إعلان

مجلة أمريكية: ترامب يضع أمريكا في منعطف خطير بالشرق الأوسط

11:02 م الأحد 06 مايو 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - عبدالعظيم قنديل:

سلطت مجلة "أتلانتيك" الأمريكية الضوء على التداعيات المحتملة لانسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدة أن ترامب قد يدفع الولايات المتحدة إلى منعطف خطير في الشرق الأوسط بسبب سياسات غير محسوبة.

ومن المقرر أن يحدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل يوم 12 مايو الجاري، موقفه من الاتفاق النووي، الذي وقعته الدول الكبرى، وبينها الولايات المتحدة، مع إيران التي أوقفت بموجبه أنشطتها النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والسياسية عنها. تم توقيع الاتفاق في يوليو 2015.

ويهدد الرئيس الأمريكي منذ فترة بالانسحاب من الاتفاق النووي، لوضع شروط جديدة، أو التوصل إلى اتفاق جديد، يفرض بمقتضاه مزيد من الأعباء على إيران، وهو الأمر الذي رفضته طهران، وأعلنت أنه حال انسحاب واشنطن سوف تجدد برنامجها النووي، وتجاربها للصواريخ البالستية.

وقالت المجلة الأمريكية إن صقور ترامب الجدد يتمتعون بروح معنوية عالية هذه الأيام على خلفية التوتر مع إيران، مضيفة أنهم بالتأكيد سعداء بتشجيع البيت الأبيض على تمزيق الاتفاق النووي والنهوض بنشاط بتغيير النظام في طهران، ومواجهة إيران بقوة في جميع أنحاء المنطقة، مثلما دأب العديد منهم على الدعوة لذلك على مدى سنوات.

أشار التقرير إلى مخاوف جراء تأثير المستشارين الجدد على قرار ترامب، وقال إن الرئيس الأمريكي على وشك وضع الولايات المتحدة على مسار غير متوقع في المنطقة تحت ضغوط داخلية متصاعدة، لاسيما وأن الخروج من الاتفاق النووي بدون خطة قد ينتهي بصراع فوضوي عنيف وغير ضروري.

كما يبدو أن ترامب سينهي امتثال الولايات المتحدة للاتفاق النووي في 12 مايو المقبل، الأمر الذي يمهد الطريق لإعادة فرض العقوبات من جديد على النظام الإيراني، وفق التقرير الذي أشار إلى امكانية استفادة الرئيس الأمريكي من الإيماءات الأوروبية حول استمرار الاتفاق مع اضافة تعديلات مثل اتفاق على فرض عقوبات على نشاط الصواريخ الباليستية، وتنفيذ عمليات التفتيش واسعة داخل الأراضي الإيرانية.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن ترامب استخدم حيلة ماكرة لقتل الصفقة وإلقاء اللوم على الأخرين، فقد كان من الغريب دائمًا أن تخيل أن الأوروبيين كانوا سيوافقون على إجراء تغييرات جوهرية على الاتفاق بدون التوافق مع الأطراف المعنية مثل روسيا والصين وإيران.

وبحسب التقرير، هناك اعتقاد خاطئ أنه إذا انهار الاتفاق النووي فإن إيران سوف تسرع في إنتاج سلاح نووي، مما يثير إدانة دولية مبررة وضربات جوية أمريكية أو إسرائيلية محتملة، لكن في الواقع بدون الاتفاق فإن إيران ببساطة ستكون حرة في إعادة تثبيت بعض آلاف أجهزة الطرد المركزي التي قامت بتفكيكها، والتوسع التدريجي لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، علاوة على استئناف الأبحاث النووية، وكل هذا سيحدث في غياب الكاميرات وعمليات التفتيش الدولية المنصوص عليها.

ويقول التقرير: "كيف يمكن أن توافق إيران على تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب والالتزام بقبول عمليات تفتيش واسعة إلى الأبد، بدافع أن الولايات المتحدة تحظى بدعم بقية العالم".

وأضافت المجلة لأمريكية أنه بغض النظر عن التعهدات العامة أو الخاصة التي يقدمها ترامب، فإن القليل من الشركات الأوروبية سوف تستثمر في إيران أو تشتري النفط الإيراني إذا التزم ترامب بتطبيق القانون الأمريكي، غير أنه من الصعب رؤية إيران ملتزمة بالصفقة إلى أجل غير مسمى إذا قبلت كل شيء.

ووفقًا لمجلة أتلانتيك، هناك أيضًا خطر تجاهل دول مثل الصين أو الهند أو حتى بعض دول الاتحاد الأوروبي، التي بدأت بتوجيه استثماراتها إلى إيران.

وأشارت إلى أن هناك خيارين لا ثالث لهما مستقبلا: إما قبول صفقة بلا تغيير أو نسفها تمامًا.

وبشأن الحل العسكري ضد إيران، أكدت المجلة الأمريكية أن أحد الحلول الممكنة هو أن التهديد الموثوق به للقوة يمكن أن يقنع إيران بعدم استئناف برنامجها النووي إذا تم انهاء الاتفاق، حيث طالب مستشار الأمن القومي جون بولتون صراحة باستخدام القوة العسكرية لوقف القنبلة الإيرانية.

تساءلت المجلة: "إذا استأنفت إيران أنشطتها النووية المعلقة أو طردت المفتشين، فهل ستخلص إلى أن استخدام القوة ضروري؟ وماذا ستكون عتبة العمل العسكري؟".

ونوه التقرير إلى أنه لابد من الاستعداد لسحب الزناد إذا تم تجاوز "الخطوط الحمراء" التي تعتمدها إدارة ترامب، خاصة وأن العديد من المعارضين للاتفاق النووي يتعاطفون مع فكرة أن التخلي عنه قد يؤدي إلى الحرب، لكن هذا احتمال واقعي.

وتضيف المجلة الأمريكية: "سيكون أكثر إثارة للاهتمام أن نرى ما إذا كان الرئيس الذي يدين بانتظام إنفاق ثروات أمريكا في الشرق الأوسط قادرًا على خوض صراع إقليمي مع إيران، بما في ذلك هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وهجمات صاروخية عل إسرائيل.

واستشهد التقرير بقضية كوريا الشمالية في عهد إدارة جورج دبليو بوش، حينما عارض جون بولتون محاولات وزير الخارجية كولن باول للتوصل إلى حل وسط مع كوريا الشمالية غير النووية، داعيًا إلى عزلتها، وبدلاً من ذلك، وبعد أكثر من 15 سنة، يمتلك كيم جونج أون ترسانة نووية كبيرة وصواريخ طويلة المدى، وسوف يتفاوض الآن مع ترامب من موقع قوة.

وتساءلت المجلة: هل نحن على وشك تكرار هذه المسرحية في إيران؟.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان