وصال صرخت في وجه أقاربها حينما رفضن تركها تشارك في المسيرات "أنتن جبناء". كانت وشقيقها محمد صاحب الـ11 عامًا يذهبان بشكل أسبوعي إلى موقع التظاهرات على حدود القطاع حيث يشاركان في حرق الإطارات وإلقاء الحجارة ورفع الراية الفلسطينية خفاقة في وجه جنود الاحتلال.

وتقول خالتها أحلام (30 عامًا) للصحيفة البريطانية: "ظلت تقول: عليكِ الذهاب. عليكِ الذهاب".

بينما ذكرت إحدى قريباتها الأخريات "الآن هي شهيدة، وأنا مستعدة. بعدما فعلته، ابتعد عنّا الخوف".

كانت وصال تحمل الإطارات في ذلك اليوم لتقربها من السلك الحدودي، وقال آخرون من الأسرة للجارديان إنها كانت تحمل زجاجات المولوتوف وتلقي الحجارة على جنود الاحتلال وهي على بعد أمتار قليلة منهم.

وبحسب إحصائيات لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من ألف طفل فلسطيني أصيبوا منذ بدء المسيرات، وبعضهم انتهي به الأمر ببتر أعضاء من الجسد. بينما منظمة "إنقذوا الأطفال" قالت إن أكثر من 250 طفلًا أصيبوا بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي.

عانت وصال وأسرتها خلال الحياة في مخيم البريج شرق قطاع غزة. عاشت مع والدتها وستة أشقاء في غرفة واحدة، وكانوا يضطرون إلى تركها مه ارتفاع الإيجارات.

أحبت وصال الرسم، واحتفظت والدتها بما رسمته منذ 3 أسابيع في المدرسة. رسمت قلوبًا وكتبت بالعربية "حب الروح".

عات وصال حياة قاسية بحسب ما قالته والدتها المطلقة، التي أشارت إلى أن الوالد يعاني من مرض عقلي. وأضافت الأم للجارديان أن وصال تحولت من الرسوم الرقيقة إلى الغضب، وأخبرتها ذات مرة أنها (وصال) لو ماتت سوف يكون هناك مكان في الغرفة للأشقاء ولن يكون عليهم أن يعيشوا بحرية مقيدة مثل "السمكة في الشبكة".

كانت تتمنى وصال أن تنجح مع الفلسطينيين بكسر الحصار والحدود والسياج الفاصل من أجل تحقيق حلم العودة المؤجل منذ 70 عامًا، وإلى قرية أهلها "سوافير" التي تم ترحيل أسرتها منها عام 1948، لكن الاحتلال منعها برصاصة.

تقول الأم إن ابنتها كانت أحيانًا ترقص وأوقات أخرى تشعر بالغضب الشديد، "قالت مرة إنها تريد تمزيق شخص ما إربًا". وحينما حاولت الأم تهدئتها قالت المراهقة إنها ستشعر بالراحة فقط "مع الله".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان