"كان على وشك البكاء".. كيف استقبل رئيس كوريا الجنوبية انسحاب ترامب من القمة؟
كتب - هشام عبد الخالق:
انتشرت صورة اليوم الجمعة للرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، في اجتماع طارئ عقده بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من القمة التي كان من المقرر عقدها يوم 12 يونيو المقبل في سنغافورة، وبدا مون في الصورة أكبر من عمره - البالغ 65 عامًا - بما لا يقل عن عشر سنوات على الأقل، وأشار انحناء شفتيه إلى أنه على وشك البكاء.
وتقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إن وجه مون جاي إن أظهر خيبة الأمل التي قابل بها شعب كوريا الجنوبية قرار ترامب الانسحاب من القمة، حيث جعل مون خلق سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية من أولوياته كرئيس، وكان عنصرًا أساسيًا في التوسط للقمة التي تم التخطيط لها بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، ويبدو أن ترامب لم يُخطر رئيس كوريا الجنوبية بقرار انسحابه مسبقًا.
بعد عدة ساعات من الصمت، أصدر الرئيس الكوري الجنوبي بيانًا قال فيه إن قرار ترامب الانسحاب من القمة "أربكه"، وأن مثل هذا القرار "مؤسف وغير موفق"، وانتقد أيضًا - ضمنيًا - عادة ترامب في التفاوض حول الصفقات عن طريق موقع تويتر، قائلًا: "إنه يأمل في المستقبل أن يحاول قادة أمريكا وكوريا الشمالية حل خلافاتهم عن طريق الحوار المباشر والصريح بينهما".
وأضافت المجلة، من الواضح أن ترامب قرر إلغاء القمة على الرغم من تحذيرات رئيس كوريا الجنوبية وحلفائه الآخرين لكونه متخوفًا من التسريبات، ولكن رأى الكثير من الكوريون الجنوبيون أن قرار ترامب كان بمثابة ازدراء لهم، وذلك بعد المعاملة التي تلقاها رئيسهم في زيارته لواشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع، حيث خلال لقائه بترامب، ألمح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية إلغاء القمة مع كيم، على الرغم من تضرع مون جاي إن له من أجل البقاء فيها، وظهرت عدم لباقة ترامب أكثر في طريقة مدح وتملق مون جاي إن للرئيس الأمريكي.
ولا يبدو أن قرار ترامب قد أثّر على شعبية مون في كوريا الجنوبية، وبحلول صباح يوم 25 مايو، وقع أكثر من 70 ألف شخص على وثيقة إلكترونية يحثون فيها رئيسهم على "الابتهاج" وأن يظل على طريق السلام، واقترح آخرون على الكوريتين أن يعملا معًا دون انتظار القوى الأجنبية التي لا يعتمد عليها للتخطيط للسلام بينهما، فيما اتجه آخرون للسفارة الأمريكية في سيول وتظاهروا أمامها ومزقوا صورًا لترامب.
حاولت كوريا الشمالية استغلال الموقف لصالحها ولتبدو وكأنها هي الطرف الأكثر نضجًا في القضية، على الرغم من أن تهديدها بـ "مواجهة نووية" ووصف مايك بنس بـ "الغبي" هو ما ساهم في إلغاء ترامب للقمة المقررة، ويبدو أن كوريا الشمالية أيضًا فوجئت بقرار ترامب مثل جارتها الجنوبية، حيث عبرت عن أسفها في بيان رسمي من وكالة الأنباء الكورية الشمالية، وأكدت على استعدادها المستمر للحديث دائمًا.
ويبدو من لهجة كوريا الشمالية - حسبما تذكر المجلة - أنها لا تزال على استعداد لعقد القمة ربما في وقت لاحق، وعلى استعداد لاستكمال المحادثات حولها، ولا يبدو أن كوريا الشمالية ستوقف التزامها بإيقاف أسلحتها النووية، وهو الوعد الذي قطعته في وقت سابق من هذا العام، وقبل أن ينسحب ترامب من القمة، فككت بيونج يانج موقع تجاربها النووية في "بونجي - ري"، بحضور مراسلين من خمسة دول من ضمنها كوريا الجنوبية.
الصين، والتي تم دعوتها للمشاركة في الحملة الأمريكية للضغط على كوريا الشمالية في وقت سابق من هذا العام، بدأت بالفعل في تخفيف ضغطها في تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، في أعقاب فترة التفاؤل التي سبقت قرار ترامب الانسحاب من القمة، ومن الممكن أن تحاول كوريا الشمالية المستاءة حاليًا من قرار ترامب، أن تذهب في طريقها الخاص إذا ما اعتقدت أن التزام أمريكا بالسلام الدائم أصبح محل تساؤل.
فيديو قد يعجبك: