ما هو اتفاق "الهدنة طويلة الأمد" الذي نفته حماس؟
كتبت – إيمان محمود:
قال الكاتب الإسرائيلي عاموس هاريل، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، بعثت رسالة إلى سلطات الاحتلال، تفاوضهم فيها على "هدنة طويلة الأمد" مقابل تخفيف الحصار المفروض على القطاع، وهذا ما نفته الحركة تمامًا.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأثنين، إن الحديث عن اتفاق تهدئة جديد بين الحركة وإسرائيل أو تقديمها عرضا بهذا الخصوص "غير صحيح وغير مطروح حاليا".
وأضاف القانوع أن "الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم باستحقاق التهدئة الموجودة، والمطلوب إلزامه من قِبل الأشقاء المصريين والمجتمع الدولي، خاصة أن الاحتلال يمارس القتل ويرتكب الجرائم" في قطاع غزة.
من جانبه؛ أوضح عاموس هاريل في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن حماس مررت رسائلها للاحتلال من خلال قنوات مختلفة وفي عدة مناسبات على مدى الأشهر القليلة الماضي، من أجل تخفيف الحصار المفروض على غزة، والسماح لحماس بالشروع في مشاريع بنية تحتية واسعة النطاق، بالإضافة إلى اتفاق لتبادل الأسرى والجثث مع الاحتلال.
وأكد الكاتب أن إسرائيل لم ترد بشكل واضح على رسائل حماس.
وتشير التقارير المقدمة إلى كبار مسؤولي المؤسسة الدفاعية والسياسية الإسرائيلية، إن التوترات في غزة ستظل مرتفعة حتى بعد تظاهرات ذكرى النكبة الموافق 15 مايو الجاري، والتي دعت لها حركة حماس.
ووفقًا لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن حماس لا تزال تعاني من أزمة استراتيجية غير مسبوقة، لذلك فهي الآن أكثر انفتاحًا لمناقشة الخيارات التفاوضية التي رفضتها في الماضي، بحسب تقرير الكاتب الإسرائيلي.
وأشار الكاتب إلى تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم"، قبل أسبوعين، تحدثت فيه عن خلاف في وجهات النظر بين إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ويحيى السنوار، القائد العام للحركة في قطاع غزة، فيما يخص النقاشات المتعلقة بالتفاوض مع إسرائيل.
وزعم تقرير "إسرائيل هيوم" أن السنوار اتهم هنية بالاستسلام للضغوط الإيرانية.
وقال "هاريل" إن الجيش الإسرائيلي، يصف البنية التحتية لقطاع غزة بأنها سيئة، وحاول خلال الأشهر الأخيرة تنفيذ عدة تدابير لتسهيل الظروف المعيشية لأهالي غزة، منها توسيع منطقة الصيد في البحر الأبيض المتوسط، ومنح رجال الأعمال المزيد من تصاريح الدخول إلى إسرائيل.
وأضاف "هاريل" أن أكثر من 700 فلطسيني يتظاهرون أسبوعيًا على السياج الحدودي الفاصل بين غزة وإسرائيل، ضمن مسيرات العودة المستمر حتى ذكرى النكبة، قائلاً أن القناصة الإسرائيليين أصابوا العديد من الفلسطينيين بالرصاص الحي "ولم يُقتل أي متظاهر بالنيران الإسرائيلية"، على حد قوله.
واستطرد "حماس تأمل في جمع ما بين 100 ألف و 200 ألف متظاهر في تظاهرة 15 مايو الموافق ذكرى لنكبة، ضمن خطة للدفع بمئات أو آلاف الأشخاص لاختراق السياج والدخول إلى إسرائيل.
ويزعم "هاريل" أن الجيش الإسرائيلي يتعامل بمزيد من ضبط النفس مع المظاهرات الفلسطينية، كما يحاول جاهدًا ألا يؤذي المدنيين غير المتورطين في أعمال العنف، "وقد وجد الجيش أن حماس تفرض سيطرتها التنفيذية الكاملة على هذه المظاهرات، وتساعد المتظاهرين في الوصول إلى السياج الحدودي لمحاولة اختراقه".
وكشف التقرير عن أن السلطات الإسرائيلية تنوي نشر عناصر من الجيش الإسرائيلي للتعاون مع الشرطة الإسرائيلية في التعامل مع تظاهرات ذكرى النكبة، مشيرًا إلى أن السلطة الفلسطينية في رام الله أيضًا تنظم تظاهرات يومي 14 و15 مايو الجاري، وهو تاريخ قريب من موعد الاحتفال بنقل السفارة الامريكية إلى القدس المُحتلة.
ولفت الكاتب الإسرائيلي، إلى سيطرة حماس الصارمة وقيادتها القوية لاحتجاجات "مسيرات العودة"، إذ استطاعت أن تجعل العالم ينظر إلى الاحتجاجات بنظرة إيجابية، ويلقي اللوم على إسرائيل إذا نُسب إليها قتل أحد المتظاهرين.
فيديو قد يعجبك: