"المسحراتي" يعاني في القدس.. الاحتلال يعاقب بالاحتجاز والغرامة

كتب – محمد الصباغ:

يخرج المسحراتي ليلًا خلال شهر رمضان الكريم من أجل إيقاظ المسلمين للسحور، قبل أذان الفجر بوقت قصير. يتحرك وسط الشوارع في الظلام ليقوم بمهمته التي يمارسها حتى نهاية الشهر الكريم فقط.

في الدول العربية ربما تراجعت هذه العادة، وفي مصر أيضًا يمكن أن تسمع صوت المسحراتي وأنت لم تخلد إلى النوم بعد بسبب الظروف التي تغيرت والأعمال الكثيرة ذات الطابع الليلي. لكن في القدس المحتلة يواجه المسحراتي أزمة مع الشرطة الإسرائيلية، حيث اشتكت أسر يهودية من أن الدق على الطبول يزعجهم.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن الشرطة الإسرائيلية في المدينة المحتلة بدأت في احتجاز من يقومون بمهمة المسحراتي، وفرضت عليهم غرامات بسبب الإزعاج بعد شكاوى من أسر يهودية في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة في القدس.

وبحسب الصحيفة، اتهم الشباب الفلسطينيون الشرطة الإسرائيلية بالتضييق عليهم لإرضاء مواطنين يهود في المدينة المقدسة.

ووسط التوترات الكبيرة حول المدينة المحتلة بعد إعلان الولايات المتحدة نقل سفارتها إليها واعتبارها عاصمة لإسرائيل، بدأت المضايقات تمارس ضد "المسحراتي" الفلسطيني في القدس.

وتقول هآرتس إنه قبل هذا العام لم يكن هناك مشاكل مع من يمارسون وظيفة "المسحراتي" أو ضد التقليد الرمضاني. ولكن لأول مرة بدأت الشرطة الإسرائيلية في إصدار غرامات ضد "المسحراتية" بسبب شكاوى اليهود في القدس.

واحتجزت الشرطة 6 فلسطينيين وتم التحقيق معهم، مع فرض غرامات مالية عليهم تقدر بآلاف من العملة الإسرائيلية "الشيكل".

وكان محمد حجيجي "مسحراتي" منطقة السعدية بالحي الإسلامي في القدس لمدة 3 سنوات. وقبل ذلك كان يرافق مسحراتي آخر لمدة 8 سنوات، وقال إن الشرطة لم تضايقه من قبل على الإطلاق.

وصرح لهآرتس: "هناك 3 عائلات يهودية فقط في الحي الإسلامي، واحدة جديدة واثنتان أقدم. الشرطة قالت إنهم اشتكوا وطالبوني بعدم إصدار ضوضاء بالقرب من منازلهم. يستمر الأمر لمدة 20 دقيقة، وربما بعض الثواني بجوار منازلهم. أخبروني أنه سيتم تغريمي 450 شيكل (126 دولارا) في المرة الأولى، وألف شيكل لو تكرر الأمر".

احتجزت شرطة الاحتلال الشاب لساعات في قسم بالمدينة القديمة. وقال إن رجال الشرطة كانوا وقحين في التعامل معه. وأضاف: "بدأوا في دفعي وطالبوني بالصمت، ونطقوا بكلمات لا أستطيع تكرارها".

وأضاف أنه سيواصل واجبي الديني رغم المضايقات والتهديدات من الشرطة، وتابع "هناك آلاف من الأشخاص في الحي يريدون ذلك وعشرة لا يشتكون".

بينما يقول مسحراتي آخر يدعى محمد جابري، من المدينة القديمة بالقدس، إن الشرطة أخبرته أمس الثلاثاء أن المستوطنين الذين يعيشون في الحي اشتكوا من الضوضاء. وأضاف أنه تم احتجازه بقسم الشرطة، وقالوا له إنهم سوف يغرمونه بألف شيكل.

وردت الشرطة الإسرائيلية على ذلك بالقول إنها تعمل على استمرار النظام العام والحياة الكريمة لكل السكان. وترى الشرطة أن الإزعاج يؤثر على الحياة الجيدة لكل السكان. وتصرف بناء على ذلك "من أجل منع الأمر وتطبيق القانون".