لا تخسر إيران ولا تُغضب المغرب.. "إزدواجية" قطرية في أزمة البوليساريو
كتب - محمد الصباغ:
يبدو أن الأزمات التي تكون قطر طرفًا فيها قد وصلت إلى المغرب، فبعدما أعلنت المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بسبب دعم الأخيرة لجبهة البوليساريو الانفصالية عبر حزب الله اللبناني، أصدرت الدوحة بيانًا يدعم المملكة المغربية لكن لم تذكر فيه اسم إيران مطلقًا.
ويأتي الموقف القطري على النقيض من المواقف الخليجية الأخرى وخصوصًا من السعودية والإمارات والبحرين والتي أيدت بشكل كامل المغرب ضد التدخلات الخارجية الإيرانية ودعمها للانفصاليين من جبهة البوليساريو عبر تدريبهم عسكريًا وبمساعدة السفارة الإيرانية في الجزائر.
وجاء البيان القطري الصادر -أمس- مشابهًا للازدواجية في السياسة القطرية بحسب محللين، ونص على "تعلن دولة قطر تضامنها العميق والكامل مع المملكة المغربية الشقيقة في المحافظة على سلامة ووحدة أراضيها في وجه أية محاولات تستهدف تقويض هذه الوحدة أو تستهدف أمن المملكة المغربية الشقيقة وسلامة مواطنيها".
وتابع البيان "تشدد دولة قطر على أهمية احترام المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول وفى مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحل الخلافات بالحوار ومن خلال الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دولياً".
وأعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء، قطع العلاقات المغربية مع إيران بسبب دعم البوليساريو وقال إن بلاده تمتلك أدلة قاطعة على ذلك. وأضاف أن عناصر عسكرية من حزب الله اللبناني والمدعوم من إيران قد نشطت في الصحراء الغربية مؤخرًا. واتهمت الرباط إيران بإرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو عبر سفارتها بالجزائر.
وبالعودة إلى قطر، فقد تناول تقرير على موقع "هسبريس" المغربي التحاشي القطري لذكر اسم إيران في البيان التضامني بالرغم من أنها الدولة التي اتهمها المغرب رسميًا وقطع علاقاته الدبلوماسية معها.
ولفت الموقع إلى أن هناك ربط بين مضمون البيان القطري "الخجول" وبين التحالف الأخير بين الدوحة وطهران عقب المقاطعة من الدول الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، والذين فرضوا حظرًا جويًا وبريًا وبحريًا على قطر واتهموها بدعم الإرهاب والتعاون مع إيران على زعزعة الاستقرار في المنطقة.
اتجهت الدوحة بعد ذلك إلى طهران لتستخدم الأجواء الإيرانية بعد منع خطوطها الجوية من استخدام أجواء الدول المجاورة، واستغلت طهران الفرصة وأعلنت عن دعمها لقطر ومساندتها عبر حدودها الجوية والبحرية.
وسلط "هسبريس" الضوء على ظهور زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي وهو ينتقل جوًا إلى زامبيا عبر الخطوط القطرية، وهو ما أغضب مسئولون من المغرب ولكن صمتوا حتى لا تتفاقم الأمور، بحسب الموقع.
وأشار أيضًا إلى أن الذراع الإعلامي القطري (قناة الجزيرة) انحاز في تغطيته لأزمة الصحراء الغربية لجبهة البوليساريو وطرحها الانفصالي.
ونقل "هسبريس" تصريحات الصحفي السعودي منصور الخميس قال فيها إن "قطر نفسها تدعم جبهة البوليساريو، استنادا إلى تغطية قناة الجزيرة التي تعتبر الناطق بلسان سياسات الدوحة وتوجهاتها في المنطقة".
وكتب في تغريدة على حسابه في تويتر: "الدعم القطري لا يختلف عن الدعم الايراني لجبهة البوليساريو على الأقل من الجانب الإعلامي من خلال قناة "الجزيرة"، حيث أصبحت الأخيرة الناطق الرسمي لجبهة البوليساريو وصوتها للعالم فمن خلال هذا الدعم تمكنت الجبهة من جمع المؤيدين لها وتفاقم الأزمة بين الحكومة المغربية والجبهة".
ونقل الموقع أيضًا تصريحات أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية طارق فهمي، جاء فيها أن السياسة القطرية "المزدوجة" سبب اتخاذ الدوحة خطوة التضامن مع المغرب بهذا الشكل الغامض. مشيرًا إلى أن الدوحة تستخدم أسلوب "المراوغة" في دبلوماسيتها الخارجية.
يذكر أن الأزمة امتدت لتشمل الجزائر واستدعت الخارجية الجزائرية، أمس الأربعاء، سفير المغرب على خلفية التصريحات بشأن الأزمة مع إيران، رافضة في الوقت نفسه اتهامات وزير الخارجية المغربي بشأن تواطئ سفارة إيران في الجزائر في دعم جبهة البوليساريو.
وقالت الخارجية الجزائرية: "إنّنا نرفض الادعاءات الّتي ساقها المغرب لقطع علاقاته مع إيران وإدراج الجزائر في الاتهامات"، مبيّنةً أنّه "تمّ استدعاء السفير المغربي على خلفية تصريحات وادعاءات وزير الخارجية المغربي بشأن الأزمة مع إيران".
فيديو قد يعجبك: