لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واشنطن بوست: مع بداية عهد أبي أحمد.. تفاؤل حذر نحو استقرار أثيوبيا

08:14 م الأحد 06 مايو 2018

أبي أحمد علي

كتب - عبدالعظيم قنديل:

أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التحولات السياسية في أديس أبابا بعد صعود أبي أحمد علي، أول رئيس وزراء مسلم في تاريخ إثيوبيا، نتيجة إلى تعرض البلاد لموجة من الاضطرابات على مدى السنوات الماضية.

وفي مارس الماضي، اختار ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية أبي أحمد، رئيسا للائتلاف مما يجعله رئيسا للوزراء بشكل تلقائي خلفا لرئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين، الذي أعلن استقالته فجأة.

واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2015 بسبب نزاع بين المواطنين غالبيتهم من عرقية الأورومو والحكومة حول ملكية بعض الأراضي، ولكن رقعة المظاهرات اتسعت لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف، بحسب تقارير حقوقية.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن إثيوبيا عانت تحت حالة الطوارئ التي أعقبت النشاط السياسي للمعارضة خلال السنوات الماضية، ولذا علق البعض آمالا كبيرة على أبي أحمد علي أحد قادة قومية الأورومو في القيام بإصلاحات ملموسة، للدولة التي تعمل كقاعدة أساسية لإرساء السلام والاستقرار في شرق أفريقيا.

ولفت التقرير إلى أن الديمقراطية الظاهرية تهيمن على الأوضاع السياسية في إثيوبيا، فهي دولة شديدة المركزية، ومع ذلك، ازدادت الاضطرابات. وتتألف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية، وهي الائتلاف الحاكم، من أكثر من حزب، وتحكم البلاد منذ هزمت النظام العسكري عام 1991.

في 10 أبريل، أصدر مجلس النواب الأمريكي قرارًا يحث الحكومة على زيادة احترامها لحقوق الإنسان وسيادة القانون.

وذكرت الصحيفة أن اعتلاء السياسي الشاب أبي أحمد، البالغ من العمر 42 عامًا، رأس السلطة في إثيوبيا ساهم في انخفاض التوتر، حيث تمت استعادة خدمة الإنترنت إلى الريف، وتم إسقاط التهم الموجهة لعشرات من النشطاء، وشرع أبي في اجتماعات في جميع أنحاء البلاد، واستمع إلى المظالم والوعود الإصلاحية، بما في ذلك حدود مدة منصبه.

ونقلت الصحيفة عن زيكارياس زيلالم، وهو صحفي ومتخصص في الشؤون الإثيوبية: "بصفتي شخص نشأ في أديس أبابا، كان هناك شيء غريب للغاية وهو رؤية رئيس الوزراء يأتي وينظم اجتماعات بلدية ويجلس فقط مع الناس ويناقش الأمور".

وتابع: "لم يحدث هذا قط، وهو مستمر منذ الأسابيع الثلاثة الماضية".

كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن إسكندر نيجا، الصحفي الذي أمضى طفولته في واشنطن وأمضى ست سنوات في سجن إثيوبي بسبب كتاباته: "إنها إشارة للتغيير، إنه يريد التغيير".

وأضاف نيجا: "لكن، في النهاية، هذا ليس ما يريده الشعب، فالأمة تريد أمرين: رفع حالة الطوارئ في الأيام المائة القادمة والدعوة إلى حوار شامل. هذا سيضع الأمور في نصابها الصحيح".

وأوضح التقرير أن بقاء الحزب الحاكم، الحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا، على مدى السنوات الماضية لم يقوض الاحتجاجات، ولذا شعر شركائها في الخارج بالقلق، خاصة وان أديس أبابا لديها أكبر جيش في المنطقة وأسرع اقتصاد في افريقيا، وهي محاطة بدول متحللة مثل الصومال وجنوب السودان.

ووفق التقرير، بدت صخرة الاستقرار الإقليمية، في إشارة إلى إثيوبيا، هشة في السنوات القليلة الماضية، مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة من قبل أكبر مجموعة عرقية في البلاد، فضلاً عن احتجاجات ثاني أكبر طائفة، وفي الوقت نفسه، أدت الاشتباكات بين "الأورومو" والجماعة الصومالية العرقية في أماكن أخرى من البلاد إلى مقتل المئات وتشريد أكثر من مليون شخص.

وبمجرد توليه منصبه، بدأ "أبي أحمد" بزيارة بؤر التوتر في البلاد، حيث ذهب إلى المنطقة الصومالية لمناقشة الاشتباكات الجارية التي تسببت في نزوح الكثيرين، ثم سافر شمالًا إلى منطقة "تيجراي"، حيث رأى العديد من منتقدي الحكومة أنه سيطر بشكل غير عادل على الجيش والاقتصاد، ليطلع السكان حول تولي شعب الأورومو مسؤولية الحكومة.

وعلى النقيض من سلفه، فإن أبي لديه دعم شعبي قوي يمكن أن يمنحه نفوذاً ضد عناصر المؤسسة التي قد تعارض الإصلاحات، وفق التقرير الذي أوضح أن إعادة تنظيم أجهزة الأمن التي يحتفظ بها المنتقدون يهيمن عليها أقلية تيجرايان، الذين شكلوا العمود الفقري للجيش بعد إطاحتهم للنظام الشيوعي في عام 1991.

في الواقع، يقول البعض إن أبي ربما أنقذ البلاد، لذا تقول الصحفية تسيدال ليما، التي تعيش الآن في ألمانيا، لـ"واشنطن بوست": إن الانتقال السلمي للسلطة إلى أبي قد يكون قد أوقف هذا الانزلاق.

وأضافت: "لقد أدركوا أنه ما لم يفعلوا شيئًا على أرض الواقع، فإن الجميع سينهار، وبالفعل قد اقتربنا من ذلك"، مشيرة إلى التواصل مع المعارضة وإطلاق سراح السجناء. "ما يفعلونه أعطى مساحة للتنفس".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى التحذير القوي الذي أصدرته صحيفة "أديس ستاندرد"، العام الماضي، في افتتاحيتها، حول مستقبل إثيوبيا، قائلة إن الاقتتال الداخلي الحكومي والتوترات العرقية والغضب الشعبي دفعت البلاد نحو الانهيار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان