هل كان مايك بنس سببًا في إلغاء القمة بين ترامب وكيم؟
كتب - هشام عبد الخالق:
انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، من القمة التي كان من المقرر أن تجمعه بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في سنغافورة يوم 12 يونيو المقبل.
وفي خطاب أرسله إلى الزعيم الكوري الشمالي أشار ترامب إلى أن سبب إلغاء القمة بين واشنطن وبيونج يانج، يتمثل في "غضب هائل وعداء علني"؛ صدر مؤخرًا من كوريا الشمالية في بيان لها.
وقال ترامب، في رسالة منه للزعيم الكوري الشمالي، أعلنها البيت الأبيض، إنه سيكون من غير المناسب، في هذا الوقت، عقد هذا الاجتماع.
وكانت كوريا الشمالية أصدرت بياناً في وقت سابق من اليوم قبل إلغاء القمة، مهددة بالانسحاب منها، معلنة أن مستقبل القمة يعتمد "كلياً" على الولايات المتحدة.
وقالت نائبة وزير الخارجية في كوريا الشمالية، وإحدى المفاوضات النووية منذ وقت طويل تشوي سون هوي إن "دولتها سوف تعيد التفكير في القمة المخطط لها مع الولايات المتحدة إذا ما استمرت واشنطن في أفعالها غير القانونية والغاضبة".
وكانت هذه هي المرة الثانية التي تهدد فيها بيونج يانج بالانسحاب من القمة، حيث هدد النائب الأول لوزير الخارجية كيم كيو جوان بالانسحاب إذا تم الضغط على بيونج يانج من أجل التخلي عن أسلحتها النووية من جانب واحد.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية، أنه في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" يوم 21 مايو، ذكر نائب الرئيس مايك بنس ملاحظات وصفتها بالـ "وقحة" حول أن كوريا الشمالية قد تنتهي مثلما انتهت ليبيا، وأن الخيار العسكري بالنسبة لكوريا الشمالية لم يتم التخلي عنه مطلقًا، وأن الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تتخلص كوريا الشمالية من أسلحتها النووية بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه.
وتابع التقرير، الذي نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، على لسان نائبة وزير الخارجية تشوي سون هوي: "كشخص على علم بالعلاقة مع الولايات المتحدة، لا أستطيع إخفاء دهشتي حول مثل هذه التصريحات الجاهلة والغبية، التي تتدفق من فم نائب الرئيس الأمريكي".
وأضافت هوي في البيان: "إذا كان هو نائب الرئيس لـ "قوى عظمى"، سيكون من اللائق بالنسبة له أن يعرف الشيء القليل عن الحالة الراهنة للشؤون العالمية، وأن يحس إلى حد ما بالاتجاهات الحديثة في الحوار".
ووصف البيان مايك بنس بالدُمية السياسية، بعد أن حاول مقارنة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية - والتي هي دولة نووية - بليبيا، فبعد أن قام مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون بمثل هذه التصريحات المتهورة، تبعه نائب الرئيس وقال إن كوريا الشمالية ستتبع مصير ليبيا.
وتابع البيان "حتى لا نصبح مثل كوريا الشمالية، دفعنا ثمنًا غاليًا لبناء قوتنا التي يمكن الاعتماد عليها في الدفاع عن أنفسنا وحماية أمننا وسلامنا في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة، وباستعراض تلك الملاحظات التي صدرت عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية، والذي قارن مصير كوريا الشمالية بليبيا التي واجهت مصيرًا مأساويًا، أعتقد الآن أنهم يعرفون القليل للغاية عن قوتنا".
وهددت هوي في البيان الولايات المتحدة، قائلة: "يمكننا أن نجعل الولايات المتحدة تعاني من مأساة مروعة لم تشهدها من قبل، أو تتصور حتى إمكانية حدوثها حتى الآن، وكان يجب على بنس أن يضع في الاعتبار نتائج كلماته الخطيرة، قبل أن يطلق مثل هذه التهديدات المتهورة، حيث كانت الولايات المتحدة هي من طلبت الحوار، ولكنها الآن تضلل الرأي العام لتجعل الأمر يبدو كما لو كنا نحن من دعوناهم للجلوس معنا".
واختتم البيان: "لن نتضرع للولايات المتحدة أو نحاول إقناعهم حتى بأهمية الحوار معنا، إذا لم يرغبوا في هذا، وسواء كانت الولايات المتحدة ستجلس معنا في غرفة اجتماعات، أو تواجهنا في صراع نووي، فهذا يتعلق بسلوكها".
فيديو قد يعجبك: