افتتاحية "الإندبندنت": بوتين محق بشأن ضرورة تحول روسيا لـ"مجتمع حر"
كتب - عبدالعظيم قنديل:
خصصت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الثلاثاء، افتتاحيتها للحديث عن مراسم تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية جديدة مدتها أربع سنوات أخرى عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية مارس الماضي.
أدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليمين الدستورية رئيسا لروسيا لفترة جديدة مدتها 6 سنوات وقال فى كلمته عقب أداء اليمين، إنه سيعمل كل ما فى وسعه لكى تزدهر روسيا وتعيش فى سلام، كما وجه بوتين الشكر للشعب الروسي على ما قدمه من دعم له.
يذكر أن تنصيب الرئيس في روسيا كل ست سنوات، بحسب التعديلات الجديدة في الدستور، بعد أن كان أربع سنوات في السابق، إضافة إلى خمسة آلاف من المدعوين.
وجرت الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس من العام الحالي. وفاز بوتين بنسبة 76.69% من الأصوات. ووفقًا للجنة الانتخابية المركزية فإن 56430712 ناخبًا صوتوا للرئيس الحالي.
وقالت الافتتاحية: "لم يكن هناك مظاهر احتفال بارزة في مراسم أداء فلاديمير بوتين اليمين الدستوري لولاية رابعة كرئيس لروسيا في واحدة من قاعات الكرملين"،
وأضافت الصحيفة: "من المؤكد أنه لا يزال هناك الكثير على الرئيس بوتين فعله إذا أراد أن يضمن للشعب الروسي المستويات المعيشية التي يريدها، في الوقت نفسه يحتاج بوتين إلى الحفاظ على إرث تم بناؤه على مدى 20 عامًا تقريبًا في السلطة".
كما ذكرت الافتتاحية أن سلطة بوتين لم تواجه تحديات واضحة داخل روسيا، منذ اللحظة التي أصبح رئيسًا للبلاد بعد استقالة بوريس يلتسين في ديسمبر 1999، مضيفة أن فوزه في السباق الرئاسي هذا العام هو أكثر انتصاراته الانتخابية إلحاحًا، رغم غياب خصمه الأكثر شهرة، أليكسي نافالني عن المشهد الانتخابي هذا العام.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن روسيا لا تزال دولة فيها تفاوت اقتصادي كبير وعدم استقرار كبير، على الرغم من القوة التي يتمتع بها الرئيس فلاديمير بوتين، مشيرة إلى تصريحات بوتين خلال خطاب حالة الأمة في مارس الماضي، والتي قال فيها: إن "20 مليون روسي يعيشون تحت خط الفقر الرسمي ، حيث تضررت البلاد بشدة من الركود العالمي بعد عام 2008".
ولفتت الافتتاحية إلى تواضع مؤشرات النمو للاقتصاد الروسي، حيث تشير التوقعات حتى عام 2020 إلى معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المائة فقط في أحسن الأحوال.
وانتقدت الصحيفة البريطانية تأكيد بوتين أن الاقتصاد الروسي يحتاج إلى التغيير التكنولوجي، مؤكدة أن الحقيقة هي أن التكنولوجيا كانت في طليعة نهج روسيا تجاه الشؤون الخارجية، سواء في مجال الصناعة الدفاعية أو في التدخلات المزعومة مع العمليات الديمقراطية للدول الأخرى.
وأبدت الافتتاحية استغرابها من ارتفاع شعبية الرئيس الروسي في الداخل بسبب المغامرات العسكرية لبلاده في الخارج، على الرغم من كلفتها الباهظة على الشعب الروسي، حيث تقوم موسكو بعمليات عسكرية في سوريا منذ ثلاث سنوات، وكذلك مشاركات بارزة ومعقدة في شبه جزيرة القرم، وبطريقة أو بأخرى، شرق أوكرانيا أيضًا.
ونوهت الصحيفة إلى التعقيدات التي تشهدها العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، على الرغم من ترحيب بوتين بوصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، ولكن حجم سلطة الدولتين يجعل العلاقة بين قادتهما أكثر أهمية من معظمهم.
وبحسب التقرير، بوتين لديه الكثير ليواجهه سواء في الداخل أو في الخارج، لا شك في أنه لا يزال يتمتع بشعبية واسعة بين عامة السكان ، لكن من الواضح أيضًا أن حديثه الإيجابي عن أن روسيا "مجتمع حر" يجب أن يؤخذ مع قليل من الحذر.
واختتمت الافتتاحية بالقول: "بوتين كام محقًا عندما أكد أن أي قفزة لروسيا إلى الأمام لا يمكن ضمانها إلا بمجتمع حر".
فيديو قد يعجبك: