إعلان

الانتخابات اللبنانية: هل تصبح البلاد إيرانية أم عربية؟

02:28 م الأحد 06 مايو 2018

الانتخابات اللبنانية

كتبت- هدى الشيمي:

سلطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على الانتخابات البرلمانية اللبنانية، والتي يهتم بها العالم كله، بالنظر إلى توقعات محللين بأن حزب الله الشيعي، المدعوم من إيران، سيكون المستفيد الأكبر من نتائج الانتخابات التي تجري وفق قانون جديد، ما يثير مخاوف السعودية ولبنان، علاوة على الولايات المتحدة الأمريكية.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن رجوح كفّة حزب الله في الانتخابات، قد يصبغ لبنان بصبغة إيرانية، وينتزعها من الوطن العربي، لاسيما وأن إيران تدعم حزب الله، وتعتبره ذراعها السياسية والعسكرية الأولى والأهم في الوطن العربي.

وتشهد لبنان انتخابات برلمانية، تُعقد اليوم الأحد، تمهيدا لانتخاب برلمان هو الأول منذ حوالي عقد، إذ أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة أُجريت في عام 2009، وكان يفترض أن تستمر ولاية البرلمان حينئذ أربعة أعوام فقط، إلا أنها مددت مرتين لعدم الاستقرار في المنطقة، ولإفساح المجال لتعديل قوانين الانتخابات.

ومن بين أبرز المرشحين في الانتخابات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي يحظى بشعبية كبيرة في بلاده، وتقول هآرتس إنه تعامل كأي مرشح انتخابي آخر في هذا الوقت، فارتدى عباءة والده الذهبية، وسار في شوارع ومدن بلاده، مثل أي مُرشح آخر، يحتضن الأطفال الصغار، ويصافح أيدي المواطنين ويحييهم، وسط حراسة مُشددة، ولم يكن لديه أي صعوبة في دفع 5300 دولار للترشيح في الانتخابات.

2

وعلى الرغم من أن ثروته لم تعد قوية كما كانت في السابق، بعد افلاس إحدى أكبر شركاته في الصيف الماضي، تقول هآرتس إن الحريري لا يزال ثريا ولديه ما يكفي من المال لتمويل حملاته الانتخابية، بما في ذلك تعليق اللوحات الإعلانية، ونشر مقاطع الفيديو وإجراء مقابلات على وسائل الإعلام، والدفع لمستشاريه ومساعديه والعديد من الحراس الشخصيين.

وذكرت الصحيفة أن الحريري كان مُحتجزا لدى السعودية قبل ستة أشهر، وأعلن استقالته في خطاب متلفز ومسجل عُرض على قناة العربية، وهذا ما اعترض عليه اللبنانيون وأعربوا عن احتجاجهم بتنظيمهم مظاهرات حاشدة، يطالبون فيها بعودة رئيس وزرائهم إلى البلاد.

وبجانب الحريري، يشارك عدد من المرشحين الانتخابيين الذين تولوا رئاسة أحزاب سياسية، أو ينتمون لعائلات كبيرة سيطرت على زمام الأمور منذ الحرب الأهلية في لبنان عام 1990.

كان لاستخدام الحريري عباءة والده الذي اغتيل عام 2005، وتوجه الاتهامات إلى حزب الله وسوريا في مقتله، أثر كبير على المواطنين، والذين لا يزالون يكنون له حبًا كبيرًا، كما أنه ذكر المواطنين بالوقت القاسي الذي كانت فيه الاغتيالات السياسية شائعة في لبنان، ما أدى إلى تعميق الخلافات بين الطوائف السياسية، خاصة السنّة وأنصار حزب الله.

وأشارت هآرتس إلى أن الرئيس اللبناني المسيحي ميشال عون تحول من كونه مُعارضا صريحا لحزب الله وسوريا، إلى أحد أنصار الحزب الشيعي اللبناني المدعوم من إيران، ما ساعده على الفوز في الانتخابات.

1

وفي المقابل، وعلى النقيض من إيران، التي تدعم حزب الله وتؤيده، تقول الصحيفة إن ولي العهد محمد السعودي بن سلمان يأخذ موقفًا سلبيًا عندما لا يستطيع تحريك مجريات الأحداث كما يريد، مُشيرة إلى أن هذا ما فعله في القضية الفلسطينية، التي فقد اهتمامه بها، والأزمة السورية التي انسحب منها تقريبًا.

وحسب الصحيفة، فإن البنية السياسية في لبنان وقوة الشيعة هناك، إلى جانب العلاقات الهشة التي تجمع بين الطوائف، تعطي إيران نفوذًا كبيرًا في البلد العربي الذي عانى من الانقسامات لسنوات طويلة، موضحة أن لبنان لا تملك قوى سياسية بإمكانها منافسة حزب الله، وساعدت هذه الظروف طهران على تحقيق الكثير من المكاسب الاقتصادية والسياسية.

3

وبالنسبة للسعودية وإيران، فإن القضية الفاصلة لن تكون نتائج الانتخابات اللبنانية، ولكن تشكيل الحكومة الذي يعقبها، مُشيرة إلى أن الحريري، حتى إذا خسر نسبة الأصوات التي من المفترض أن يحصل عليها، سيبقى رئيسًا للوزراء، لأنه الوحيد القادر على الحصول على دعم أغلب الأطياف السياسية والحزبية، علاوة على مكانته الدولية.

ورغم قلق إسرائيل الكبير، ترى الصحيفة أن لبنان لن يشهد أي تغيير حقيقي مادامت النخب السياسية التي تحكم البلاد كما هي لا تتغير، مُشيرة إلى أن الحكومة الجديدة لن تقدر على التصدي لتهديدات حزب الله، ولن تعمل على نزع سلاحها.

وحسب هآرتس، فإن توازن القوى بين إسرائيل ولبنان يعتمد على نتائج الحرب في سوريا، وليس الانتخابات اللبنانية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان